المصدر:
بلومبرغ
تواجه خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية في كوريا الجنوبية -ثالث أكبر صندوق تقاعد في العالم- انتقادات بسبب خطط تقليص الاستثمارات في الفحم، التي ربما تكون أضعف من المتوقعة.
يقوم الصندوق، الذي يدير أصولاً تبلغ قيمتها حوالي 700 مليار دولار، بدراسة خيارات من بينها اقتراح يحد من حيازته لأسهم الشركات التي تحقق أكثر من نصف إيراداتها من استخراج الفحم وتوليد الكهرباء، وهي عتبة أشد تساهلاً بكثير مقارنةً مع أقرانه في العالم، ولها تأثير ضئيل فقط على محفظة استثماراته.
يقول كيم سونغ جو، عضو البرلمان عن حزب معارض والرئيس السابق لخدمة المعاشات التقاعدية الوطنية: "إن العواقب السلبية لفشل خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية في القيام باستثمارات مراعية للمناخ ستكون هائلة... وبالنظر إلى تأثيره الكبير، فإن تردد الصندوق في الاستجابة بفعالية لتغير المناخ يمكن أن يقوّض بشدة جهود العالم للوصول لصافي انبعاثات صفرية".
يواصل الصندوق العمل على تطوير خطط لاستثماراته القائمة على الفحم بعد أن تعهد بالتخلي عن أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثاً منذ أكثر من عام.
حظر الاستثمار
وفقاً لتقرير اطلعت عليه "بلومبرغ نيوز"، أكملت وحدة محلية تابعة لشركة "ديلويت" (Deloitte) في أبريل دراسة أوصت فيها بأن تأخذ خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية بعين الاعتبار السياسات التي تحظر الاستثمار في الشركات التي تحقق إما أكثر من 30%، أو أكثر من 50% من إيراداتها من الفحم.
في حال تم إتباع الخيار الأكثر تساهلاً، ستحتفظ خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية بما يقرب من 3 تريليون وون (2.9 مليار دولار) من الأصول المرتبطة بالفحم في عام 2030، مقارنة مع 3.8 تريليون وون في عام 2023، وفقاً للبحث. يذكر أن الدراسة تناولت الفحم فقط، ولم تتطرق لأنواع الوقود الأخرى مثل النفط والغاز الطبيعي.
يشار إلى أن خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية رفضت التعليق على الأمر.
مع ذلك، قال مسؤول في خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية طلب عدم الكشف عن هويته لحديثه عن عمليات داخلية، إن الصندوق يحتاج إلى تحقيق توازن بين الاستجابة لمخاطر المناخ وتحقيق نمو مستقر من الاستثمارات طويلة الأجل، ويجب تسوية العديد من تفاصيل خططه.
أضاف المسؤول أن الصندوق يخطط لاتخاذ قرار قبل نهاية العام، وأنه قد تم إبطاء العملية لأن الرئيس يون سوك يول، الذي تولى منصبه في مايو، لم يعين وزيراً للرعاية الاجتماعية بعد، الذي من أدواره رئاسة لجنة إدارة الصندوق.
حماس أقل
حددت كوريا الجنوبية موعداً نهائياً للتخلص من الانبعاثات بحلول عام 2050، لكن الرئيس يون كان أقل حرصاً من سلفه على تسريع الانتقال بعيداً عن مصادر الطاقة الحالية. ولربما يكون هذا قد قلل من الضغط على خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية المملوكة للدولة تجاه اتباع مسار مديري المعاشات التقاعدية العالميين في وضعهم أسهم الوقود الأحفوري في قائمة سوداء، حتى في الوقت الذي يحث فيه المستثمرون والمنظمون وجماعات المناخ الصندوق على استخدام حجمه وتأثيره للمساعدة في مكافحة الاحتباس الحراري.
تُعتبر خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية هي أكبر مؤسسة استثمارية في سوق الأوراق المالية في كوريا الجنوبية البالغ حجمها 2370 تريليون وون، وتمتلك حصصاً في العديد من الشركات ذات الاستثمارات المرتبطة بالفحم بما في ذلك شركة "كوريا اليكتريك باور كورب" (Korea Electric Power Corp) و"بوسكو" (Posco).
أشار تقرير "ديلويت" أيضاً إلى أن الصندوق قد يحتفظ باستثماراته في الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الفحم، طالما أن لديها خطط تحول في مجال الطاقة وتقدم دلائل على تحقيق تقدم.
في تصريحات عبر الهاتف، قال لي جونغ-أو، مدير منتدى كوريا للاستثمارات المستدامة، وهي منظمة بحثية غير ربحية ومناصرة للبيئة: "هناك عدد كبير جداً من الثغرات بغض النظر عن الخيار الذي ستتخذه خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية"، ويجب أن يأخذ الصندوق في الاعتبار جميع استثمارات الوقود الأحفوري وليس الفحم فقط. وأضاف "لا يبدو أن خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية تشعر بأهمية ملحة لتلبية أهداف المناخ في البلاد".
تصنيفات
