بلومبرغ
يفرط المستثمرون في اقتناص فرصة كبيرة للاستفادة من التحول في مجال الطاقة، إذ تسود لديهم رؤية قديمة إزاء صناعة المعادن والتعدين، حسب أحد المستثمرين الأكثر نفوذاً في القطاع.
قال إيفي هامبرو، الرئيس العالمي للاستثمار لدى شركة "بلاك روك"، في مقابلة: "وجهة نظرنا من التحدث إلى عملائنا والمستثمرين بوجه عام، هي أن الفرصة المتاحة في هذا المجال قد تم تجاهلها على نطاق واسع".
أضاف: "إذا كنت تركز على الاستدامة، وإذا كنت تركز على التحول في مجال الطاقة، فلا تتجاهل هذا المجال. توجد فرصة ذات قيمة كبيرة".
قال هامبرو إن التغييرات الأخيرة في صناعة التعدين تعني أن معظم المستثمرين بحاجة إلى تحديث رؤيتهم للقطاع.
خفض انبعاثات الكربون
أشار إلى التركيز المتزايد إزاء خفض انبعاثات الكربون في إنتاج المعادن، واتباع نهج أكثر انضباطاً في الإنفاق مقارنة بالطفرات السابقة، والانخفاض السريع في تكلفة رأس المال مع قيام الحكومات بإنفاق الأموال على شركات التعدين وسط مخاوف بشأن أمن الإمدادات.
يتوقع المسؤولون التنفيذيون في الصناعة والمحللون والمستثمرون المتخصصون منذ عدة سنوات، صعود السوق، إذ يؤدي التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون إلى اندلاع موجة من الطلب على المعادن اللازمة لشبكات الكهرباء وبطاريات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية. مع ذلك، في حين ارتفعت الأسعار بقوة في أعقاب التعافي من جائحة كوفيد، إلا أنها ظلت راكدة في العام الماضي.
إعادة بناء صناعة النحاس
قال هامبرو: "الأمر لا يتعلق بالوقت الحالي، ولكن بما يحدث على مدى السنوات الـ10 إلى 15 المقبلة"، معتبراً أن القطاع مقوم بأقل من قيمته الحقيقية.
تابع : "إذا كنت ترغب في إعادة بناء صناعة النحاس عالمياً، فلن تتمكن من القيام بذلك لعدم كفاية القيمة السوقية للشركات الموجودة اليوم، لذلك، أعتقد أن هناك فجوة كبيرة في هذا الصدد".
كان هامبرو من المنتقدين المؤثرين لإفراط شركات المناجم في الإنفاق خلال فترة الازدهار الأخيرة، وهو لا يريدها أن تبدأ عصر الإسراف، رغم توقعه بحدوث نقص مرتقب في العرض.
قال: "نحن لا نقول إنه يتعين على الشركات البدء في بناء مناجم ومصاهر جديدة، ولا نريدها أن تبتعد عن نماذج تخصيص رأس المال التي ساعدت في إعادة بناء الثقة داخل القطاع على مدى السنوات الثماني إلى التسع الماضية".
العالم مهدد باستنزاف "ميزانية الكربون" مع استمرار الانبعاثات
حسم التحدي
تدعو شركة "بلاك روك" أيضاً شركات المعادن إلى الاستثمار في إزالة الكربون. قالت أوليفيا ماركهام، التي تدير استثمارات التعدين مع هامبرو لدى شركة "بلاك روك": "يدفع الأفراد علاوة للشركات التي تنتج كميات منخفضة من الكربون". أضافت: "إذا نظرت إلى صناعة الصلب في الولايات المتحدة، التي تتميز كثيراً بانخفاض كثافة انبعاثات الكربون، مقارنة بصناعة الصلب الأوروبية، على سبيل المثال، فالأمر يتطلب دفع علاوة أعلى مقابل ذلك".
"إذا كنا ببساطة نتوقف عن حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة ونستمر في حرقه لإنتاج المواد، ونحتاج إلى المزيد من المواد، فلن نتمكن فعلياً من حسم التحدي الذي نواجهه" حسبما قال هامبرو.