"غوشن" الصينية تستثمر 1.3 مليار دولار لإنشاء مصنع بطاريات ضخم في المغرب

من المرتقب أن تصل قيمة صادرات المصنع في المرحلة الأولى إلى 20 مليار درهم سنوياً

time reading iconدقائق القراءة - 4
بطاريات سيارات كهربائية من إنتاج شركة \"كاتل\" الصينية. - المصدر: بلومبرغ
بطاريات سيارات كهربائية من إنتاج شركة "كاتل" الصينية. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

وقّع المغرب اتفاقية استثمار استراتيجي مع المجموعة الأوروبية الصينية "غوشن هاي تك" (Gotion High-Tech) لإنجاز أول منظومة صناعية ضخمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، باستثمار أوّلي يناهز 12.8 مليار درهم (نحو 1.3 مليار دولار) كمرحلة أولى، ليرتفع لاحقاً إلى 65 مليار درهم.

من المقرر أن يبدأ بناء المصنع في منطقة صناعية نواحي مدينة القنيطرة شمال العاصمة الرباط، على أن يشرع في إنتاج بطاريات "فوسفات الحديد والليثيوم" (LFP) في منتصف 2026، وفق تصريحات محسن جزولي وزير الاستثمار المغربي في لقاء مع الصحافيين حضرته "الشرق"، اليوم الخميس.

الوزير أشار إلى أن إنتاج المصنع سيكون موجهاً بأغلبه للتصدير، حيث من المرتقب أن تصل قيمة صادراته إلى 20 مليار درهم سنوياً في المرحلة الأولى، وهو ما "سيُساهم في تعزيز رصيد المملكة من العملة الصعبة"، و"دعم تحوّل قطاع صناعة السيارات في المملكة".

وأضاف أن المشروع الذي ستبلغ طاقته الإنتاجية في المرحلة الأولى إلى 20 جيغاواط/ساعة على أن ترتفع إلى 100 جيغاواط/ساعة، سيساهم في إحداث 17 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

زيادة حجم الاستثمارات

جزولي نبه في رد على سؤال "الشرق"، إلى أن المملكة ستحقق العام الجاري أرقاماً قياسية على مستوى الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بفضل زخم المشاريع الصناعية.

وأضاف أن الاستثمارات الأجنبية تأثرت العام الماضي بتوالي الأزمات، لكن "الوتيرة سترتفع في عام 2024، والأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري تعتبر قياسية من حيث صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة".

بحسب مكتب الصرف، استقبل المغرب منذ بداية العام حتى نهاية أبريل، صافي استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 8.2 مليار درهم، بارتفاع 48.6% على أساس سنوي.

وبشأن الأسباب التي دفعت المجموعة الصينية الأوروبية لاختيار المغرب، أشار الوزير إلى 5 محفزات رئيسية، وهي: الاستقرار السياسي بفضل الرؤية الاستراتيجية للمملكة، واليد العاملة الشابة، وتوافر البنية التحتية، واتفاقيات التبادل الحر التي تزيد عن 50 اتفاقاً، فضلاً عن أسعار الطاقات المتجددة التنافسية، والتي تعتبر أقل بـ6 مرات من أوروبا.

منطقة صناعية لأنشطة هذه الصناعة

كان وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور أشار في مقابلة سابقة مع "الشرق" إلى أن حجم الاستثمارات المرتقبة بصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في بلاده يُقدّر بـ45 إلى 50 مليار دولار، لإنشاء كامل سلسلة إنتاج البطاريات.

اقرأ أيضاً: وزير الصناعة لـ"الشرق": المغرب يترقب 50 مليار دولار استثمارات ببطاريات السيارات الكهربائية

استبقت الحكومة القفزة الاستثمارية المنتظرة بقطاع صناعة البطاريات بتأسيسها في مارس أول منطقة صناعية مخصصة لأنشطة هذه الصناعة، والإلكترونيات ومكوّنات السيارات الكهربائية، بمساحة 283 هكتاراً على بُعد 100 كيلومتر جنوب مدينة الدار البيضاء، واستقبلت استثمارات أولية بقيمة 2.4 مليار دولار.

شهد الشهر الماضي توقيع شركتين صينيتين اتفاقيات لإنجاز مشروعين صناعيين بقطاع بطاريات السيارات في مدينة محمد السادس طنجة–تيك شمال البلاد، باستثمار إجمالي يناهز 910 ملايين دولار.

المشروع الأول ستنجزه شركة "هاي ليانغ" (HAILIANG) إحدى أكبر منتجي النحاس في العالم وعدد من أجزاء السيارات، على مساحة تناهز 30 هكتاراً باستثمار 450 مليون دولار. بينما المشروع الثاني ستطوره شركة "شينزوم" (SHINZOOM) المتخصصة بإنتاج الأنودات لبطاريات الليثيوم، على مساحة 20 هكتاراً باستثمار 460 مليون دولار.

سبق ذلك في منتصف أبريل، توصل شركة "بي تي آر غروب" الصينية (BTR Group) إلى اتفاق مع المغرب لتأسيس أول مصنع لها خارج الصين لإنتاج الأقطاب الكهربائية السالبة التي تُعدُّ مكوّناً أساسياً لبطاريات السيارات الكهربائية، بحجم استثمار أولي 300 مليون دولار، كما بدأت أشغال مصنع بشراكة بين "CNGR" الصينية وصندوق "المدى" المغربي باستثمار 2 مليار دولار.

تصنيفات

قصص قد تهمك