بلومبرغ
تسعى شركة "بيتروليوس ميكسيكانوس" (Petroleos Mexicanos) لتلقي تمويل من مصرفي "اتش إس بي سي" و"غولدمان ساكس غروب" في اتفاق سيربط أموال الاستثمار بالحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
أبرم البنكان اتفاقاً مبدئياً لتوفير التمويل للشركة المعروفة باسم "بيميكس" (Pemex) مربوطاً بأهداف للحد من الانبعاثات الكربونية إذ تواجه الشركة المنتجة المكسيكية صعوبات وسط أزمة سيولة مالية وتتعرض لضغوط متنامية من قبل المستثمرين لتحسين سجلها البيئي، بحسب أشخاص مطلعين على الموقف. أوضح أحد الأشخاص أن البنكين سيقدمان حوالي مليار دولار.
أشار الأشخاص إلى أن الاتفاق لم يكتمل حتى الآن. ولم يستجب كل من "بيميكس" و"غولدمان ساكس" على طلب للتعليق على الموضوع. ورفض "أتش إس بي سي" التعليق على الأمر.
طالع أيضاً: "بيميكس" المكسيكية تحقق أعلى أرباح فصلية في 18 عاماً مع ارتفاع النفط
سندات الشركة
توقفت حكومة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن سداد مستحقات خدمة ديون الشركة حتى الآن، في ظل صعود أسعار النفط الخام. يطلب المستثمرون 6.3 نقطة مئوية إضافية للاحتفاظ بسندات بيميكس الدولارية المستحقة في 2050 على الديون السيادية المكسيكية ذات التاريخ المماثل.
لقراءة المزيد: المكسيك تعتزم استخدام أموال صندوق النقد الدولي لسداد ديون "بيميكس"
يعد فارق العائد الأعلى منذ أن أصدرت الشركة السندات قبل سنتين ماضيتين. ما زالت الشركة تواجه صعوبات من أجل سداد مستحقات الموردين عقب الإخفاق في بيع سندات جديدة من خلال مبادلة الديون، مما يؤكد المخاوف المتعلقة بالسيولة المالية.
الانبعاثات الحرارية
قالت "بيميكس" في مؤتمر مناقشة تقرير الأرباح عبر الهاتف في أواخر يوليو إنها ستستثمر ملياري دولار من مواردها الخاصة والائتمان الدولي للحد من انبعاثات غاز الميثان 2% مع حلول 2024.
زاد حرق الغاز في "بيميكس"، الذي ينتج عنه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، 9.7% خلال الربع الثاني بالمقارنة بالربع السابق. خلال السنة الماضية، صعد نطاق انبعاثات الكربون 1 - هو نطاق الغازات المنبعثة مباشرة من الشركة – 8% مقارنة بالسنة السابقة.
اقرأ أيضاً: "بيميكس" المكسيكية تبني مصفاة نفط بمنطقة بيئية رغم تعهدها بحمايتها
اكتشف باحثون في جامعة "ذا بوليتكنيك أوف فالنسيا" بإسبانيا تسريبين هائلين للميثان - ثاني أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون - من منصة النفط البحري الخاصة بـ"بيميكس". ساهم كل تسريب، في ديسمبر وأغسطس، بنحو 40 ألف طن من غاز الميثان المنبعث في الغلاف الجوي، مما يجعلها من أكبر الانبعاثات المكتشفة مطلقاً بواسطة تكنولوجيا الأقمار الصناعية الحديثة، بحسب الباحثة الرئيسية التي تعمل على الدراسات إتزيار إراكوليس-لوتكسات.
قللت "بيميكس" من شأن حجم تسرب الميثان في ديسمبر الماضي، حيث أشارت في بيان لها إلى أن مؤلفي الدراسة فسروا بصورة خاطئة النيتروجين على أنه غاز الميثان، وقالت إن الغازات كانت تتسرب لعدة ساعات، بدلاً من عدة أسابيع. أوضحت إيراكوليس-لوتكسات لبلومبرغ أثناء مقابلة معها إن بيان بيميكس "لا يستند لأسس" لأن تكنولوجيا الأقمار الصناعية تكتشف الميثان على وجه التحديد ولن تخلط بينه وبين مادة أخرى على غرار النيتروجين.
تمويل الديون
ناضلت "بيميكس" لاستغلال أسعار الخام لتلبية احتياجات الإنفاق الرأسمالي. اعتبرت عملية مبادلة الديون التجارية مع الموردين للحصول على سندات جديدة في يوليو الماضي بمثابة إخفاق، إذ جمعت "بيميكس" أقل مما كان مخططاً له. كما أن مشروع المصفاة الذي تجاوزت تكلفته 18 مليار دولار يؤثر سلباً على سندات الشركة.
في يوليو الماضي، خفضت وكالة "موديز إنفيستورز سيرفيس" للتصنيف الائتماني لـ"بيميكس" بمقدار أربعة مستويات تحت الدرجة الاستثمارية. سقطت الشركة في تصنيف الاستثمارات غير المرغوب فيها عقب التخفيضات من قبل وكالات التصنيف الكبرى في سنتي 2020 و2019.
تعتبر ديون "بيميكس" هي الأعلى وسط أي شركات نفطية، إذ وصلت إلى 108.1 مليار دولار في نهاية يونيو الماضي. منذ بداية رئاسة لوبيز أوبرادور في 2018، حصلت "بيميكس" على ما يفوق 20 مليار دولار في صورة عمليات ضخ لرأس المال وإعفاءات ضريبية.