بلومبرغ
في حين يكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن هدفه الطموح هذا الأسبوع بخصوص خفض انبعاثات الاحتباس الحراري في البلاد، تتخذ إدارته أيضاً خطوات مهمة لمواجهة النقاد الذين يقولون إنَّ الرئيس الأمريكي، يخاطر بعدد كبير من الوظائف الأمريكية.
ويعمل كبار المسؤولين في إدارته المختصة للتركيز على الوظائف وقضايا المناخ. ومنهم مستشارة المناخ في البيت الأبيض جينا مكارثي، ووزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم، اللتان تنتظران أحداثاً مهمة مقرَّرة في الأسبوع المقبل، لإثبات أنَّ معركة الرئيس ضد تغيير المناخ ستكون مكسباً، وستشكِّل دعماً للوظائف، لأنَّها ستخلق وظائف أكثر مما قد تلغيه.
برنامج حافل للحديث عن الأهداف الجديدة
وقالت غرانهولم في منتدى عقدته "بلومبرغ NEF" الأسبوع الماضي: "هذه الإدارة تركِّز على الطاقة النظيفة. أي هي تُعنى بإضافة المزيد من الوظائف، وتريد خلق فرص عمل في كل نواحي البلاد"، مضيفة أنَّ الأمر يتعلَّق حقاً بالعدالة، والوظائف، ونشر الطاقة النظيفة.
ومن المقرَّر أن تتحدَّث غرانهولم يوم الإثنين في حدث يضمُّ ريتشارد ترومكا رئيس "أيه إف إل - سي آي يو"، وستكون الندوة المشتركة لهما تحت عنوان "تسريع انتقال الطاقة إلى إزالة الكربون: البنية التحتية والوظائف والعدالة".
ثم يلي ذلك حدث تشترك فيه جينا مكارثي مع بعض القادة الذين سيرشِّحهم معهد الموارد العالمية. وبشكل منفصل، سيتحدَّث رئيس اتحاد عمال المناجم في أمريكا، سيسل إي روبرتس جونيور، صباح يوم الإثنين بالشراكة مع عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، جو مانشين، وهو ديمقراطي يركِّز على مساعدة العمال في صناعة الفحم بالولاية.
وفي حين تجادل الإدارة بأنَّ أهداف الدولة المناخية ستطلق العنان لوظائف الطاقة النظيفة، يواجه الرئيس الأمريكي بايدن ضغوطاً من الديمقراطيين التقدميين للقيام بالمزيد. ويقدِّم السناتور بيرني ساندرز، من ولاية فيرمونت والنائبة أليكساندر أوكاسيو كورتيز من نيويورك، يوم الإثنين اقتراحاً بتحديث الإسكان العام، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومن المنتظر أن يعلن بايدن خلال القمة الافتراضية المفترضة، عن التزام جديد للولايات المتحدة. وهو يتعلَّق بالتعهد بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 50% من مستويات عام 2005، بحلول نهاية العقد.
وسيتطلَّب تحقيق هذا الالتزام، تغييرات جذرية للحدِّ من التلوُّث الناتج عن الاحتباس الحراري من محطات توليد الطاقة، والسيارات، والنفط، والزراعة في البلاد. وكان بايدن، وبقية فريقه يروِّجون الفكرة كفرصة اقتصادية، لتكون حجة أساسية لكسب التأييد الشعبي.
حجج لم تقنع الجميع
ويقول توم بايل، مستشار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، ورئيس تحالف الطاقة الأمريكي، وهي مجموعة مناصرة للسوق الحرة: "يفيد تحليلنا، بأنَّ الآثار التراكمية لأجندة بايدن للمناخ ستساهم في إنهاء الوظائف ذات الأجر الجيد، وكثير منها وظائف نقابية. وهو ما سيقلل القدرة التنافسية الأمريكية، ويجعلنا أكثر اعتماداً على الصين من أجل الحصول على مصادر طاقتنا اللازمة".
وشنَّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، حملته الانتخابية بناءً على وعود بإنقاذ صناعة الفحم، ووظائف عمال المناجم، من خلال التراجع عن مبادرات المناخ التي ترجع أصلها إلى إدارة أوباما، لكنَّ جهوده لن تؤدي إلى عودة الصناعة".
وظائف الفحم
كان لدى الولايات المتحدة حوالي 47 ألف وأربعمئة وظيفة في تعدين الفحم يناير 2020 (أي أقل بنحو 7% مما كانت عليه عند تنصيب ترمب في يناير 2017 ). وذلك قبل أن تسحق جائحة "كوفيد-19" الكثير منها.
لكن هذا العدد من عمال المناجم يعدُّ بعيداً كل البعد عن عددهم في عام 1923، الذي كان 863 ألف عامل. وكانت هذه الفترة تعدُّ ذروة التوظيف في القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك قبل بدء التحوُّل إلى الأنظمة الإلكترونية، والتغييرات الكبيرة في السكك الحديدية، وصناعة الصلب، والتدفئة المنزلية، وتوليد الطاقة الكهربائية.
وقال روبرتس رئيس عمال المناجم، في بيان:"يجب أن تستند سياسات نقل الطاقة والعمل إلى ما هو أكثر من مجرد وعود مستقبلية، ونريد أن نناقش كيف يمكن لعمال المناجم، وعائلاتهم، ومجتمعاتهم الخروج من هذه الفترة الانتقالية، والتأكُّد من أنَّهم سيكونون بحالة جيدة، أو بوضع أفضل مما هم عليه اليوم".
وكان أحد التحديات التي تخطَّتها إدارة بايدن، تتمثَّل بإشراك النقابات في خطط المناخ، وهي نقاط ديمقراطية مهمة في العملية الانتخابية.
وأثار قرار الرئيس بايدن"بإلغاء خط أنابيب النفط "كيستون إكس إل" - كأحد إجراءاته الأولى بعد توليه الرئاسة- غضب مجموعات العمل التي تمثِّل عمال الأنابيب وغيرهم من العمَّال الذين فقدوا وظائفهم نتيجة لذلك. كما أثارت أهداف بايدن البيئية الأخرى، مثل زيادة استخدام السيارات الكهربائية، مخاوف النقابات التي تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تعريض وظائف عمَّال السيارات للخطر.
ومع ذلك، فإنَّ قطاع الطاقة النظيفة يوظِّف ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد العاملين في استخراج وتوليد الوقود الحفري، وفقاً لتقرير الوظائف الصادر يوم الإثنين الماضي من قِبل "روَّاد البيئة"، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على تعزيز الطاقة النظيفة. إلا أنَّ التقرير قد وجد أيضاً أنَّ الأجور في الطاقة النظيفة أقل بوجه عام من تلك الموجودة في قطاع الوقود الحفري.