الشرق
اتفقت الدول المشاركة في قمة المناخ "كوب 27"، صباح اليوم الأحد، على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من الكوارث المناخية، لكن المحادثات توقفت قبل دعم اتفاق أوسع بشأن مكافحة تغير المناخ.
بعد مفاوضات شابها التوتر استمرت طوال الليل، أصدرت الرئاسة المصرية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، المنعقد في مدينة شرم الشيخ، مسودة الاتفاق ودعت إلى عقد جلسة عامة لإقرارها كاتفاق نهائي شامل.
وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس الدورة 27 لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، حثّ الدول على الموافقة على اتفاقيات المناخ النهائية المقدمة في نهاية المؤتمر، قائلاً الساعة 4:10 صباحاً بتوقيت مصر: "أناشدكم اعتماد مشاريع القرارات التي سأقدمها لكم.. العالم يتابع، وأنا أدعونا جميعاً إلى الارتقاء لمستوى التوقعات التي عهد إلينا بها المجتمع الدولي، وخاصةً المتعلقة بالدول الأكثر تأثراً التي ساهمت بأقلّ قدرٍ في تغير المناخ".
الصين والهند تواجهان ضغوطاً لتمويل الخسائر والأضرار المناخية
الجلسة وافقت على بند في النص يقضي بإنشاء صندوق "للخسائر والأضرار" لمساعدة الدول النامية على تحمل التكاليف الفورية للتداعيات الناجمة عن تغير المناخ مثل العواصف والفيضانات.
لكن عقب ذلك مباشرةً، دعت سويسرا إلى تعليق المحادثات لمدة 30 دقيقة لإتاحة الوقت لدراسة النص الجديد، وفقاً لوكالة رويترز.
لجنة انتقالية
أعرب المفاوضون في وقتٍ سابق عن قلقهم بشأن التغييرات التي يجري التفاوض بشأنها، وإزاء صياغتها في وقتٍ متأخر جداً من العملية.
كانت بلومبرغ أفادت، في وقتٍ متأخر من مساء أمس، أن المحادثات في "كوب 27" اقتربت من التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة، بعدما كانت على وشك الانهيار صباح السبت.
القرار نصّ على أن تقدّم "لجنة انتقالية" توصيات للدول لاعتمادها بعد ذلك في قمة المناخ "كوب 28"، التي ستنعقد في الإمارات في نوفمبر 2023. هذه التوصيات ستتضمّن "تحديد مصادر التمويل وتوسيعها"، في إشارةٍ إلى السؤال الشائك حول أيٍّ من الدول ينبغي أن تساهم في الصندوق الجديد.
مصر تحصل على تمويل بـ10 مليارات دولار في محادثات المناخ
يُمثّل الصندوق اتفاقاً تاريخياً تحصل بموجبه الدول الفقيرة على تمويل مقابل الأضرار الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وينص القرار على إنشاء صندوق جديد في العام المقبل لتغطية تكاليف الكوارث المناخية. وفي المقابل، ضغطت أوروبا من أجل لغة أكثر صرامة بشأن خفض الانبعاثات. وبعد ساعات من الجدل، جرى الاتفاق على تغييرات في هذا الجزء، ما جعل النص النهائي بمتناول اليد.
مواقف مؤيدة ومنتقدة
وزيرة المناخ الباكستانية شيري رحمن اعتبرت أن التوصل إلى "إجماع تاريخي" بشأن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار كان استجابةً "لأصوات الضعفاء والمتضررين في العالم بأسره".
وأضافت: "لقد كافحنا لمدة 30 عاماً.. واليوم في شرم الشيخ، نحقق أول خطوة نحو تحقيق إنجاز حقيقي في هذه الرحلة، فالصندوق يمثل دفعةً أولى للاستثمار في العدالة المناخية ".
بدوره، قال كولينز نزوفو، وزير البيئة في زامبيا، إنه ينوب عن القارة الأفريقية عندما يحتفل بقرار إنشاء صندوق للخسائر والأضرار. منوّهاً بأن مصر وعدت أن تشكّل هذه القمة نقلةً من الوعود إلى التنفيذ "ووفت بوعدها".
وزيرة المناخ الألمانية جنيفر مورغان، عبّرت عن استيائها من عدم وجود اتفاق على تخفيضات أكثر صرامة للانبعاثات. لكنها قالت إن "الاتفاق حول صندوق الخسائر والأضرار خرج إلى النور، رغم ذلك، لأننا نريد الوقوف مع الدول الأكثر عرضةً للمخاطر المناخية".
أمّا فرانس تيمرمانس، مسؤول سياسات المناخ في الاتحاد الأوروبي، فشدّد على أن اتفاق المناخ الذي تمّت الموافقة عليه "ليس خطوة كافية للأمام"، منتقداً محدودية التزام بعض الدول بجهود الحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث قال: "هذا العقد هو عقد النجاح أو الفشل، لكن ما لدينا هنا ليس كافياً كخطوة للأمام للشعوب أو للكوكب".