علماء: نظم دعم الحياة على كوكب الأرض تجاوزت الحدود الآمنة

7 من الأنظمة الثمانية الأساسية الداعمة للحياة على الكوكب دخلت مرحلة الخطر

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة للأرض من محطة الفضاء الدولية نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية - المصدر: بلومبرغ
صورة للأرض من محطة الفضاء الدولية نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تهدد الأنشطة البشرية ثمانية من الأنظمة الأساسية التي تدعم الحياة على كوكب الأرض، سبعة منها دخلت بالفعل منطقة الخطر، بحسب دراسة ضخمة في مجال علوم الأرض أجراها أكثر من 60 باحثاً ونُشرت يوم الأربعاء في مجلة (The Lancet Planetary Health).

بالنظر لضرورة الحفاظ على الأنظمة التي تجعل كوكب الأرض صالحاً للحياة عليه، بما في ذلك المناخ ونظم المياه العذبة والتنوع البيولوجي ومغذيات التربة، وجد الباحثون أن جميعها تقريباً قد تجاوزت مستويات حرجة. يُعد الهباء الجوي، الذي يشمل العوالق الدقيقة مثل الغبار في الهواء، النظام العالمي الوحيد الذي لم يتجاوز بعد حدوده الآمنة، حتى مع تسبب تلوث الهواء بجزيئات صغيرة في 8 ملايين حالة وفاة سنوياً.

تُعد الورقة البحثية الجديدة تحديثاً لمشروع علمي بدأ عام 2009 لتقييم "الحدود الآمنة للكوكب"، (أُعيدت تسميته منذ ذلك الحين إلى "الحدود الآمنة لنظم كوكب الأرض")، وإلى أي مدى يسفر تجاوزها عن مخاطر على البشر والطبيعة عبر كافة أنحاء العالم.

عمل الباحثون على تقييم كل من هذه الأنظمة استناداً إلى عاملين. الأول هو الأمان، أو المدة إلى أن يتوقف فيها النظام عن تلبية اعتماد الناس عليه. والثاني هو العدالة، أو "خطر التسبب في ضرر كبير" للأشخاص الأحياء أو الأجيال المقبلة.

الدور الحكومي

انتهى الباحثون إلى أنه يجب على الدول الحفاظ على نصف أنظمة الكوكب البيئية على الأقل بحالة جيدة، والحد من استخراج المياه الجوفية، ووضع حدود صارمة لاستخدام الأسمدة النيتروجينية والفوسفورية، وذلك لتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار.

تقدم تحديثات البحث الجديدة طريقة للبلدان والشركات والمدن لبدء تحديد مسؤولياتها، بناء على جهود مثل مبادرة الأهداف القائمة على العلم (Science Based Targets initiative)، التي تساعد الشركات على وضع أهداف مناخية، وفرقة العمل المعنية بالكشف عن المعلومات المالية المتعلقة بالمناخ، والتي وضعت مبادئ توجيهية لتقييم المخاطر المناخية وإبلاغ أصحاب المصلحة وغيرهم.

لا يُعد من قبيل المفاجأة أن النشاط الاقتصادي هو ما يدفع الأنظمة إلى تجاوز حدودها الآمنة. كتب مؤلفو الدراسة أن "التغيرات المجتمعية الجذرية"، بما فيها إعادة توزيع الثروة، ضرورية للحفاظ على قابلية الكوكب للعيش عليه.

أوضحت دايانا ليفرمون، الأستاذة المتقاعدة المتخصصة في الجغرافيا والتنمية بجامعة أريزونا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "لا نحتاج لفعل شيء جديد، لكن علينا توسيع نطاق ما نقوم به وبسرعة كافية".

رغم أن الورقة البحثية تستشهد بكتابات حديثة تشكك في النموذج الاقتصاد التقليدي، فإن يوهان روكستروم، مؤسس مشروع الحدود الآمنة لكوكب الأرض البحثي، يقول إن العالم "لا يستطيع الانتظار لبناء منظومة اقتصاد جديدة بالكامل" لاستعادة الوضع الآمن للأرض.

أضاف روكستروم، الذي يشغل منصب مدير معهد "بوتسدام" لبحوث تأثيرات المناخ والرئيس المشارك للجنة الأرض (Earth Commission)، وهي مجموعة دولية ينتمي إليها العلماء القائمون على الدراسة: لا يمكننا القول إن الرأسمالية هي المشكلة، لذلك نحتاج إلى حلول عملية أخرى".

جدل الحدود الآمنة

منذ أمد بعيد يثير النهج القائم على الحدود الآمنة الجدل بين العلماء. شكك إيرل إليس، عالم البيئة بجامعة ميريلاند في مقاطعة بالتيمور كاونتي، المشارك في البحث، في مدى إمكانية تنفيذ التوصيات على أرض الواقع. وانتقد كذلك التشبيه المجازي المهيمن، الذي يقول إن هناك "مجالاً آمناً" وآخر حاد الخطورة، مع وجود خط فاصل بينهما.

أضاف: "من يعتقد في وجود هذا الخط الفاصل وأن تجاوزه يعني السقوط في المنطقة الخطرة فهو واهم".

وأشار روكستروم إلى أنه لا توجد خطوط فاصلة صارمة ومحددة لكافة الحدود الآمنة. لا تتمتع غالبية هذه الحدود الآمنة، مثل فقدان التنوع البيولوجي وتلوث الهواء وتلوث الأسمدة، بمستويات صارمة، مختتماً بأن الباقي منها لا يتعرض لانهيار مفاجئ بل ينجرف تدرجياً نحو الخطر، لكن ينبغي التأكيد على أن جميعها شديدة الأهمية للحفاظ على سلامة النظام البيئي بأكمله.

تصنيفات

قصص قد تهمك