بلومبرغ
عادةً ما تلقى قضية الاحتباس الحراري اهتماماً من الرأي العام، لكن تقريراً حديثاً لصندوق النقد الدولي يُظهر أن هذه المخاوف ليس بالضرورة أن تُترجم إلى دعم للسياسات الداعمة للمناخ.
نشر صندوق النقد الدولي نتائج مسح لمؤسسة "يوغوف" (YouGov)، شارك فيه أشخاص من 28 دولة لتوثيق العلاقة بين مخاوف المناخ ودعم جهود التخفيف من حدة تغيرات المناخ. أظهر المسح أن معظم المشاركين يعتقدون أن تغير المناخ يشكل تهديداً. ومع ذلك، تؤثر العديد من العوامل الأخرى على ما إذا كان الناس سيدعمون السياسات الهادفة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة. على سبيل المثال، توصل الباحثون إلى أن التواصل الفعال بشأن تأثير السياسة والتكاليف المرتبطة بها يمكن أن يُعزز دعم المبادرات المتعلقة بتغير المناخ.
قال بو لي، نائب المدير العام لدى صندوق النقد الدولي، في بيان: "أمامنا طريق طويل لإبقاء درجات الحرارة عند مستويات تتراوح بين ما دون 1.5 إلى 2 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل الثورة الصناعية". وأوضح أن "سد هذه الفجوة سيتطلب سياسات طموحة ومدروسة بعناية لتسريع التحول الأخضر، لكن حتى أفضل السياسات لن تُجدي نفعاً دون دعم الرأي العام".
إنذار مناخي جديد.. درجات حرارة قياسية في أوروبا بداية العام
أفاد تقرير صندوق النقد الدولي أن الشركة المختصة بأبحاث الأسواق "يوغوف" أجرت استطلاعاً شمل نحو 30 ألف شخص بين يوليو وأغسطس، لقياس دعم تسعير الكربون والقواعد التنظيمية وجوانب الدعم المقدمة للتكنولوجيا النظيفة، وكذلك مصادر الطاقة المتجددة. ويشير التقرير إلى أن أسعار الطاقة المرتفعة جاءت في صدارة اهتمامات العديد من المشاركين خلال فترة المسح.
يمكن أن يتراجع دعم سياسات التخفيف من آثار تغير المناخ نتيجة المخاوف المتعلقة بالفساد وارتفاع الأسعار، طبقاً للتقرير. ونتيجة لذلك، أشار الباحثون إلى ضرورة بذل الحكومات قصارى جهدها لتحقيق "التواصل الواضح والفعال حول فعالية السياسات والمقايضات".
مكافحة التغيّر المناخي تعيد تشكيل سوق العمل
كذلك، أشار "لي" إلى أن الدراسة تواصل إيجاد "فجوات كبيرة في إدراك الرأي العام" للسياسات والجهود التي يبذلها كل بلد للحد من الانبعاثات الكربونية. فعلى سبيل المثال، لم يُبدِ العديد من المستطلعين رأيهم إزاء سياسات تغير المناخ، الأمر الذي يوضح حاجتهم لمزيد من التعليم.
كانت النساء والأشخاص ذوو المستويات التعليمية الأعلى أكثر ميلاً للاهتمام بقضية الاحتباس الحراري، كما أشار المشاركون في الاستطلاع إلى ارتفاع مستوى الاهتمام بالاتفاقيات الدولية والإجراءات الجماعية الرامية لخفض انبعاثات الكربون العالمية. اتفق معظم سكان الدول مرتفعة ومنخفضة الدخل، على حد سواء، على ضرورة تمويل كافة البلدان للجهود المبذولة لكبح ارتفاع درجات الحرارة.
قال "لي" إن "هدفنا يتمثل في مساعدة الحكومات على زيادة دعمها للعمل المناخي القوي، بما فيها التدابير المشتركة عبر الحدود.. نحن بحاجة للعمل سوياً للتخلص من هذا الخطر الذي يهدد كوكبنا".