شركات شحن كبرى تراهن بمليارات الدولارات على ناقلات الأمونيا

"ميرسك تانكرز" و4 من عمالقة الشحن في اليونان واليابان تستثمر 16 مليار دولار في شراء ناقلات أمونيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
ناقلة غاز بترول مسال تُستخدم في نقل الأمونيا - غيتي إيمجز
ناقلة غاز بترول مسال تُستخدم في نقل الأمونيا - غيتي إيمجز
المصدر:

بلومبرغ

يستثمر عدد من أكبر شركات الشحن في العالم مليارات الدولارات في ناقلات لنوع من الأمونيا يُنتج بكميات ضئيلة جداً في الفترة الحالية، وتراهن هذه الشركات على أنه سيصبح عنصراً لا غنى عنه في جهود خفض انبعاثات القطاع.

طلبت شركات تشمل "ميرسك تانكرز" (Maersk Tankers)، وعملاقتا شحن يونانيتان، وأكبر شركتي شحن يابانيتين، مجتمعة سفناً بقيمة 16 مليار دولار، سيتمكن أغلبها من نقل الأمونيا، وفق شركة "فسلز فاليو" (VesselsValue) للأبحاث.

تُعد الأمونيا، التي تُنتج بمزج النيتروجين والهيدروجين، عاملاً أساسياً في مساعدة شركات الشحن في التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، بالأخص في أنقى صورها التي تنتج كميات أقل من انبعاثات الكربون. زاد حجم أسطول السفن التي تنقل في الأغلب الغاز المسال المستخدم في التدفئة وإنتاج البتروكيماويات خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة ارتفاع صادرات الولايات المتحدة وزيادة الطلب الصيني. لذلك، فإضافة الأمونيا منخفضة الانبعاثات قد يخلق مصدراً جديداً للشحنات بحلول 2027.

دور محوري للأمونيا في خفض انبعاثات الشحن

كريستيان سورينسن، الرئيس التنفيذي لشركة "بي دبليو إل بي جي" (BW LPG)، مالكة أكبر عدد من ناقلات الغاز العملاقة في العالم، قال: "المرحلة المقبلة هي موضوع الأمونيا. فهو الموضوع الذي يبني بعض الأشخاص سفنهم في ضوئه. ولم يتضح بعد إذا كان ذلك سيحدث في العقد الجاري أو المقبل".

أصبحت الحاجة إلى استخدام الأمونيا منخفضة الانبعاثات وقوداً للسفن أكثر إلحاحاً في العام الجاري، بعد أن أفضت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن إلى إبحار الأسطول التجاري آلاف الأميال للدوران حول أفريقيا، ما أدى إلى زيادة سريعة في الانبعاثات الكبيرة التي يخلفها القطاع.

هناك طريقتان لإنتاج الوقود تراعيان البيئة، إذ تعتمدان في المقام الأول على طريقة إنتاج الهيدروجين. فالأمونيا الخضراء تستخدم الهيدروجين الناتج من مصادر الطاقة المتجددة، فيما تعتمد الأمونيا الزرقاء على الغاز الطبيعي واحتجاز الكربون، ويحتاج إنتاج النوعين إلى كميات كبيرة من الطاقة.

يُنتظر أن تنضم معظم السفن الجديدة إلى الأسطول خلال عامين أو 3 أعوام، ورغم الإنفاق الضخم، فوجود وفرة من إمدادات الأمونيا منخفضة الانبعاثات في موعد بدء تشغيل تلك السفن أمر لم يتأكد بعد.

مشروعات إنتاج الأمونيا ما تزال في المراحل الأولية

يُتوقع أن يصل إنتاج الأمونيا الخضراء والزرقاء إلى 9.9 مليون طن في 2027، وفق شركة "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie) الاستشارية. لمزيد من التوضيح، فإن حجم الإنتاج يبلغ نحو 200 ألف برميل يومياً، أي 0.2% من الطلب العالمي على النفط حالياً.

يعادل ذلك أيضاً نحو 7% من الطلب على أسطول نقل غاز البترول المسال (LPG) القائم، كما سيسهم في زيادة متوقعة في تدفقات شحنات غاز البترول المسال التقليدية خلال السنوات المقبلة. ويُتوقع بحلول 2027 أن ينمو حجم أسطول السفن التي بمقدورها نقل كلتا الشحنتين بمعدل الربع تقريباً، مع افتراض عدم إخراج السفن القديمة من الخدمة، وفق بيانات شركة "كلاركسون ريسيرش سيرفيسز" (Clarkson Research Services).

تقدّر وكالة الطاقة الدولية في توقعاتها بشأن إنتاج الأمونيا للاستخدام في الشحن البحري وتوليد الكهرباء بأن ثلثي المشروعات المعلن عنها تقريباً ما تزال في مراحل التطوير الأولية، وأن عدداً من هذه المشاريع لم تشرع في دراسات الجدوى حتى الآن، ما يعني أن هناك ضبابية كبيرة تحيط بإمكانية تحقيق توقعات الإنتاج.

سفن الحاويات وناقلات الغاز تهيمن على المشتريات

إذا واجه إنتاج الأمونيا منخفضة الانبعاثات عقبات في المراحل الأولية، قد لا يشكل ذلك كارثة على شركات الشحن، حيث إن ارتفاع القدرة التصديرية للوقود في الولايات المتحدة وزيادة الطلب على الغاز للطهي كان لهما أثر على الطلبيات.

انتعشت أسواق ناقلات الغاز العملاقة خلال العقد الماضي، حيث أدى ارتفاع صادرات الهيدروكربونات الأميركية، وزيادة القدرة الإنتاجية للبتروكيماويات في الصين إلى بناء تجارة ثنائية ناشئة بين الدولتين.

في الوقت نفسه، تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن غاز البترول المسال يُعد الوسيلة الأساسية التي سيتمكن من خلالها مئات الملايين في جميع أنحاء العالم من الطهي باستخدام وقود أقل انبعاثات بنهاية العقد الجاري.

نتيجة لذلك، طغت سفن الحاويات وناقلات الغاز الطبيعي المسال على السفن الجديدة الضخمة في طلبيات الشراء، كنسبة من الأسطول الحالي.

الشركات الكبرى تقبل على شراء ناقلات الأمونيا

تشمل الشركات التي طلبت شراء ناقلات الأمونيا شركتي "تي إم إس كارديف غاس" (TMS Cardiff Gas) و"كابيتال ماريتايم" (Capital Maritime)، المملوكتين للمستثمرين اليونانيين جورج إيكونو وإيفانغلوس ماريناكيس على التوالي. فيما أظهرت بيانات "كلاركسون" أن الشركتين اليابانيتين العملاقتين "ميتسوي أو إس كيه لاينز" (Mitsui OSK Lines) و"نيبون يوسن كايشا" (Nippon Yusen Kaisha) قدمتا طلبات شراء للتسليم في عام 2026 وما بعده.

كذلك، قدمت "ميرسك تانكرز"، شركة شحن منتجات النفط والكيماويات، طلباً لشراء 10 سفن، ما سيجعلها واحدة من أكبر المتعاملين في السوق الناشئة. يُذكر أن "ميرسك تانكرز" مملوكة لشركة "إيه بي مولر هولدينغ" (A.P. Moller Holding) وهي المساهم الأكبر في عملاقة شحن الحاويات "إيه بي مولر-ميرسك" (A.P. Moller-Maersk).

قدّمت شركة "ترافيغورا" (Trafigura) لتجارة السلع طلباً لشراء ناقلات أمونيا أصغر حجماً، فيما طلبت منافستها "غانفور غروب" (Gunvor Group) 4 ناقلات غاز عملاقة لنقل غاز البترول المسال ستُبنى لاحقاً خلال العقد الجاري.

اعتماد على تجارة الأمونيا

لكن لتتحسن أوضاع سوق الشحن، وليشرع القطاع في التصدي لانبعاثاته، لا بد أن تبدأ تجارة الأمونيا منخفضة الانبعاثات.

جوناثان فانتشر، الرئيس التنفيذي لـ"بيتريدك" (Petredec)، شركة تجارة غاز البترول المسال وواحدة من كبرى مالكي ناقلاته، قال: "تم استيعاب الأسطول الذي يجري تطويره حالياً بشكل كبير. رغم أن طلبيات الشراء المستقبلية تعكس نمواً متوقعاً وقوياً في إنتاج غاز البترول المسال وارتفاع التصدير، إلا أنها تعول بدرجة ما على تجارة الأمونيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك