بلومبرغ
يستبعد منتجو الطاقة الشمسية العملاقة في الصين حدوث أي انتعاش في صادرات الألواح إلى الولايات المتحدة، حيث أدى القانون الذي تم سنّه مؤخراً والذي يستهدف العمالة القسرية، إلى تعطيل المفاوضات بين مطوّري المشاريع الأميركيين وبعض الشركات المصنّعة الأجنبية.
لا يتوقَّع منتجو الوحدات الشمسية في الصين - الأكبر في العالم - أي زيادة كبيرة في الشحنات إلى الولايات المتحدة في الربع الثالث، ويترقبون مخاطر عالية في شحنات الربع الرابع، وفقاً للمحلل دينيس إيب من "دايوا كابيتال ماركتس" (Daiwa Capital Markets)، الذي استشهد بمحادثات مع مسؤولي الشركة.
تتمثل المشكلة الرئيسية في قانون "الأويغور" لمنع العمل القسري، الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو الماضي، ويستهدف السلع المنتجة في منطقة شينجيانغ الصينية، وهي مركز لسلسلة توريد الطاقة الشمسية.
وفقاً للمحللين في "روث كابيتال بارتنرز" (Roth Capital Partners)، قد يكون حل المشكلات المتعلقة بتوريد المعدات بمثابة "سحابة مظلمة" على صناعة الطاقة الشمسية لمدة ستة أشهر. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إضعاف التوقُّعات بشأن الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة حتى مع تزايد التفاؤل بأنَّ واشنطن قد تمرر حزمة تشريعات شاملة بشأن المناخ والضرائب.
بايدن يعتزم تشجيع صناعة ألواح الطاقة الشمسية لإنهاء بطء تنفيذ المشروعات
قال محللو "روث"، بمن فيهم فيليب شين في مذكرة صدرت في 30 يوليو، إنَّ قانون العمل القسري "ما يزال يمثل حالة صعبة... تحديداً لأنَّ كلا الطرفين لا يريد المخاطرة، وكلاهما يواجه صعوبة في معرفة كيفية تقاسم المخاطر".
تراجعت واردات الولايات المتحدة من معدات الطاقة الشمسية 16% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف". وتتوقَّع "دايوا" معدل عمليات التركيب للعام بأكمله عند ما يعادل نحو 23 غيغاواط، بانخفاض 14% عن عام 2021.
تُعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق للطاقة الشمسية، لكنَّها تعتمد على الواردات لمعظم ألواحها. في حين تهيمن الصين - أكبر سوق على الإطلاق - على سلسلة التوريد العالمية.
تنبع المشاكل التي يواجهها المطوّرون الأميركيون من سلسلة من المناوشات السياسية والتجارية مع الصين التي يعود تاريخها إلى أكثر من عقد من الزمان.
رئيس "ترينا سولار" الصينية: الألواح الشمسية قد تُولّد نصف طاقة العالم بحلول عام 2050
كانت أحدث مشكلة هي قانون العمل القسري، الذي يحظر استيراد أي منتج من مكونات مصنوعة في منطقة شينجيانغ في غرب الصين ما لم يتم إثبات عدم استخدام العمالة القسرية في تصنيعها. تعتبر شينجيانغ موطناً للعديد من كبار منتجي السيليكون، والسيليكون متعدد البلورات؛ وهي المادة الرئيسية المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية. وتم بالفعل احتجاز بعض المنتجات بموجب القانون الجديد.
يدور الخلاف حول من يجب أن يتحمل مخاطر زيادة التكاليف أو التأخير في حالة احتجاز الألواح الشمسية بموجب القانون الجديد. بدورها قالت شركة "ترينا سولار" (Trina Solar) الصينية الأسبوع الماضي إنَّها تواجه مطالبة قضائية في كاليفورنيا، بعد أن أدت الإجراءات الأميركية التي تضيّق الخناق على الواردات الصينية إلى إفشال صفقة بقيمة 300 مليون دولار.