بلومبرغ
ذكرت دراسة صدرت مؤخَّراً أنَّ صنَّاع السياسات الذين يحذِّرون من مخاطر شُحِّ المياه، هم أنفسهم ربما لا يزالون غير مدركين للحجم الحقيقي للجفاف الذي يُهدد دول أوروبا الوسطى.
وألحقت موجات الجفاف المتكررة على مدى العقد الماضي الأضرار بالمزارعين، والمرافق، والصناعات التي تعتمد على مجاري المياه الداخلية.
وشهدت ألمانيا في عام 2018، واحداً من أكثر فصول الصيف حرارة في تاريخها أدى إلى توقُّف حركة النقل في نهر الراين بسبب الجفاف، وكبَّد القارة خسائر تأمينية بنحو 4 مليارات دولار. وفي هذا الصدد، قالت المفوضية الأوروبية في بيان يوم الإثنين، إنَّ "الضغط المائي يتصاعد".
وكانت دراسة نشرت يوم الجمعة الماضي في دورية (Nature Communications) حذَّرت من أنَّ ألمانيا ودولاً أخرى في القارة الأوروبية قد تواجه موجات جفاف ضخمة تستمر لعقود، مع العلم أنَّها كانت قد عانت من موجات جفاف استمرت لفترات طويلة في الماضي.
وقالت مونيكا إيونيتا سكولز، الباحثة في رابطة "هيلمهولتز" (Helmholtz) لمراكز البحوث الألمانية: "علينا أن نكون جاهزين لواقع أنَّه بسبب التغيُّر المناخي، قد تواجه ألمانيا في المستقبل جفافاً شديداً يُلحق أضراراً هائلة بزراعتنا المعاصرة، وغاباتنا".
ذوبان الجليد
و إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، وأنماط الطقس المتغيِّرة، فإنَّ الاحترار العالمي الناجم عن أنشطة البشر، يسهم هو الآخر في ذوبان القمم الجليدية في عدَّة أماكن، بينها غرينلاند.
وقد أدَّى تسرُّب مليارات الأطنان من المياه الجليدية في المحيط الأطلسي خلال السنوات الماضية إلى حدوث تحوُّل في التيارات المحيطية التي تنقل التيارات الدافئة نحو الشمال.
واستناداً إلى مجريات موجتين سابقتين من الجفاف، استنتج الباحثون أنَّ موجات الجفاف الضخمة مرتبطة بالبرودة في شمال المحيط الأطلسي.
وقال معدو الدراسة: "يتفق المجتمع العلمي بشكل عام على أنَّ دورة المحيط ستضعف على الأرجح".
وأضافوا أنَّه، "في حال حصل ذلك، وترافق مع انخفاض النشاط الشمسي بسبب التغيُّرات الطبيعية، فيمكن أن يؤدي إلى عقود من الجفاف الضخم، مثل الذي حصل في الألفية الماضية، مع ما ينجم عن ذلك من تحدِّيات اجتماعية وسياسية".