بلومبرغ
تكاتفت الحكومتان المتنافستان في ليبيا لتقديم المساعدات لسكان المنطقة الجنوبية الشرقية من الدولة العضو في منظمة "أوبك"، بعد أن دمرت الأمطار الغزيرة المنطقة، ما أثار مخاوف من حدوث فيضانات مماثلة لتلك التي قتلت وشردت الآلاف العام الماضي.
أعلنت السلطات الصحية حالة الطوارئ، حيث وضعت سيارات الإسعاف وخدمات الطوارئ في حالة تأهب. وأدت الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار لأيام، إلى اقتلاع الأشجار وأعمدة الكهرباء وتشريد نحو 3 آلاف شخص في بلدتي الكفرة وربيانة، وفقاً لموقع "ريليف ويب" التابع للأمم المتحدة.
وأثارت هذه الكارثة الطبيعية استجابة من كلٍ من الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، ونظيرتها المنافسة في الشرق، حيث أمر قائد الجيش خليفة حفتر بتنفيذ عملية جسر جوي لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية.
كانت هذه الاستجابة المشتركة عرضاً نادراً للوحدة في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا التي عانت لأكثر من عقد من الخلافات وصراعات السلطة التي أعاقت جهود التنمية وقضت على آمال الاستقرار.
شهدت منطقة الكفرة، وهي منطقة صحراوية غالباً وأصبحت موطناً للسودانيين الفارين من الحرب في بلادهم، معدل هطول أمطار غير مسبوق بلغ 51 ملم في غضون 24 ساعة، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية الليبية. ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن عمدة المدينة قوله إن الأسر لجأت إلى المدارس بعد تعرض منازلها لأضرار، وإن 700 عائلة لاجئة من السودان تعيش "في العراء".
سوء إدارة الأزمة
يشعر المسؤولون بالقلق إزاء احتمالية تكرار فيضانات سبتمبر الماضي، التي خلفت آلاف الضحايا بعد انهيار سدين كبيرين، عندما ضربت العاصفة الاستوائية "دانيال" مدينة درنة في شرق البلاد.
وبعد أشهر من تبادل الاتهامات والانتقادات حول سوء إدارة السلطات للأزمة، قضت محكمة ليبية بسجن 12 شخصاً كانوا مسؤولين في إدارة السدود في شرق البلاد.
تعيش ليبيا، التي تحتضن أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا، في اضطرابات منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي وقتله في 2011، وقد فشلت جهود متكررة بقيادة الأمم المتحدة وغيرها في توحيد البلاد.