بلومبرغ
أعلنت "مؤسسة روكفلر" (Rockefeller Foundation) الخيرية التي أسسها في عام 1913 جون دي روكفلر، قطب الأعمال الذي كان وراء "ستاندرد أويل" (Standard Oil)، أنها ستخصص 6 مليارات دولار من الهبات التي تحصل عليها لتحقيق انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ما يجعلها أكبر مؤسسة خاصة في الولايات المتحدة تضع مثل هذا الهدف.
تتبع "روكفلر" نهج عدد من المؤسسات الأميركية الأخرى، بما في ذلك جامعة هارفارد، التي تعهدت في عام 2020 بتحويل استثمار هباتها التي تزيد على 50 مليار دولار إلى هدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية خلال الفترة الزمنية ذاتها.
التزمت المؤسسة بالتخارج من الوقود الأحفوري قبل ثلاث سنوات. وتتمثل الخطوة التالية في الضغط لتحقيق المزيد من الإنجازات في إطار إزالة الكربون، من خلال الاستثمارات المباشرة والتأثير على صناعة القرار، وفقاً لرئيس المؤسسة راجيف شاه.
قال شاه: "نأمل أن نضم إلينا مديري أصول آخرين ومؤسسات شريكة، كما نأمل أن نستطيع تيسير اتباع هذا المسار".
تعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة
منذ أن تولى شاه القيادة في عام 2018، أعطت "روكفلر" الأولوية لتغيّر المناخ والتحوّل إلى الطاقة النظيفة، حيث ركزت على تعزيز نشر الطاقة المتجددة في الاقتصادات الناشئة. في عام 2021، على سبيل المثال، دخلت في شراكة مع شركة الأثاث العملاقة "إيكيا" (Ikea) في مبادرة بقيمة مليار دولار لتمويل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الدول النامية.
ستجعل المؤسسة من جهودها -التي لا تزال قيد التطوير- للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، عملية شفافة، بحيث يمكن للمؤسسات الأخرى متابعتها والاطلاع على الدروس المستفادة، كما قال تشون لاي، كبير مسؤولي الاستثمار.
أشار لاي إلى أن هناك ثلاثة مسارات أمام "روكفلر" للاستفادة من أموالها في العمل على نطاق أوسع. الأول، وربما الأهم، هو من خلال مديري الأموال. لا تدير "روكفلر" أي أموال بنفسها، لكنها تعمل مع المئات من مديري الأموال المستقلين.
ذكر لاي أنه من الآن فصاعداً، ستعطي المؤسسة الأفضلية لمديري الأموال الذين يمكن أن يكون لهم تأثير أكبر. وقد يعني ذلك اختيار مدير لديه مراكز استثمارية تتركز في الصناعات شديدة التلوث، ومنفتح على استخدام هذه الاستثمارات للضغط من أجل الحد من انبعاثات الكربون، وتفضيله على مديرين لديهم الكثير من الاستثمارات منخفضة الانبعاثات، وبالتالي لا يرون حاجة إلى الضغط بهدف التغيير.
ثانياً، ستضخ المؤسسة استثمارات مباشرة في الشركات التي تقدم حلولاً لتغيّر المناخ. (في سبتمبر، قالت إنها ستخصص مليار دولار لحلول تغيّر المناخ على مدى السنوات الخمس المقبلة). وثالثاً، ستضع معايير لقياس التقدم نحو تحقيق أهدافها ومشاركتها مع الشركات الأخرى، على أمل أن تتمكن من إقناعها بالانضمام إلى مساعيها.
قالت ليزا ساكس، مديرة مركز كولومبيا للاستثمار المستدام في جامعة كولومبيا، إن الإجراءات الشفافة ستحظى بترحيب كبير. وقالت: "يكافح الجميع للتوصل إلى مقياس للاستثمارات الأكثر تأثيراً بالنسبة إلى الحلول المناخية، وكيفية قياس فاعلية مختلف الاستراتيجيات". وأضافت: "إنهم في وضع جيد لدعم أولئك الذين يحاولون جعل تحركات المستثمرين أكثر فاعلية".
مع ذلك، أشارت إلى أن تحركات المستثمرين تتجه فقط -وإلى حد بعيد- نحو التعامل مع تغيرات المناخ. وقالت: "على الرغم من أنني أعتقد بأن الرعاية مسألة مهمة، فإن أبحاثنا تُظهر أن قدرة المستثمرين على تحقيق أهدافنا في إزالة الكربون محدودة أكثر بكثير مما نعتقد. ويجب على صناع السياسة أن يحدثوا الفرق الحقيقي".