الجزرة والعصا.. طريق الصين إلى قمة سوق المركبات الكهربائية

الحوافز تتضمن إعفاءات ضريبية وتعويضات للمشترين وتسهيلات في الترخيص والعقوبات تصل للطرد من السوق

time reading iconدقائق القراءة - 15
سيارات كهربائية تشحن في موقف للسيارات، الصين - الشرق/بلومبرغ
سيارات كهربائية تشحن في موقف للسيارات، الصين - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

في سباق خفض انبعاثات الكربون، تطرح الدول من الولايات المتحدة لنيوزيلندا حوافز لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية، وهي استراتيجية استخدمتها الصين لسنوات مع تحولها لأكبر سوق للسيارات الكهربائية على الأرض.

نجاح بكين يخطف الأنفاس إذ شكلت المركبات الكهربائية ربع جميع سيارات الركاب المباعة في الصين العام الماضي، متقدّمة بفارق كبير عن سيارة واحدة من كل سبع سيارات في الولايات المتحدة وواحدة من كل ثماني سيارات في أوروبا. والوتيرة تتسارع. يتوقع "إتش إس بي سي" أن يصل معدل انتشار المركبات الكهربائية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى 90% بحلول 2030.

وصلت مبيعات السيارات النظيفة، بما فيها الهجينة، في الصين إلى 5.67 مليون سيارة في 2022 أي أكثر من نصف إجمالي المبيعات العالمية، وستستحوذ الدولة على ما يناهز 60% من مبيعات سيارات الركاب الجديدة في العالم العام الجاري والبالغ عددها 14.1 مليون، حسبما تتوقع "بلومبرغ إن إي إف".

الطفرة لا تتعلق بالمشترين فحسب، وإنما يزدهر التصنيع أيضاً، إذ تشكل العلامات التجارية الصينية حوالي نصف السيارات الكهربائية المباعة عالمياً، حسبما قال محللو "إتش إس بي سي" في مذكرة حديثة.

توافر البنية التحتية يساعد بالتأكيد على اعتماد السيارات الكهربائية، فالصين، التي لديها أكبر شبكة شحن في العالم، أضافت 649 ألف شاحن عام في سنة 2022 وحدها، وهو ما يعادل أكثر من 70% من جميع نقاط الشحن عالمياً في ذلك العام.

بتشجيع من هذا التقدم الذي تحقق، أمطر صانعو السيارات الكهربائية الصين بطرازات جديدة، واندلعت حرب أسعار العام الجاري مع محاولات الشركات التفوق على المنافسين، ويتوقع المحللون بعض صفقات الاندماج في القطاع قريباً في الصين.

فيما يلي نظرة أقرب على نهج الجزرة والعصا الذي اتبعته الصين لتعزيز قطاع السيارات الكهربائية:

الجزرة:

  • دعم المستهلكين: برنامج استمر لعشر سنوات وعوّض المشترين بما يصل إلى 60 ألف يوان (8,375 دولار). رغم انتهاء الدعم على المستوى الوطني في عام 2022، واصلت الحكومات المحلية في أماكن مثل شنغهاي رد ما يصل إلى 10 آلاف يوان للمشترين.
  • إعفاءات ضريبية: حصل المشترون على إعفاء من ضريبة أساسية نسبتها 10% على مشتريات السيارات الكهربائية التي يقل سعرها عن 300 ألف يوان حتى 2025 على أن يعاد فرضها مجدداً بنسبة 5% لعامي 2026 و2027. ويقدر أن تصل قيمة هذا الإعفاء الضريبي، المستحدث منذ 2014، إلى 835 مليار يوان بنهاية 2027. أما في الولايات المتحدة، يتضمن قانون خفض التضخم، الذي تم تمريره العام الماضي، 270 مليار دولار كحوافز ضريبية على مشتريات السيارات الكهربائية والتصنيع النظيف، وكذلك 12 مليار دولار في صورة قروض لمشروعات الطاقة النظيفة.
  • دعم المصنعين: ساعد الدعم الحكومي المباشر لصناع السيارات الكهربائية الكثير منهم على انطلاق مشروعاتهم، ورغم العدد الهائل للشركات التي ظهرت والذي تجاوز 500 علامة تجارية للمركبات الكهربائية تتزاحم في السوق في 2019، فإن الجهود أسفرت عن نجاحات مثل شركة "بي واي دي". أصبحت الشركة، الواقعة في مقاطعة شينزين، العلامة التجارية الأكثر مبيعاً في الصين، منهيةً سيادة "فولكس واغن" التي استمرت لعقود.
  • البنية التحتية: محطات الشحن واسعة الانتشار والمدعومة من الحكومة تقلل التكاليف على السائقين وتخفف أي قلق يتعلق بمدى السير حتى إعادة شحن البطارية. أيضاً معايير الشحن موحدة بفضل الاتفاقات مع المصنعين، لذا يستخدم الجميع نفس المقابس. كان لدى الصين 6.36 مليون شاحن مركبات كهربائية بنهاية مايو أي أكثر من أي مكان على الكوكب، وجزء كبير منها هو جزء من الشبكة الحكومية التي تعد رابع أكبر موفر لخدمة الشحن بعد شركات خاصة مثل "وانبانغ نيو إنرجي انفستمنت" (Wanbang New Energy Investment)، و"تي غود نيو إنرجي" (TGood New Energy).

العصا:

  • عقبات الغاز: شراء وامتلاك السيارات التي تعمل بالبنزين يصبح أقل جاذبية بشكل متزايد، وتكافح المدن الازدحام عبر الحد من عدد السيارات على الطريق بإجراءات مثل اليانصيب للحصول على لوحات الترخيص الجديدة في بكين ونظام المزاد في شنغهاي التي وصل سعر اللوحات بها إلى 92,780 يوان في المتوسط خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي. وفي الوقت ذاته، يحصل سائقو السيارات الكهربائية بسهولة على لوحة ترخيص خضراء تبرز صداقتهم للبيئة، ويزداد انتشار اللوحات الخضراء في شوارع المدينة.
  • عقوبات الإنتاج: استحدثت الصين نظام ائتمان مزدوجاً لصناعة السيارات في عام 2017، والذي يمنح نقاطاً مقابل تصنيع سيارات نظيفة وعقوبات لشديدي استهلاك الوقود، وقد تتعرض السيارات من المنتجين ذوي الدرجات السلبية إلى الخروج من السوق. لتجنب العقوبة، يمكن للمصنعين شراء ائتمان من المنافسين ذوي الدرجات الإيجابية، مثل "تسلا"، أو "بي واي دي"، والتي يمكن أن تكون باهظة الثمن، فمثلاً، خسرت شركة "تشونغكينغ تشانغان أوتوموبيل" (Chongqing Changan Automobile) المملوكة للدولة 4000 يوان من الأرباح لكل سيارة بيعت في عام 2020 لشرائها أرصدة لتجنب العقوبة.

المبيعات:

مشتريات الحكومة: حوّلت بعض الحكومات المحلية أسطول النقل العام وسيارات الأجرة خاصتها إلى مركبات كهربائية بالكامل، وشجعت الوكالات المحلية على شراء سيارات كهربائية أو هجينة، وكانت النتيجة شريان عمل مستمر لصناع السيارات الكهربائية مثل "بي واي دي"، التي تصنع أيضاً حافلات، و"غوانزو أتوموبيل غروب"(Guangzhou Automobile Group).

تصنيفات

قصص قد تهمك