بلومبرغ
سيؤدي سعي أستراليا للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 إلى خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تنتجها الدولة المعتمدة على الوقود الأحفوري بمقدار الثلث، إذا ما قورن بعدم وجود خطة على الإطلاق، وفقاً لتحليل حكومي.
ستعني خطة أستراليا الجديدة أنها ستنتج 215 مليون طن من الانبعاثات بحلول 2050، مقارنة مع 316 مليون طن من دونها، و536 مليون طن في العام الماضي، حسب الأرقام التحليلية الصادرة الجمعة.
يُظهِر تحليل النموذج أن أستراليا تخطط بناءً على تعويضات دولية بقدر 94 مليون طن من التخفيضات. تتوقع الحكومة سد الفجوة إلى صافي الصفر عبر التطورات التقنية على مدى العقود الثلاثة المقبلة، رغم أن التقرير أشار إلى أن هذا التحليل لا يعتبر تنبؤاً دقيقاً للاتجاهات الاقتصادية أو التقنية.
قال ريتشارد دينيس، كبير الاقتصاديين في "معهد أستراليا" البحثي في بيان: "ربما يجدر بهم أن يفترضوا أيضاً اختراع الألواح الطائرة والرحلات الرخيصة بين الكواكب". أضاف أن تحليل النموذج "يُظهِر أن خطتهم للوصول إلى صافي صفر من الانبعاثات بحلول 2050 تفوق تجربة تفكير سحري بقليل".
انتقادات لأستراليا
لا يُرجَّح أن يخفف إطلاق هذه التحليل الانتقادات الموجهة إلى سياسات رئيس الوزراء سكوت موريسون، إذ تعرضت أستراليا، وهي أحد أكبر موردي الوقود الأحفوري في العالم، لضغوط خلال قمة "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021" لاتخاذ إجراءات أقوى على المدى القصير لمكافحة تغير المناخ.
يُتوقع أن يأتي نحو 70% من تخفيضات الانبعاثات المخطط لها من "خريطة طريق الاستثمار التقني" الحكومية، التي تعطي الأولوية لمجالات تشمل الهيدروجين النظيف لالتقاط وتخزين الكربون، واتجاهات التقنية العالمية، ولمزيد من الاختراقات التقنية، وفقاً للوثيقة.
قال تيم باكستر، كبير الباحثين في "مجلس المناخ"، وهي مجموعة مناصرة للبيئة: "إن هذه (النمذجة) تفترض أداءً بطولياً من التقنيات المفصلة لدى الحكومة الفيدرالية، دون إخضاع أي من هذه الافتراضات الجامحة للاستفهام".
أعلن وزير الطاقة أنغوس تايلور في بيان أن مقترحات أستراليا تقدم خطة ذات صدقية للحد من الانبعاثات دون تعريض "الصناعات أو الأقاليم أو الوظائف للخطر".
يرفض موريسون، الذي تعتمد حكومته على دعم ناخبين في مجتمعات تتصل أعمالها بالوقود الأحفوري، بما فيها تعدين الفحم، فرض ضرائب على الملوثين، يقول إن تدخل الحكومة الصارم حيال تغير المناخ سيزيد الضغط على تكاليف المعيشة ويهدد الشركات.
قال موريسون في ملبورن الأربعاء: "ستُحَلّ مشكلة تغير المناخ في نهاية المطاف عبر الرأسمالية القادرة على الفعل، لا عبر حكومات تمنع الفعل وتسعى للسيطرة على حياة الناس وإخبارهم بما يجب عليهم فعله، من خلال اللوائح والضرائب التدخلية التي تزيد من تكلفة المعيشة وتجبر الأعمال على الإغلاق".