تعهدت شركة "دبليو بي بي - بي إل سي" عملاق الدعاية والإعلان، بخفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري عبر سلسلة التوريد الخاصة بها إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2030 في خطوة رائدة في الصناعة ستحشد مليارات الدولارات من الإنفاق الإعلامي.
وقالت الشركة التي تتخذ من لندن مقرَّاً لها، إنَّ انبعاثاتها قُدِّرت بنحو 5.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2019، مما يوازي الانبعاثات السنوية التي تصدِّرها دولة "أوغندا". يأتي 2% فقط من ذلك من عمليات شركة "دبليو بي بي" الخاصة بها، ومعظم الباقي يأتي من الشركاء الإعلاميين مثل محطات الإذاعة والنشر الذين يعرضون الإعلانات نيابة عن عملاء "دابليو بي بي".
قال الرئيس التنفيذي لشركة "دبليو بي بي" مارك ريد، إنَّ شركته تخطِّط لوصول الانبعاثات الخاصة بها إلى "الصفر" بحلول عام 2025، وستستخدم إنفاقها الإعلامي السنوي الذي يزيد عن 60 مليار دولار لدفع هؤلاء الشركاء إلى فعل الشيء نفسه بحلول عام 2030. ويمكن أن تصبح انبعاثات الشركاء عاملاً مهماً في تحديد أماكن شراء حقوق الإعلانات.
ذكر "ريد" في مقابلة: "سيؤثِّر ذلك تماماً على المكان الذي نضع فيه إعلاناتنا على مدار السنوات التسع المقبلة، وتلك الشركات التي تتحرَّك بسرعة أكبر ستتمتَّع بميزة تنافسية أعلى".
المباني الموفرة
يشمل هدف "دبليو بي بي" عملياتها، وإنتاج العمل للعملاء، وشراء الإعلانات. ستقلل الشركة من "انبعاثاتها الكربونية" من خلال تقليل السفر وبناء المزيد من المباني الموفِّرة للطاقة. قال "ريد"، إنَّه يتوقَّع عودة السفر التجاري إلى ثلثي مستويات ما قبل الجائحة.
في حين أنَّه سيتمُّ تضمين الشركات التي تقوم شركة "دبليو بي بي" بشراء الإعلانات منها في الهدف، إلا أنَّه لن يتمَّ تضمين عملائها. قال ريد، إنَّ معظم كبار العملاء الذين يتعاملون مع شركته "دبليو بي بي" قد حددوا أهدافهم الخاصة بصافي الانبعاثات الصفرية.
وقال "ريد"، إنَّ الشركة ستواصل العمل مع عملاء صناعة الطاقة، فقد عملت شبكة الوكالات الإعلانية "دبليو بي بي" مع شركات النفط بما في ذلك "رويال دوتش شل بي إل سي" و "بي بي - بي إل سي"في الماضي. أضاف "ريد" أنَّ "دبليو بي بي" تسعى جاهدة لتجنُّب "الغسل الأخضر" (إنشاء صورة غير مستحقة للمسؤولية البيئية). وقال، إنَّ الشفافية تزداد أهمية عندما يكون هناك الكثير من التدقيق في الادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال ريد: "نحن ضد أيِّ شكل من أشكال "الغسل الأخضر" تماماً، لكنَّنا نعتقد أنَّ شركات الطاقة التي تتخذ خطوات يجب أن تكون قادرة على توضيح وإيصال ما تفعله، ففي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، من الصعب جداً "غسل البيئة" بشكل فعال، ومن الأفضل كثيراً أن تتخذ الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها وتوصيلها بالطريقة الصحيحة".
تخطِّط شركة "دبليو بي بي" لتقديم أهداف خفض الانبعاثات الخاصة بها عبر مبادرة "أهداف مستندة إلى العلم"، التي تتطلَّب من الموقِّعين على المبادرة تحويل أعمالهم بدلاً من مجرد شراء تعويضات. قال "ريد"، إنَّه يتوقَّع أن تساعد هذه الدَفعة في جلب المزيد من الأعمال إلى "دبليو بي بي"، إذ يقوم العملاء بتقييم الأثر البيئي الخاص بهم.