بلومبرغ
انتقدت شركة "تسلا" (Tesla Inc) عملية الموافقة الألمانية المطولة على مصنع السيارات الذي تشيّده بالقرب من برلين، قائلة إنه على البلاد تجاوز الروتين لتسريع المشاريع التي تساعد على مكافحة تغير المناخ.
وقالت الشركة في رسالة حصلت عليها "بلومبرغ نيوز"، إن "من المزعج بشكل خاصّ" عدم وجود جدول زمني واضح حتى الآن للموافقة النهائية على المصنع، وذلك بعد مرور 16 شهراً على تقديم "تسلا" طلبها. وقد أوشكت "تسلا" على الانتهاء من بناء المنشأة، إذ تطمح إلى بدء الإنتاج في يوليو.
وقالت الشركة في الرسالة الموجهة إلى محكمة إقليمية في برلين، إنها "تعلمت أن العقبات التي تعترض عمليات الموافقة في ألمانيا تبطئ التحول الصناعي الضروري، مما يثبط الاستثمارات الضرورية في مشاريع الطاقة النظيفة والبنية التحتية، ويجعل من المستحيل عملياً على ألمانيا تحقيق أهدافها المناخية".
في المقابل تصدّت حكومة الولاية التي يُبنى فيها المصنع لانتقادات "تسلا"، إذ قالت متحدثة باسم مستشارية براندنبورغ عبر البريد الإلكتروني إن القانون لا يسمح للسلطات بالتمييز بين المشاريع التي تبدو صديقة للمناخ وتلك التي قد تكون ملوثة. وأضافت أن حكومة الولاية شكّلَت فريق عمل لدعم عملية الموافقة على مصنع "تسلا".
مشروع رئيسي
يُعَدّ مصنع "تسلا" في بلدة غرونهايدة الصغيرة رئيسياً لشركة صناعة السيارات الأمريكية، ويدعم خطط التوسع الأوروبي التي وضعها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك في ظل توسيع شركة "فولكس واجن"، وشركة "دايملر"، وشركة "بي إم دبليو"، تشكيلة سياراتها الكهربائية.
وبالنسبة إلى ألمانيا، فإن المشروع يقدّم وعوداً بوظائف جديدة في خضمّ وقت قاتم واستمرار تراجع مبيعات السيارات الأوروبية وسط الجائحة.
وفي ظلّ الضغوط الموجهة ضدّ بطء تبنّي التحول نحو السيارات الكهربائية، مدّت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل يد الترحيب إلى ماسك، إذ وعد وزير الاقتصاد بيتر ألتماير، الرئيس التنفيذي لـ"تسلا"، بتقديم أي مساعدة مطلوبة لبدء تشغيل المنشأة.
كما غرّد وزير النقل أندرياس شوير دعماً لرسالة "تسلا"، داعياً ألمانيا إلى "تبسيط إجراءات الموافقة وتقليل البيروقراطية وتعزيز الابتكار".
"عفا عليها الزمن"
وصفت "تسلا" الموافقة الألمانية بأنها عملية "عفا عليها الزمن"، وأشارت إلى ضرورة تغييرها لإعطاء الأولوية للمشاريع التي تساعد على مواجهة تغير المناخ.
ووفقاً للشركة، فإن مصنع غرونهايدة سينتج في نهاية المطاف 500 ألف سيارة تعمل بالبطاريات سنوياً، وستبلغ كمية الانبعاثات التي تُتجنَّب سنوياً نحو 15 مليون طن، بناءً على سيارة الاحتراق الأوروبية النموذجية اليوم.
ومضت شركة صناعة السيارات قدماً في بناء المصنع -على مسؤوليتها وبتكلفتها الخاصة- بعد الحصول على عدة تصاريح أولية، كما تغلبت على التحديات القانونية التي طرحتها المجموعات البيئية التي ادّعت أن المشروع يستهلك كثيراً من المياه ويهدّد الحياة البرية المحلية.
جدير بالذكر أن رسالة "تسلا" المؤلفة من 10 صفحات، والمؤرخة في 7 أبريل، تدعم دعوى قضائية من مجموعة بيئية تسعى لبذل جهود أكبر لحماية المناخ في أكبر اقتصاد في أوروبا، كما ذكرت وكالة "دويتشه بريس أجينتور" في تقرير عن الرسالة في وقت سابق.