أجهزة تنقية الهواء تحمي الصحة لكنها تسبب متاعب أخرى

time reading iconدقائق القراءة - 4
زيادة كبيرة في مبيعات أجهزة تنقية الهواء من أجل الوقاية من فيروس كورونا - المصدر: بلومبرغ
زيادة كبيرة في مبيعات أجهزة تنقية الهواء من أجل الوقاية من فيروس كورونا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كانت أجهزة تنقية الهواء قبل الوباء من بين الأجهزة المنزلية الأكثر طلباً. ولكن ارتفع الطلب عليها أكثر بمجرد أن اعترفت الحكومات في منتصف عام 2020 أن فيروس كورونا يمكن أن يظل في الهواء لساعات، لذا كافح المصنعون لتلبية الطلب.

وعندما كانت المصانع الأخرى تسرح الموظفين، ضاعفت شركة "ار جي إف اينفيرومنتال غروب"، التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها، قوتها العاملة ثلاث مرات، من 140 موظفاً إلى 500 موظف.

وفي إندونيسيا، قفزت مبيعات أجهزة تنقية "بلازما كلاستر" التي تصنعها شركة "شارب"، من حوالي 3 آلاف وحدة شهرياً، قبل الفيروس إلى ما يقرب من 13 ألفا بحلول يناير 2021.

ولكي تكون فعالة ضد مستويات عالية من التلوث، يجب أن تعمل أجهزة التنقية بشكلٍ مستمر تقريباً لتشكل استهلاكاً أكبر للطاقة ومزيداً من المخلفات، لأن أجهزة التنقية هذه بها فلاتر تنقية تحتاج إلى الاستبدال كل بضعة أشهر.

غير قابلة للتدوير

وتنتهي هذه المكونات في أغلب الأحيان تقريباً في مكب النفايات، وعادة ما تكون مزيجاً من الألياف الطبيعية والاصطناعية مع بعض البلاستيك والمعدن وأغشية أخرى. حيث يوضح موقع (QualityAirFilters.com) على الإنترنت أنه على الرغم من أن جهاز تنقية الهواء "قد يبدو قابلاً لإعادة التدوير، فإن كل تلك الجزيئات التي يتم جمعها أثناء الاستخدام تجعلها غير آمنة من ناحية إعادة التدوير". فكل هذه الملوثات ينتهي بها المطاف في مكب النفايات أيضاً.

ويتوقع معظم المحللين أن نمو المبيعات السنوية سيظل في خانة العشرات فقط، بعد انحسار كوفيد-19.

وينطبق هذا على الولايات المتحدة، التي لطالما كانت أكبر سوق لهذه الصناعة، لكن هذا ينطبق أيضاً على أماكن مثل الهند وكوريا الجنوبية والمكسيك، حيث تحفز الثروة المتزايدة والمخاوف الصحية المتصاعدة على شراء هذه الأجهزة.

وبالنسبة لسكان المدن على وجه الخصوص، تعمل الأجهزة على التخفيف من مجموعة من الآفات الصحية الحديثة، كمسببات الأمراض المحمولة جواً، وكذلك الضباب الناجم عن حرق الغابات والحقول، والتلوث الصناعي، والمواد الكيميائية الضارة، ومسببات الحساسية مثل غبار اللقاح.

وحول مستقبل هذه الصناعة يقول توم سزاكي، مؤسس شركة "تيراسايكل"، وهي شركة متخصصة في إعادة التدوير: "هناك الكثير من الشركات الناشئة التي يبدو أنها تبلي بلاءً حسناً في هذه الصناعة، وسيأتي المزيد والمزيد".

ويشير بقوله إلى أن "معظم فلاتر الهواء تُصنع بطريقة تكون فيها التكلفة بالنسبة لشركة القمامة عند جمع ومعالجة مواد جديدة، أكثر مما يمكنها جنيه من عملية إعادة البيع بعد عملية المعالجة".

وتحاول بعض الشركات السيطرة على كومة النفايات المتزايدة. فعلى سبيل المثال ترسل خدمات "ريتميتير إتس في أيه سي"، التي تتخذ من ولاية أوريغون، مقراً لها المرشحات المستخدمة إلى محطة تحول النفايات إلى طاقة، بينما تقوم مجموعات مثل "تيراسايكل" بتجميعها مقابل رسوم.

في غضون ذلك، يقوم المصنعون بتطوير فلاتر تدوم لفترة أطول أو يسهل التخلص منها. فمثلاً تستخدم الأنظمة التجارية التي تصنعها شركة "هونيويل إنترناشيونال" الضوء فوق البنفسجي. بينما تستخدم الأنواع الأخرى فلاتر قابلة للغسل، على الرغم من أنها لا تفي عادةً بأعلى مستوى من الكفاءة. وحقيقة الأمر أن جميع هذه الأنظمة تستهلك الكثير من الطاقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك