تتسارع عملية الانتقال نحو اللحوم البديلة (التي تعرف أيضاً باسم اللحوم الاصطناعية أو اللحوم النباتية) من المطاعم والمطابخ النباتية إلى السوق الاستهلاكية الكبيرة، إذ يزيد المستثمرون من رهاناتهم على صناعة البروتين البديل.
ومن الشركات العاملة بالمجال، شركة "ليف كايندلي كوليكتيف" (LiveKindly)، وهي مجموعة من العلامات التجارية لمنتجات البروتين النباتي تشمل كذلك منصة إعلامية. واستطاعت هذه الشركة جمع ما يصل إلى 335 مليون دولار من الاستثمارات خلال آخر جولة تمويلية لها، الأمر الذي جعلها واحدة من أكثر الشركات الناشئة تمويلاً في القطاع. وتقول الشركة، إنَّها تريد استخدام هذه القوة لتعزيز وجودها العالمي من خلال عمليات الاستحواذ، والتوسُّع في الولايات المتحدة والصين.
وتحت إدارة مسؤول تنفيذي سابق في شركة "يونيليفر"، تريد "ليف كايندلي" إنشاء عملاق للأغذية النباتية يمكنه الاحتفاظ بمكانته في صناعة يُتوقَّع أن تشكِّل ربع حجم سوق اللحوم بحلول عام 2040.
وكانت أحدث جولة تمويلية شهدتها الشركة، قد تمَّت بقيادة صندوق "ذا رايز فند". وهو صندوق ذو أثر عالمي تمَّ تأسيسه من قبل شركة "تي بي جي كابيتال" في عام 2016 بالشراكة مع الفنان الأيرلندي بونو، وهو المغني الرئيسي في فرقة موسيقى الروك "يو تو".
وقد قال كيس كرويثوف، الرئيس التنفيذي لشركة "ليف كايندلي" في مقابلة: "مهمتنا هي جعل الطعام النباتي المعيار الجديد. نحن بحاجة إلى تحوُّل شامل في النظام الغذائي، والحجم مهم عندما تتحدَّث عن التأثير".
نمو عالمي بنكهة نباتية
واستحوذت شركة "ليف كايندلي" على عدد من العلامات التجارية العاملة في مجال اللحوم النباتية، مثل "أومف!" (Oumph!) في أوروبا، وشركة "فراي فاميلي فود" التي تأسست في مطبخ عائلي في جنوب أفريقيا.
وأصبح لدى الشركة الآن 470 موظفاً، من بينهم مديرها بول بولمان، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة "يونيلفر"، ووالتر روب، الرئيس التنفيذي المشارك السابق لشركة "هول فودز".
وجذبت عملية جمع الأموال الأخيرة، التي تشمل 135 مليون دولار من الجولة السابقة، مجموعة "رابو بنك" (Rabobank)، و "إس 2 جي فينتشرز" (S2G Ventures). وبذلك يصل إجمالي التمويل الذي حصلت عليه "ليف كايندلي" إلى 535 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر ثلاث شركات في مجال الغذاء النباتي من ناحية التمويل.
ويقول ستيف إليس، الشريك الإداري المشارك في صندوق "ذا رايز فند"، الذي انضمَّ إلى مجلس إدارة "ليف كايندلي" في مارس: "هذه سوق ضخمة، ولا يزال انتشار بدائل اللحوم النباتية فيها في مراحله الأولى، لذا نعتقد أنَّ هناك حاجة حقيقية للتحرُّك سريعاً، وعلى نطاق واسع".
وبرغم الحاجة إلى العمل بشكل أكبر لزيادة الطاقة الإنتاجية، وخفض الأسعار، وتحسين طعم المنتجات، تضاعفت الاستثمارات في البروتين البديل ثلاث مرات لتصل إلى 3.1 مليار دولار العام الماضي مقارنة بعام 2019، وذلك بحسب بيانات مؤسسة الغذاء الجيد.
وتتمثَّل أحد أولويات الرئيس التنفيذي كرويثوف في نشر العلامة التجارية "أومف!"، التي تحوِّل منتجاتها القائمة على فول الصويا إلى منتجات غذائية متعددة، بداية من البرغر حتى دجاج تكا ماسالا، وتقوم بنشرها في بلدان مثل ألمانيا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة.
وقدَّمت الشركة كلاً من علامات "فرايز"، و"لايك ميت" إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من شهر مارس، وهي تسعى لنشر العلامة التجارية الأخيرة في الصين أيضاً، كما أنَّها تخطِّط لتعزيز شبكتها الخاصة بالتصنيع.
وتابع كروثوف: "طموحاتنا هائلة. ونعتقد أنَّ الزخم نحو الحياة القائمة على النباتات يمكن أن يخلق فرصاً أوسع في الأسواق العامة بالمستقبل".