أكبر مدير أموال بريطاني يوسع قائمته السوداء للأصول

قرار الصندوق يعود إلى مخاوف مناخية واستبعدت قائمته شركتي "إير تشاينا" و"كوسكو" من الصين

time reading iconدقائق القراءة - 14
أعمدة الدخان وبخار الماء يتصاعدان من محطة أولان باتور رقم 4 المشترك لتوليد الحرارة والكهرباء وقت الفجر في أولان باتور في منغوليا  - المصدر: بلومبرغ
أعمدة الدخان وبخار الماء يتصاعدان من محطة أولان باتور رقم 4 المشترك لتوليد الحرارة والكهرباء وقت الفجر في أولان باتور في منغوليا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعمل صندوق "ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت" (Legal & General Investment Management) على توسيع نطاق الأصول المدرجة على قائمته السوداء بسبب ارتباطها بمخاوف مناخية، إذ يُحذر شركات محفظته الاستثمارية من أنَّ الوقت بدأ ينفد لاتخاذ تدابير للتخلص من الأصول الضارة.

"ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت"، وهو أكبر مدير أموال في المملكة المتحدة، ويدير أصولاً للعملاء قيمتها 1.5 تريليون دولار، قال في بيان أمس الخميس إنَّ قائمة الاستبعاد الخاصة به تنطبق حالياً على أصول قيمتها 158 مليار جنيه إسترليني تقريباً (200 مليار دولار أميركي). وأضاف أنَّ أحدث عمليات سحب الاستثمارات كانت من شركتي "إير تشاينا" (Air China Ltd) و"كوسكو شيبينغ هودلينغز كو" (Cosco Shipping Holdings Co).

يأتي القرار في وقت تقل فيه جهود كبح ظاهرة الاحتباس الحراري عن الحدود الدنيا الحيوية التي وضعها العلماء. قال الصندوق إنَّ الفرصة السانحة للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة سلزيوس، تضيق "سريعاً"، مما يزيد الحاجة إلى مراجعة سياسات الاستثمار الحالية، واستبعاد الأصول المسببة لمستويات غير مقبولة من الأضرار البيئية.

سرعة التحول

قال ستيفن بير، كبير مديري وحدة الاستدامة والاستثمار المسؤول في "ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت" في مقابلة: "لا يحدث التحول بالسرعة الكافية، ومن ثم؛ فإنَّ صندوق إدارة الأصول حالياً يشارك في بعض المحادثات الحقيقية تماماً مع شركات محفظة الاستثمار لتحديد الاستراتيجيات غير الجيدة بما فيه الكفاية لخفض الانبعاث".

تتحكم القضايا البيئية والمجتمعية والحوكمة الجيدة بطريقة متنامية في خيارات مديري الأصول. أشار الصندوق إلى أنَّ الاجتماعات الموسمية الأخيرة أسفرت عن تعرض 342 شركة لعقوبات من خلال التصويت، جراء "ضعف الالتزام بمعايير التغير المناخي". واستهدفت هذه العقوبات بصفة خاصة قطاعات النفط والغاز والمصارف والتأمين والعقارات، باعتبارها متأخرة على صعيد وضع أهداف لصافي الانبعاثات الصفرية.

تشير هذه البيانات الحديثة إلى أنَّ صناديق خاضعة للحوكمة البيئية والمجتمعية والمؤسسية تميل للتفوق على نظيرتها غير الملتزمة بهذه المعايير مع مرور الوقت. وجد تقرير لشركة "مورنينيغ ستار" (Morningstar Inc) نُشر أمس الخميس، أنَّه على مدى فترات 3 و5 و10 أعوام، تفوّق متوسط عائدات الصناديق الملتزمة بالقضايا البيئية والاجتماعية والحكومة على متوسط نظيراتها التقليدية.

يبرز مديرو الأصول والمصارف باعتبارهم وسيلة مهمة للتحكم في توجيه العالم بعيداً عن الأنشطة الاقتصادية عالية الانبعاثات الكربونية، نظراً لقدرتهم على التضييق على الأعمال الضارة بيئياً بواسطة تقييد الوصول لرأس المال. على الصعيد الأوروبي، تدعم مجموعة لوائح موسعة الاستثمارات الخضراء، بينما في الولايات المتحدة الأميركية، أطلق قانون خفض التضخم العنان لحملة تاريخية من مساعدات المشروعات الخضراء.

هجمات سياسية

في هذه الأثناء، تتعرض الاستثمارات الخاضعة لمعايير الحكومة البيئية والمجتمعية والمؤسسية لهجمات سياسية بطريقة متنامية، إذ يتّهم الجمهوريون في الولايات المتحدة مثل هذه السياسات بأنَّها معادية للبلاد. بدأ هذا الهجوم يؤثر على أنماط الاستثمار، حيث تتباين التدفقات الأوروبية والأميركية نوعاً ما.

إنَّ تدفقات الاستثمار المواكبة للمعايير البيئية والمجتمعية وحوكمة المؤسسات إلى الصناديق المتداولة بالبورصة في أوروبا، ربما "تتمتع بقوة" مدعومة بـ"سياسات تفضيلية". لكن في الولايات المتحدة، ربما "يتواصل ضعف الطلب"، بحسب تحليل حديث لـ"بلومبرغ إنتليجنس".

كشف صندوق "ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت"، أنَّه زاد "بطريقة هائلة" ما يطلق عليه المشاركات في نقاشات حول المناخ على مدى الـ12 شهراً المنصرمة، التي تؤثر حالياً على 5 آلاف شركة. أضاف أيضاً أنَّه سيكثف التدقيق في مخاطر التنوع البيولوجي وممارسات جماعات الضغط المناخي، وسط شركات محافظه الاستثمارية باعتبارها تمثل جزءاً من تعهده الخاص بالتأثيرات المناخية.

حدد الصندوق حالياً 299 شركة مؤهلة لفرض عقوبات تصويتية عليها خلال الاجتماعات العامة السنوية، إثر إخفاقها في الوفاء بمعاييرها المناخية. أضاف أنَّ 43 شركة أخرى -أُطِلق عليها مسمى "المؤثرون الكبار"، بسبب حجمها وقدرتها على التغيير – ستتعرض لعقوبات أيضاً.

قائمة الشركات المستبعدة من قبل الصندوق:

- "إيه آي جي" (AIG).

- "إير تشاينا".

- "تشاينا كونستراكشن بنك" (China Construction Bank).

- "تشاينا ريسورسيز سيمنت" (China Resources Cement).

- "كوسكو شيبينغ هودلنغز كو".

- "إكسون موبيل".

- هورمل (Hormel).

- "إنداستريال كوميرشيال بنك أوف تشاينا" (Industrial Commercial Bank of China).

- "إنفيتيشن هومز" (Invitation Homes).

- "كيبكو" (KEPCO).

- "لوبلو" (Loblaw).

- ميتلايف (MetLife).

- بي بي إل (PPL).

- سيسكو (Sysco).

سحب الاستثمارات

أوضح "ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت" أنَّ الأموال المتأثرة بسياسة سحب الاستثمارات، تتضمن عروض تمويل صندوق "فيوتشر وورلد" (Future World)، وعمليات تمويلها لمشاريع الحوكمة البيئية والمجتمعية والمؤسسية، وكافة عمليات تمويل التسجيل التلقائي في مؤسسة "ليغال آند جنرال" لمعاشات العمل (L&G Workplace Pensions)، ومنظومة الائتمان في "ليغال آند جنرال ماستر تراست" (L&G Mastertrust).

يعتمد سحب استثمارات الشركات على حدود قصوى للخطأ محددة مسبقاً يجري تعقبها. اختتم أنَّه في حال بلوغ الحد الأقصى للخطأ المتتبع، تُخفّض الحيازات عوضاً عن سحبها بالكامل.

تصنيفات

قصص قد تهمك