بلومبرغ
يتسبب الازدهار الاقتصادي بتكساس، المدعوم بانتقال الأشخاص والمؤسسات العملاقة إلى الولاية، التي تُعَدّ مركزاً أمريكياً رئيسياً لقطاع النفط والغاز، في ظهور انتعاشة كبيرة بمشروعات الطاقة الشمسية.
يوجد حالياً عدد قياسي من الخطط الجارية في تكساس، الملقبة باسم "ولاية النجمة الوحيدة"، بعد مرور عام على العاصفة الشتوية المميتة التي تسببت في شلل شبكات الكهرباء بها، وهددت بتقويض ازدهار الطاقة النظيفة.
وستشهد الولاية بدء عمليات توليد مزيد من الطاقة الشمسية هذا العام أكثر من أي ولاية أخرى في الدولة، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
تعتبر انتعاشة الطاقة الشمسية برهاناً على الجاذبية المتزايدة للحصول على الكهرباء المعتمدة على الشمس، واستخدامها في دعم العمليات النهارية للشركات.
ومن المتوقع أن تشهد تكساس نمواً غير مسبوق في الطلب خلال العامين المقبلين، لتلبية احتياجات المشروعات التي تتدفق على الولاية، بما في ذلك شركات تعدين العملات المشفرة.
وسيجري تلبية هذا الطلب باستخدام جيل جديد من مصادر الطاقة المتجددة، حتى لو لم يُبنَ كل المشروعات المخططة.
ذروة الطلب
يتوقع مجلس الموثوقية الكهربائية في تكساس، المسؤول عن إدارة شبكات الكهرباء في الولاية، أن تستحوذ شركات تعدين العملات المشفرة وحدها على جزء كبير من الطلب الجديد في هذه الفترة. وستكون ذروة الطلب على الكهرباء العام المقبل أعلى بـ7.7% من مستويات 2021، حسب بيانات المجلس.
يعتمد بعض شركات الغاز الطبيعي والنفط في تكساس بالفعل على الطاقة الشمسية، وقد تثبت هذه الطاقة فاعليتها لدى مجموعة من الشركات الكبرى، بما في ذلك "تسلا" و"أوراكل" و"تشارلز شواب"، التي نقلت مقراتها الرئيسية إلى تكساس خلال العامين الماضيين.
مع ذلك، يعتمد معظم الموجودين في الولاية حالياً على الكهرباء المنتَجة من الغاز الطبيعي والرياح، يليهما الفحم والطاقة النووية. وبلغت نسبة الطاقة الشمسية نحو 3.8% من إجمالي السعة المولدة من شبكة الكهرباء في الولاية خلال ديسمبر الماضي.
إمدادات جديدة
هناك 106 غيغاواط من الطاقة الشمسية المطورة التي تدعم مجلس الموثوقية الكهربائية في تكساس، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف"، وهي وحدة بيانات وتحليلات الطاقة الخاصة بشبكة "بلومبرغ". وتكفي الغيغاواط الواحدة لتوفير كهرباء لقرابة 200 ألف منزل في تكساس.
قالت تارا نارايانان، محللة الطاقة الشمسية في "بلومبرغ إن إي إف": "لا يتوقع أي شخص تباطؤ أو انزواء الإمدادات الجديدة من الطاقة الشمسية، بل يتساءل الجميع إلى أي مدى قد ترتفع أكثر".
تراهن شركات تطوير الطاقة الشمسية ومستثمروها على تكساس بعد مرور عام على واقعة فشل شبكات الكهرباء في الولاية خلال العاصفة الشتوية المميتة، التي تسببت في موجة غضب عارمة على الطاقة النظيفة، إذ تسببت حالات انقطاع الكهرباء واسعة الانتشار في تأجيج التكهنات بين بعض أصحاب التيار المحافظ ومؤيدي الوقود الأحفوري بأنّ تجمّد توربينات الرياح هو السبب وراء هذه الأزمة، على الرغم من أن توقف محطات الغاز كان السبب الأكبر في الانقطاع.
عراقيل محدودة
حتى الآن، لم تُفرَض رسوم جديدة أو تشريعات يمكن أن تحدّ من مشروعات الطاقة النظيفة في تكساس. وما زال إجراء الصفقات في الولاية سارياً، وهناك عديد من التطورات التي تطرأ على خط الأنابيب الذي يربط بين الطاقة الشمسية ومخزون البطاريات.
أيضاً، تواجه تكساس -أكبر ولاية في توليد الرياح بالولايات المتحدة- عراقيل محدودة للدخول إلى السوق، بما في ذلك اللوائح التنظيمية السهلة، كما تجذب شركات توليد الطاقة بآفاق رفع أسعار الكهرباء في الصيف.
انتهى الأمر بالصقيع الشتوي القارس العام الماضي كـ"زوبعة" في السوق، وفقاً لكاتون فينز، المدير التنفيذي في شركة "كونكت جين"، وهي شركة لتطوير الطاقة النظيفة، مقرها هيوستن، ولديها غيغاواط واحدة من أعمال تطوير الطاقة المتجددة في الولاية.
وشهدت تكساس تراجعاً قصير المدى في المشروعات "ثم انتعشت مجدداً"، حسبما قال فينز في مقابلة.
تسهيلات كبيرة
تسهّل الولاية فرص الحصول على مواقع لإقامة المشروعات، في ظل وجود مساحات وفيرة من الأراضي منخفضة التكلفة، مع تركز الطاقة الشمسية فيها بقوة، حسبما أوضحت ميراندا كوهين، المتحدثة الرسمية باسم شركة "فيسترا" (Vistra)، وهي أكبر شركة لإنتاج الكهرباء في تكساس.
لكن في مناطق أخرى يعاني مطورو الطاقة من تأخيرات طويلة للاتصال بشبكات الكهرباء، كما أضافت كوهين.
وقالت: "أصبحت تكساس ملاذاً لمطوري الطاقة بسبب هذه المميزات".
من المتوقع أن تقفز سعة الطاقة الشمسية في مجلس الموثوقية الكهربائية بتكساس إلى أكثر من 20 غيغاواط بحلول صيف 2030، أي أكثر بـ7 أضعاف تقريباً من المستوى الذي كانت عليه في وقت مبكر من العام الماضي، وفقاً لما أشار إليه براد جونز، الرئيس التنفيذي لشركة "إنتريم" لإدارة شبكات الكهرباء، خلال اجتماع مجلس البلدية في شمال دالاس، الذي عُقد في ديسمبر الماضي.
قال جونز في الاجتماع: "نرغب في جذب شركات توليد الطاقة إلى ولايتنا"، واختتم: "نحن الولاية الوحيدة التي تشهد نمواً في شبكات الكهرباء".