بلومبرغ
قال المبعوث الصيني للمناخ إن فريقه في قمة المناخ "كوب 28" يجري محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة وآخرين للتوصل إلى صيغة مشتركة بشأن الوقود الأحفوري، يمكن أن توصل إلى نهاية سعيدة لقمة المناخ التي تستمر أسبوعين.
زي زينهوا، البالغ من العمر 74 عاماً، والذي يُعتبر أحد القامات الدبلوماسية العالمية في مجال المناخ لأكثر من عقد من الزمان، سيتقاعد بعد مؤتمر الأطراف هذا العام في دبي، ويريد أن يختتم أعماله على مستوى رفيع. وقال للصحافيين مساء السبت إن الحل الوسط قد يكمن في الاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الأميركي جون كيري في منتجع سونيلاندز في كاليفورنيا الشهر الماضي.
من شأن ذلك أن يربط التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري بتسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة. لكن المشكلة بالنسبة للعديد من الدبلوماسيين في دبي ستكون في بيان سونيلاندز الذي يركز على النفط والغاز المستخدم في توليد الطاقة، وليس في الاقتصاد الأوسع. ومع ذلك، ظل زي، الذي قضى معظم يوم السبت في محادثات مع المسؤولين الأميركيين، متفائلاً.
الديناميكية الصينية - الأميركية
غالباً ما يُنظر إلى الديناميكية بين الولايات المتحدة والصين على أنها مفتاح النجاح أو الفشل في المحادثات السنوية لمؤتمر الأطراف التي ترعاها الأمم المتحدة، وقد عمل زي وكيري بشكل وثيق هذه السنة بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى.
قال زي في مؤتمر صحافي يوم السبت: "نأمل أن نجد اتجاهاً مستقبلياً واضحاً وصحيحاً بمشاعر جيدة وأكبر قدر من الشمول، حتى يتمكن الجميع من قبول النتائج والرضا عنها". وفي ما يتعلق بالوقود الأحفوري، قال: "إذا لم نحل هذه المشكلة، فلا أرى فرصة كبيرة لعقد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغير المناخ بنجاح".
أصبح تضمين التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري القضية المركزية في دبي مع دخول المحادثات أيامها الأخيرة. حتى الآن، لا يتضمن اتفاق الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ سوى صيغة بشأن استخدام الفحم، وهناك تحالف يضم أكثر من 100 دولة يضغط باتجاه توسيع نطاقه، لكن السعودية ودول أخرى منتجة للنفط تعارض ذلك.
أربعة سيناريوهات للوقود الأحفوري
عرضت مسودة النص الأخيرة التي صدرت مساء الجمعة أربعة خيارات، الأضعف هو إسقاط أي إشارة إلى الطاقة الملوثة تماماً، في حين يدعو الأقوى إلى "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بما يتماشى مع أفضل العلوم المتاحة". وتتوقع قلة التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ولكن هناك بعض التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى لغة تسوية حول التخفيض التدريجي.
خلال المؤتمر الصحافي الذي استمر أكثر من ساعة، وهو الأول الذي تعقده مجموعة الوفد الصيني منذ بدء "كوب 28" في 30 نوفمبر، أشار زي مراراً وتكراراً إلى البيان المشترك بعد الاجتماع مع نظيره الأميركي الشهر الماضي في كاليفورنيا.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الصين تدعم التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، أجاب بأن الصين والولايات المتحدة رأتا الاتفاقية كحل لتسوية النزاعات في دبي، عندما كانتا تقومان بصياغتها.
لا تتضمن اتفاقية سونيلاندز عبارة "التخلص التدريجي"، ولكنها تنص على أن كلا الجانبين "يعتزمان تسريع نشر الطاقة المتجددة في اقتصاداتهما حتى عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2020، من أجل تسريع عملية استبدال استخدام الفحم والنفط والغاز".
كانت الصين، أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، حذرة بشأن الصياغة المرتبطة بالقضاء على استخدام الطاقة الأحفورية. ومنذ أن تم الاتفاق على الخفض التدريجي لاستخدام الفحم في مؤتمر الأطراف 26 في غلاسكو، واصلت الصين توسيع محطة الطاقة التي تعمل بالفحم، لتأمين الإمدادات الكافية، على الرغم من التوسع السريع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
من المتوقع أن تتضمن إحدى الإضافات الرئيسية لنص مؤتمر الأطراف الـ28 تعهداً بزيادة نشر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول نهاية العقد.
الرقصة الأخيرة
من المقرر أن يتقاعد زي، الذي تعافى من سكتة دماغية هذا العام، بعد اجتماع مؤتمر الأطراف في دبي من منصبه ككبير مبعوثي الصين للمناخ. يحظى زي بإعجاب المفاوضين والمراقبين والباحثين في كل من الصين والخارج، بسبب أخلاقيات العمل التي لا هوادة فيها، رغم سن الشيخوخة وخلال اعتلال صحته. يعتبر زي شخصية معروفة في مؤتمر الأطراف، ويتم الترحيب به دائماً من قبل المحبين أثناء تجواله بين أجنحة الدول وقاعات المفاوضات.
قبل المؤتمر الصحافي، التقى المفاوضون الصينيون والأميركيون لساعات في الجناح الصيني، حيث قاد زي وكيري المحادثات بنفسيهما لمدة ساعة تقريباً.
صرح المبعوث الصيني المخضرم للصحافيين بأنه يرى أن مؤتمر "كوب 28" هو الأصعب على الإطلاق في حياته المهنية الطويلة كمفاوض بشأن المناخ.
أضاف زي عن النص التفاوضي قيد المناقشة: "هناك الكثير من القضايا التي تتعين تسويتها، 206 نزاعات في المجمل. علينا أن نقلّص لا أن نزيد. من السهل دائماً الإضافة، ولكن من الصعب والضروري التقليص".
قائمة طويلة من الأهداف الطوعية
بعيداً عن الوقود الأحفوري، فإن إحدى القضايا الرئيسية في مؤتمر الأطراف هذا العام هي التقدم المحرز في الاتفاق على أهداف التكيف مع عالم أكثر دفئاً.
تم إعداد المسودة الأولى لهذا الجزء من النص صباح يوم الأحد، وهي تحتوي على قائمة طويلة من الأهداف الطوعية التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030، بما في ذلك توفير الوصول الشامل إلى المياه الآمنة وبأسعار معقولة، وتحقيق الغذاء والزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وخفض آثار المناخ على البنية التحتية إلى النصف.
كذلك، توصي المسودة بإعداد سلسلة من التقارير بحلول عام 2025، وتطلب أن تحتوي القائمة الطويلة من الأهداف على أهداف دقيقة ومحددة بالكمّ، على أساس عامين من العمل الذي سيختتم في البرازيل في مؤتمر "كوب 30".
قالت آنا موليو ألفاريز، الباحثة في مركز الأبحاث "إي ثري جي" (E3G): "إنه إطار عمل معقول، ومع ذلك، من دون وسائل قوية للتنفيذ، سيظل الإطار أجوفاً وبلا قوة".