الرئيس الإندونيسي يرجح فرض ضريبة على صادرات النيكل هذا العام

قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إنَّ بلاده قد تفرض ضريبة على صادرات النيكل هذا العام، إذ تتطلع أكبر دولة منتجة للمعدن المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية إلى استخدامه على نحو أكبر في الداخل.

أكّد الرئيس الملقب "جوكوي" خلال مقابلة أجراها معه رئيس تحرير "بلومبرغ نيوز" جون ميكلثويت في جاكرتا، يوم الخميس، أنَّ أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا يفكر في فرض ضريبة على تصدير النيكل. جاء ذلك بعد أن قال مسؤول حكومي إندونيسي في وقت مبكر من عام 2022 إنَّ البلاد تدرس فرض ضريبة تصاعدية على النيكل والحديد والنيكل الحديدي.

أدى التحول العالمي إلى المركبات الكهربائية إلى زيادة الطلب على معادن البطاريات بما في ذلك النيكل والليثيوم والكوبالت. في حين استفادت إندونيسيا من ارتفاع أسعار النيكل، المستخدم أيضاً في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ؛ فإنَّ "جوكو" يريد أن ترتقي الأمة في سلسلة توريد المركبات الكهربائية. وفي نهاية المطاف، يريد إيقاف جميع صادرات المواد الخام.

قال جوكو يوم الخميس إنَّ إندونيسيا تريد إضافة المزيد من القيمة محلياً لزيادة إيرادات الدولة وتوفير المزيد من فرص العمل. وأضاف: "هذا ما نريده أيضاً فيما يتعلق بالبوكسيت والنحاس والقصدير وزيت النخيل الخام وغيرها... نحن لسنا منغلقين، في الواقع نحن منفتحون".

تعتبر إندونيسيا موطناً لما يقرب من ربع احتياطيات النيكل العالمية، ويعد هذا المعدن أحد صادراتها الرئيسية إلى جانب الفحم وزيت النخيل.

في أواخر العام الماضي، قال الرئيس إنَّ تكرير النيكل يمكن أن يولّد ما يصل إلى 35 مليار دولار من القيمة المضافة. ومع ذلك؛ قد تحد الضريبة من إيرادات المبيعات الخارجية على المدى القصير، ومن المرجح أيضاً أن تزيد الأسعار العالمية التي ارتفعت بنحو الثلث منذ نهاية عام 2020.

شهدت أسهم منتجي النيكل الآسيويين ارتفاعاً يوم الجمعة. إذ أغلقت "آي جي أو ليميتيد"(IGO Ltd) على ارتفاع بلغ 2.2% في سيدني، وارتفعت أسهم "باسيفيك ميتالز إنك" (Pacific Metals) 3.6 % في طوكيو. كما ارتفعت أسهم شركات التعدين الإندونيسية مثل شركة "بي تي أنيكا تامبانغ" (PT Aneka Tambang)، و"بي تي فالي إندونيسيا" (PT Vale Indonesia). بينما قفز سعر النيكل حوالي 4% عند الافتتاح في "بورصة لندن للمعادن"، وكان أعلى بنسبة 0.6% اعتباراً من الساعة 8:23 صباحاً في لندن.

تقول جاو يين، المحللة في "هورايزون إنسايتس" (Horizon Insights) التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها: "توقَّعت السوق مسبقاً بشكل جزئي هذه الأنباء... لذلك سيكون التأثير على الأسعار محدوداً قبل أن تطبق الضريبة فعلياً"، مضيفة أنَّه من غير المرجح أن يكون هناك تأثير كبير على تدفقات النيكل إلى الصين بسبب الضريبة.

زيت النخيل وضريبة الكربون

في وقت سابق من هذا العام، صدمت إندونيسيا الأسواق العالمية عندما حظرت مؤقتاً شحنات زيت النخيل للسيطرة على التضخم. أثارت هذه الخطوة، التي جاءت في الوقت الذي تكافح فيه العديد من الدول مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، عدة مخاوف من تفاقم تضخم أسعار الغذاء.

لكن لاحقاً، مع تعافي المخزونات، غيّرت الحكومة مسارها، فقد أدخلت ما يسمى بـ"التزام السوق المحلية" الذي يتطلّب من المنتجين بيع بعض زيت النخيل محلياً. في هذا السياق قال الرئيس جوكو يوم الخميس إنَّه سيتم سحب "التزام السوق المحلية" إذا كانت السوق مستقرة، على الرغم من إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية.

كما أكد الرئيس في المقابلة أنَّ إندونيسيا ستفرض ضريبة كربون قبل نهاية العام، وهي خطوة أولى في رحلتها نحو الحياد الكربوني. تم الإعلان عن الضريبة لأول مرة في عام 2021، وتم تأجيلها في وقت سابق من هذا العام، حيث سعت الحكومة إلى حماية المواطنين من تأثير ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

ستصبح إندونيسيا أول دولة نامية في آسيا تفرض ضريبة على الانبعاثات، التي قال مسؤولون عنها سابقاً إنَّها ستُحدد مبدئياً بمبلغ 30 ألف روبية (2.02 دولار) لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم. تعتبر الدولة أكبر مصدر في العالم للفحم الحراري المستخدم في محطات الطاقة.

أعلن جوكو يوم الخميس أنَّ الأمة لديها "هدف طموح" للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2060، لكنَّ ذلك سيحتاج إلى التكنولوجيا والتمويل، وأضاف: "لدينا إمكانات الطاقة المتجددة، لكنَّ التحول من الفحم إلى الطاقة المتجددة ليس بالأمر السهل لأنَّ أسعار الفحم ما تزال أرخص".