بلومبرغ
كشفت دراسة جديدة نُشرت في الدورية العلمية "ذي لانست بلانيتري هيلث" (The Lancet Planetary Health) أن أكثر من 80% من الوفيات المرتبطة بالحرارة المتوقعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول نهاية هذا القرن يمكن تجنبها إذا تم الحد من الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين.
تعاني المنطقة بالفعل من نقص حاد في المياه، ودرجات حرارة تصل بانتظام إلى 45 درجة مئوية خلال أشهر الصيف، وهي معرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ. ترتفع درجة الحرارة في المنطقة بمعدل ضعف سرعة المتوسط العالمي، ما يعني أنه بات يتوقع الآن أن ترتفع درجات الحرارة القصوى إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ما قد يجعل بعض مناطقها غير صالحة للعيش.
ارتفاع هائل في الوفيات
توقع الباحثون أن يموت سنوياً نحو 123 شخصاً من كل 100 ألف شخص جراء أسباب تتعلق بالحرارة بحلول عام 2100 في ظل سيناريوهات الانبعاثات العالية التي ستشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة. وهذا يعادل وفيات أكثر بـ60 مرة من الوفيات المرتبطة بالحرارة اليوم، وأعلى بكثير من أكثر التوقعات تشاؤماً لبقية الكوكب.
مع اقتراب استضافة دولة الإمارات لمحادثات المناخ الدولية "كوب 28" في وقت لاحق من هذا العام، يتوقع أن يوجه قادة العالم انتباههم إلى منطقة تنتج الكثير من النفط الخام في العالم، لكنها أكثر من سيعاني من الانبعاثات الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري.
لهذه الأسباب.. تغير المناخ هو الخطر الأكبر على تطور البشرية
في دراسة جديدة، قام فريق دولي من الباحثين بقيادة "مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة" بوضع نموذج للاتجاهات الحالية والمستقبلية للوفيات المرتبطة بالحرارة في 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. درس الفريق الاختلافات في مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المحتملة بمرور الوقت، والسيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.
الحد من الاحترار العالمي
في ظل سيناريوهات المستويات العالية من الانبعاثات، ستشهد معظم المنطقة مستويات كبيرة من الاحترار بحلول ستينيات القرن الحادي والعشرين، ما سيؤدي إلى زيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة من نحو اثنين لكل 100 ألف نسمة حالياً إلى نحو 123 لكل 100 ألف نسمة في الفترة بين 2081 و2100.
يُتوقع أن تسجل إيران أعلى معدل وفيات سنوي في المنطقة (423 لكل 100.000)، كما ستتأثر الأراضي الفلسطينية، والعراق، وإسرائيل بشدة بمعدل 186، و169، و163 حالة وفاة لكل 100.000 على التوالي. ستشهد دول الخليج الأصغر مساحةً، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، أكبر زيادات نسبية في الوفيات المرتبطة بالحرارة.
كيف يساهم التخلص من التلوث في زيادة حرارة الكوكب؟
وجد الباحثون أنه إذا كان بالإمكان الحد من الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، فإنه سيكون من الممكن تجنب أكثر من 80% من تلك الوفيات.
قال شكور هاجات، المؤلف الرئيسي وأستاذ الصحة البيئية العالمية في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة": "يجب أن يتم الحد من الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين لتجنب الآثار الصحية الكارثية المقدرة في دراستنا، حتى مع اتخاذ إجراءات قوية، ستحتاج دول المنطقة إلى تطوير طرق أخرى غير تكييف الهواء لحماية مواطنيها من مخاطر الحرارة الشديدة".