بلومبرغ
لا تزال الولايات المتحدة تدرس إمكانية طرح تعهدٍ طموحٍ لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وهو تعهد في حال الإعلان عنه، سيمنح الرئيس جو بايدن مزيداً من النفوذ، عند استضافة قادة العالم للمشاركة في القمة الافتراضية المنتظرة حول تغير المناخ في نهاية أبريل القادم. وهو ما قد يمثل تحدياً خاصاً للرئيس الصيني شي جين بينغ.
ووفقاً لهذا التعهد، يمكن أن يلتزم البيت الأبيض بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% أو أكثر عن مستويات 2005، وذلك بحلول عام 2030، حسبما أفادت "بلومبرغ" مؤخراً.
وينظر المسؤولون في الفرص المتاحة في نطاق الحكومة الفيدرالية فيما يتعلق بوضع خطط المعايير، واستثمارات الطاقة النظيفة وخطط البنية التحتية المرنة، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات.
منافسة على الريادة
وبالرغم أنه لا يزال من غير المؤكد بعد، ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة بالفعل على تنفيذ مثل هذه الخطة الجريئة. إلا أن المؤشرات توضح استعداد الرئيس بايدن للارتقاء بشكل كبير إلى مستوى أهداف الانبعاثات. والتي بدورها قد تشكل ضغطاً على الصين، التي حاولت مراراً الوصول لتصدر مركز الريادة في التعهدات بالحد من ابنعاثات الغازات الدفيئة.
وتضع الإدارة الأمريكية نصب أعينها أهدافاً صارمة، في وقت تسعى فيه لإعادة بناء الثقة مع الدول التي تشعر بالقلق، وذلك بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من اتفاقية باريس للمناخ، وتفكيك إدارته للسياسات المحلية الرئيسية الدافعة لخفض البلاد للانبعاثات.
ويتعلق الأمر بقدرة البلاد على وضع المعايير وتطوير المعدات والتقنيات التي سيتم استخدامها لعقود زمنية لتحويل الاقتصاد العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري. وذلك بالتزامن مع إحراز التقدم في عدة جهات، انطلاقاً من مصادر الطاقة المتجددة إلى المركبات الكهربائية وحتى صناعة الفولاذ الأكثر اخضراراً.
ويقول لوري ميليفيرتا، كبير المحللين في مركز أبحاث الطاقة والهواء: "يمكنك إلغاء اللوائح التنظيمية، لكن لا يمكنك محو التقدم التكنولوجي". وأضاف: "نأمل طرح برامج طموحة للاستثمار في التحول إلى عصر منخفض الكربون في الدول الناشئة، وذلك بعد طرح الخطط المحلية للولايات المتحدة".
وكان التعامل مع تغير المناخ أداة فعالة للسياسة الخارجية بالنسبة لـ"شي" منذ أن أصبح رئيساً للصين في 2013. فقد توصل مع الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى اتفاقية ثنائية للانبعاثات الكربونية عام 2014. وتلك الاتفاقية ساعدت بدورها في تمهيد الطريق لاتفاقية باريس في عام 2015.
وعندما انسحبت إدارة ترمب من الاتفاقية، بدأ "شي" يؤكد بشكل أكبر على تولي بلاده دور قيادي عالمي في المنطقة.
وكان "شي" قد أعلن خلال العام الماضي، أن بلاده ستصل إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060. كما أن سياساته قادت الصين إلى لعب دور ريادي على مستوى العالم في تصنيع الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية.
وقد يكون موضوع تحول الطاقة في الهند على المحك أيضاً، خاصة أن ثالث أكبر ملوث في العالم لم يلتزم بشكل علنيّ، بعد بمسار صافي الانبعاثات الصفرية. وخلال القمة، يحتمل أن يضغط بايدن لضمان التزام رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، الذي قد يسعى إلى ربط تعهد خفض الانبعاثات بمساعدات التحول في الطاقة، بحسب محلل "بلومبرغ NEF" علي إزادي نجف آبادي.
وسلّط إزادي نجف آبادي، الضوء على كيفية تأثر الدول الآسيوية الأخرى، التي ستحضر قمة المناخ يومي 22 و23 أبريل، بتعهد الولايات المتحدة تجاه المناخ، وهذه نظرة على التوقعات المختلفة فيما يتعلق بهذه الدول:
اليابان
قد يعلن رئيس الوزراء، يوشيهيدي سوغا، رسمياً عن أهداف جديدة للانبعاثات الكربونية. فيما تخطط البلاد لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 45% عن مستويات عام 2013، بحلول عام 2030، حسبما نقلت صحيفة "ماينيتشي" اليابانية مؤخراً. وذلك نقلاً عن مسؤول حكومي مجهول الهوية. بينما نقلت "رويترز" عن وزير الصناعة في البلاد قوله إن هذه الأرقام ليست بالدقيقة.
أستراليا
تتخلّف أستراليا عن نظيراتها فيما يتعلق بتغير المناخ. ومع ذلك، يُحتمل تأكيد رئيس الوزراء سكوت موريسون على دعم حكومته للبحث والتطوير في مجالات مثل الهيدروجين واحتجاز وتخزين الكربون.
إندونيسيا
حكومة الرئيس، جوكو ويدودو، تسعى لاستخدام موارد النيكل الغنية في إندونيسيا لتصنيع بطاريات "الليثيوم أيون" محلياً. وقد يسعى الرئيس للتوصل إلى اتفاقية ثنائية بشأن التعاون لنشر مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى قدرة تصنيع البطاريات في إندونيسيا.
كوريا الجنوبية
سيكرر الرئيس، مون جاي إن، على الأرجح هدف سول للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وما يتعلق به من خطط استثمارية. وقد تُصدر البلاد أيضاً بعض التصريحات حول زيادة التعاونات الثنائية لمساعدة الاقتصادات النامية.
فيتنام
شهدت البلاد نمواً سريعاً في انتشار الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية. لكن العديد من المصنعين الدوليين، مثل "آبل" و "غوغل"، يدفعون الحكومة لتسهيل شراء الطاقة النظيفة. وقد يكون هناك إعلام مشترك يجمع هانوي وواشنطن، فيما يخص هذا الموضوع.