بلومبرغ
بالرغم من بدء فصل الصيف في ألمانيا قبل أسبوعين فقط؛ لكنَّ نهر الراين، شريان حياة البلد والمناطق الداخلية أخرى في أوروبا، شهد انحسار منسوب المياه بقدر يكفي لإعاقة التجارة عبره.
استقر منسوب المياه المقاس عند مدينة كاوب، وهي معبر أساسي، عند 1.43 متر ظهر يوم الجمعة، وفقاً لما توضحه البيانات الحكومية. يُتوقَّع أن ينخفض 16 سنتيميتراً أخرى بحلول صباح الثلاثاء المقبل، وهو منسوب أقل بكثير من المتوسط الموسمي، على الرغم من أنَّ ذلك المنسوب أعلى بكثير عن أدنى نقطة له سُجلت في أغسطس الماضي، عندما وصل 30 سنتيمتراً تقريباً وأفضى إلى اضطراب واسع النطاق.
برغم ذلك، فأي ناقلة تزمع نقل أي نوع من وقود الديزل عبر "كاوب"؛ قد قُيدت بتحميل 60% فقط من أقصى حمولة لها، بحسب ميتشل فان دير هويفن، وسيط بشركة "ريفر ليك" (Riverlake)، التي تنسق مرور الشحنات إلى أعالي النهر، وهو ما قد يقيد الإمدادات إلى الدول المستوردة في أعالي النهر، بما فيها سويسرا.
التغير المناخي يحيل أنهار العالم أحواضاً موحلة
بمساره المتعرج الذي يمتد لمئات الكيلومترات من جبال الألب إلى بحر الشمال، يستخدم نهر الراين في نقل ملايين الأطنان من منتجات النفط والسلع الحيوية الأخرى عبر أوروبا، ومنها الحصى والفحم وخام الحديد. انخفض منسوب مياه النهر في العام الماضي بشدة مما أدى لتوقف التجارة بشكل حاد، وهو ما أضر بتكرير النفط، وتوليد الكهرباء، وغيرهما.
توقَّع فان دير هويفن أن تسوء الأوضاع في أغسطس وما بعده عن العام الماضي.
مياه ضحلة
في العام الجاري، قفزت تكلفة شحن الوقود بناقلة عبر النهر، فالتكلفة الحالية للنقل ما بين مدينة كارلسروي في جنوب غرب ألمانيا وهولندا تقارب ضعف متوسط السنوات الخمس السابقة.
قال دينيس مايسنر، أحد الخبراء في "المؤسسة الألمانية الاتحادية للهيدرولوجيا": "نتوقَّع في الأسبوع الأخير من يونيو بعض الأمطار، مما قد يوقف انخفاض منسوب المياه مؤقتاً على الأقل". وأضاف أنَّه لا يتوقَّع حدوث "أوضاع حرجة لتدفق النهر"، على الأقل حتى نهاية يوليو.
قال إنَّ منسوب المياه في الراين عادةً ما ينخفض إلى أدنى مستوياته في الفترة ما بين أغسطس ونوفمبر، مضيفاً أنَّ التوقُّع غير حاسم، ويعتمد على الأمطار ومعدلات درجات الحرارة في فصل الصيف.