بلومبرغ
تتطلع روسيا لخفض أهدافها الطموحة لتعزيز إنتاج الفحم في العقد المقبل وبحث فرض ضريبة الكربون أو أي لائحة أخرى في أعقاب الاتفاقيات التي توصلت إليها القوى الكبرى في قمة "كوب 26" في جلاسكو، وفقاً لاثنين من المسؤولين المطلعين على الخطط.
تعرف على أهم نتائج اتفاقية "جلاسكو" للمناخ
لكن روسيا لن تنضم إلى الاتفاقية العالمية للحد من انبعاثات الميثان، كما قالت المصادر التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة الأمور غير المتاحة للرأي العام. وروسيا دولة منتجة رئيسية للغاز الطبيعي، وهو مصدر تسرب غاز الميثان.
إذا وافقت روسيا على هذه التحركات الخاصة بالفحم والكربون، فإن ذلك يمكن أن يرقى إلى تحول كبير في سياسة المناخ لدى واحدة من أكبر منتجي الهيدروكربونات في العالم.
ولا زالت المناقشات في مرحلة مبكرة للغاية، وليس من الواضح بعد مقدار الإرادة السياسية لاتخاذ خطوات حازمة.
تفاجأ المسؤولون في موسكو بالصفقة التي تم الإعلان عنها في جلاسكو بين واشنطن وبكين والتي من شأنها أن تقلل استهلاك الفحم في الصين، وهي السوق التي كان الكرملين يعتمد عليها في خطط النمو، حسبما قالت المصادر.
اتفاق مناخي أمريكي-صيني مفاجئ يعيد التفاؤل بشأن خفض الانبعاثات
مفاجأة في موسكو
قالت المصادر إن الحكومة تخطط لبدء مناقشات مع الشركات حول الخطوط العريضة بشأن لوائح الكربون، وقد يشمل ذلك فرض ضريبة.
لم تحظ الفكرة حتى الآن إلا بقدر ضئيل من الدعم في روسيا، رابع أكبر دولة مصدرة لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم.
لم يشارك الرئيس فلاديمير بوتين في قمة جلاسكو، مشيراً إلى مخاطر كوفيد-19، لكنه كثَّف الجهود لمعالجة تغير المناخ هذا العام، وأصدر أوامر للحكومة بوضع استراتيجية وتوقيع قانون أسس إطاراً للمشاريع الخضراء وتجارة الكربون.
كما حدد بوتين عام 2060 موعداً نهائياً للوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية.
أثارت تعليقات بوتين في وقتٍ سابق من العام بشأن أهمية تقليل انبعاثات غاز الميثان، الآمال في أن روسيا قد توقع على تعهد بشأن ذلك.
قال أليكسي يابلوكوف، المتخصص في شؤون المناخ بمنظمة السلام الأخضر الروسية: "إن حل مشكلة الميثان سيكون بمثابة فرصة حقيقية لروسيا لتقليل الانبعاثات خلال العقد المقبل".
وقال جورجي سافرونوف، من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو إن توقيع تعهد الميثان كان سيخلق التزامات للبلاد.
"روسيا لا تريد كشف كل الأسرار المتعلقة بغاز الميثان"، وفقاً لما قاله سافرونوف.
نتائج قمة "كوب 26".. طموحات مناخية هائلة تُختبر على أرض الواقع
ضربة لصادرات الفحم الروسي
كانت الاتفاقية بين الولايات المتحدة والصين أكبر مفاجأة لروسيا، التي كانت تخطط لزيادة إنتاج الفحم لتلبية الطلب الصيني المتزايد.
لكن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جلاسكو يعني أن الاستهلاك يمكن أن يبدأ في الانخفاض بعد عام 2025، قبل وقتٍ طويل من توقع روسيا أن يحدث ذلك، مما يوجه ضربة كبيرة محتملة للصناعة، حسبما قال المسؤولون.
أوضح المسؤولون أن مقدار الإصلاح الذي قد تحصل عليه استراتيجية الفحم في البلاد نتيجة لذلك لا يزال غير واضح.
تعد روسيا ثالث أكبر دولة مُصدِّرة للفحم على مستوى العالم بعد أستراليا وإندونيسيا.
تدعو استراتيجية روسيا الحالية إلى زيادة الإنتاج إلى أقل قليلاً من 700 مليون طن سنوياً في عام 2035 مقارنة بحوالي 400 مليون طن فقط في عام 2020.
تُنفق روسيا أكثر من 10 مليارات دولار على تحديث مستوى السكك الحديدية التي ستساعد على تعزيز صادرات الفحم لتلبية الطلب في آسيا.
قال كيريل تشويكو، رئيس الأبحاث في "بي سي إس غلوبال ماركتس": "حتى لو سرعت الصين وتيرة الحد من استخدام الفحم، فإن هذه العملية ستكون بطيئة، لذلك سيكون لدى شركات التعدين الروسية الكثير من الوقت لتعديل الإنتاج".
قالت المصادر إن لوائح الكربون المحتملة يمكن أن تتخذ عدة أشكال، بما في ذلك الضرائب أو نوع من الآليات الحدودية مثل تلك التي فرضها أو طبقها الاتحاد الأوروبي.
أوضحت المصادر أن النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي أندريه بيلوسوف سيقود المناقشات التي من المتوقع أن تستمر لمدة عام على الأقل. ولم يرد مكتبه الصحفي فوراً على طلب للتعليق.
لم يوضح بيلوسوف أمس الثلاثاء للرأي العام أي علامة على حدوث تحول في الموقف، حيث قال في مؤتمر صناعي: "الطلب على الهيدروكربونات، بما في ذلك الوقود الصلب لجنوب شرق آسيا والصين، سيبقى لسنوات، إن لم يكن عقوداً"، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.