بلومبرغ
يحتدم السباق بين مليارديرين من كبار رجال أعمال الهند هما موكيش أمباني وغريمه غوتام أداني، للفوز بلقب ريادة عالمي في مجال الطاقة المتجددة.
تشهد الهند، وهي دولة تبرز كمنتج رئيسي لغازات الاحتباس الحراري ولم تعلن بعد عن هدف انبعاثات صفرية، تصدي شركاتها الرئيسية للمسؤولية مع خطط لبناء صناعة قائمة على إزالة الكربون باستثمارات بمليارات الدولارات.
"إمبراطور الفحم".. تضخم ثروته يبشّر بظهور أمباني جديد في الهند
أعلنت مجموعة "أداني" العملاقة، التي تعمل في مجالات عديدة تمتدّ من المواني إلى الطاقة ويديرها أحد أغنى رجال آسيا وتحمل اسمه، الثلاثاء أنها ستستثمر 20 مليار دولار على مدى 10 سنوات في الطاقة المتجددة.
يأتي هذا في أعقاب إعلان أمباني، أغنى رجال آسيا وصاحب شركة تكرير النفط والبتروكيماويات العملاقة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries)، في يونيو أنه سينفق 10 مليارات دولار في الطاقة الخضراء على مدى ثلاث سنوات.
ضغوط عالمية
تتعرض الهند لضغوط من زعماء العالم لالتزام هدف صافي الانبعاثات الصفرية مع اقتراب مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي في جلاسكو بعد أيام.
في حين فكر القادة السياسيون في الهند في وضع هدف لحياد الكربون، قالت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنها كدولة نامية حيث يكون استهلاك الفرد من الكهرباء أقل من نصف المتوسط العالمي، تحتاج إلى الطاقة، وعلى الدول المتقدمة تحمل عبء خفض الانبعاثات.
الأمل في عقد صفقة مناخية عالمية يتلاشى مع مرور الوقت
إذاً ما سبب اندفاع رؤوس أموال أصحاب المليارات نحو الطاقة الخضراء؟
رغم أن الحكومة لم تحدد هدفاً رسمياً بشأن صافي الانبعاثات الصفرية، فمن غير المرجح أن يتخذ أمباني وأداني هذه الخطوات بلا دعم حكومي. قد تحفز الأموال الخاصة من كبار رجال الأعمال الهند على التحرك بشكل أسرع نحو التحول للأخضر مع المساعدة أيضاً في سدّ النقص المتزايد للكهرباء، إذ يحقّق اقتصادها معدل نمو بأرقام من خانتين.
تشجيع الحراك
قال ديباسيش ميشرا، الشريك في "ديلويت توش توهماتسو" ( Deloitte Touche Tohmatsu) ويقيم في مومباي: "ستصنع الأموال الضخمة المتدفقة من كبار المستثمرين نظاماً بيئياً صناعياً قوياً، وتشجع كثيرين على الانضمام إلى الحراك. هذا سيجعل مسألة تغير المناخ والاستدامة في الهند أكثر واقعية".
دراسة: الهند ستوفر 1.2 مليار دولار سنوياً إذا أغلقت محطات الفحم القديمة
تتخذ حكومة الهند خطوات نحو طاقة أنظف ولديها خطط لرفع الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بأكثر من أربعة أضعاف إلى 450 غيغاواط بحلول 2030، مما يتطلب استثمارات بنحو 650 مليار دولار في مجمل قطاع الطاقة، حسب "بلومبرغ إن إي إف".
تسعى شركتا "أداني" و"أمباني" للحصول على حوافز حكومية مُعَدّة لتحفيز التصنيع المحلي لمعدات الطاقة الشمسية.
قال غاغان سيدهو، مدير مركز تمويل الطاقة بمجلس الطاقة والبيئة والماء في نيودلهي: "يستند هدف الطاقة المتجددة البالغ 450 غيغاواط إلى توقع زيادة هائلة في الطلب على الطاقة خلال 8-10 سنوات. سيأتي هذا النموّ من الهيدروجين الأخضر، وسيأتي من التنقل بالطاقة الكهربائية وتوليد الكهرباء الموزع"، وأضاف أن شركات مثل "أداني" و"ريلاينس" "ترى المؤشرات على ذلك في الأفق".