بلومبرغ
بات تغيُّر المناخ يتيح المجال أمام الآفات القديمة لإيجاد مواطن جديدة لها، ليحولها من مجرد مصدر إزعاج فقط إلى تهديد حقيقي. وأصبحت بعضها تشكِّل تهديداً غير مسبوق على الإمدادات الغذائية العالمية، لذا إليك ست آفات يجب مراقبتها، والحذر منها:
دودة الحشد الخريفية
الاسم العلمي: "سبودوبترا فروجبردا"
الموطن: إفريقيا، وأستراليا، وشرق وجنوب آسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية.
الغذاء: محاصيل الذرة، والأرز، والدخن الهندي، وقصب السكر ، والقمح.
تعدَّ المناطق الاستوائية في نصف الكرة الغربي موطناً لتلك الآفة المتطفلة، التي انتشرت بشكل سريع، ساهم بدوره في إلحاق أضرار بالغة بالأعشاب المزروعة ذات الأهمية الاقتصادية، وذلك وفقاً لمركز الزراعة والعلوم البيولوجية الدولي غير الربحي "كابي".
وأصابت الآفة حوالي 15% من محصول الذرة في زامبيا هذا العام، فضلاً عن أنَّها ساهمت في انخفاض بنسبة 4% في محصول الذرة في الصين- بفارق 11 مليون طن تقريباً- وهو ما رفع أسعار الذرة بشكل كبير، وجعل البلاد تتوجَّه إلى تبني فكرة المخزون الاستراتيجي، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
اَفة جذور الذرة الغربية
الاسم العلمي: "ديابروتيكا فيرجيفيرا فيرجيفيرا"
الموطن: أوروبا، وأمريكا الشمالية.
الغذاء: الذرة.
هذه الحشرات تكون الأكثر تدميراً في مرحلة اليرقات، إذ تحفر أسفل جذور النباتات، وتتغذى عليها، وبالتالي يصعب اكتشاف وجودها. وهي تتسبَّب في تدمير بنية الجذر النباتي تقريباً، في حين يمكن أن يظل الجزء الذي يعتلي الأرض، يبدو طبيعياً.
ويجعل ذلك العواصف تضرب سيقان النباتات بسهولة، كما حدث في الولايات المتحدة هذا الصيف. إذ هبَّت رياح قوية، وأثرت على سيقان ملايين الأفدنة من الذرة في ولاية أيوا الأمريكية. وفي الوقت نفسه، تقاوم دودة جذور الذرة بشكل متزايد التعديلات الجينية في الذرة المصمَّمة للقضاء على تلك الآفة، وفقاً لمركز بيانات " Farmdoc" في "جامعة إلينوي".
الخنفسة حفارة القهوة
الاسم العلمي: "هيبوثينيموس هامبي"
الموطن: المناخات الاستوائية، جميع البلدان المنتجة للبن تقريباً.
الغذاء: أشجار القهوة.
هذه الخنافس الصغيرة- التي تعرف أيضاً باسم خنفساء القهوة- تصنع منازلها داخل ثمار شجرة البن، وتبدأ في التهام الثمار من الداخل إلى الخارج.
وكانت هذه الحشرة قد اعتادت على البقاء في المرتفعات المنخفضة، والأكثر دفئاً، لكن درجات الحرارة التي تزداد دفئاً شجعتها للارتفاع إلى أعلى التلال، وهذه الحشرة باتت تؤثِّر بشكل خاص على قهوة أرابيكا التي تعدُّ أحد أغلى أصناف القهوة، التي تنمو على المنحدرات.
ويشار إلى أنَّ السيطرة على أعداد الخنافس يتطلَّب مراقبة دقيقة، وعمالة كثيفة. كما أنَّ الأراضي المرتفعة التي بات المزارعون يتجهون إليها بشكل كبير، بسبب تغيُّر المناخ أصبحت غير كافية لجميع العاملين في مجال البن، خاصة كون نبات البن يعدُّ أكثر حساسية تجاه درجات الحرارة.
الجراد الصحراوي
الاسم العلمي: "شستوسركا جرجاريا"
الموطن: إفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، بالإضافة إلى بعض المناطق في أوروبا.
الغذاء: تتغذى على كل شيء تقريباً.
هذه الآفة لديها شهية واسعة جداً، ولا تترك شيئاً، ففي العام الماضي دمَّرت المحاصيل حتى في المناطق النائية للغاية، مثل شرق إفريقيا، وشمال الهند.
وأصبح تفشي تلك الآفة ممكناً بسبب ارتفاع درجة حرارة البحار، التي تولِّد مزيداً من الأعاصير والعواصف، التي تخلق بدورها بيئة خصبة لتكاثر الجراد. كما أنَّ الأمطار الغزيرة تعمل على ترطيب التربة، وبالتالي مساعدة البيض على النمو. كما أنَّ هذه العواصف هي السبب في ظهور الغطاء النباتي أيضاً ، وذلك في المناطق التي تكون قاحلة عادةً. وفي ظلِّ ارتفاع مستوى التقلبات المناخية، من المتوقَّع أن تصبح أسراب الجراد أكثر تكراراً، وأكثر حدّة.
ذباب العفص
الاسم العلمي: "ريسيليلا ماكسيما"
الموطن: السهول الكبرى في الولايات المتحدة، وتتسلل إلى الغرب الأوسط الأمريكي.
الغذاء: فول الصويا.
ظهرت الآفة صغيرة الحجم هذه في حقول فول الصويا في ولايات: أيوا، ومينيسوتا، ونبراسكا، وتهاجم يرقاتها سيقان النبات، دون وجود أيَّة وسيلة دفاعية فعَّالة معروفة لقمعها.
وبهذا الصدد، تقول إيرين هودجسون، وهي أستاذة مشارك في قسم علم الحشرات بجامعة ولاية أيوا: "لا توجد تدابير كافية للقضاء على اليرقات، ومن الممكن أن تتسبَّب في موت النباتات بشكل مباشر".
ذبابة الخل مبقعة الجناح
الاسم العلمي: "دروسوفيلا سوزوكي" (ماتسومورا)
الموطن: توجد في آسيا بشكل أساسي، ولكنَّها باتت تظهر بشكل متزايد في الأمريكيتين، وأوروبا.
الغذاء: الفواكه الصيفية، مثل التوت، والكرز، والعنب.
تتغذَّى يرقات هذه الذبابة على الفواكه اللينة باهظة الثمن، مما يفسدها، ويجعلها غير قابلة للبيع، وهو ما يكلِّف المزارعين ملايين الدولارات.
وبالرغم من ظهورها في أمريكا الشمالية قبل عقد من الزمن فقط؛ إلَّا أنَّ ذبابة الخل دمَّرت بالفعل محاصيل فاكهة التوت في الولايات المتحدة. وجدير بالذكر أنَّ ارتفاع درجات الحرارة سوف يؤدي إلى توسيع نطاق الموطن المحتمل لها، مما يجعلها تتوجه شمالاً كل عام.