هارفرد تمنع وقفاً بقيمة 42 مليار دولار من الاستثمار في الوقود الأحفوري

time reading iconدقائق القراءة - 11
مبنى من مباني جامعة هارفرد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
مبنى من مباني جامعة هارفرد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأمريكية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ستتوقف جامعة هارفرد عن الاستثمار في الوقود الأحفوري، وستستخدم وقفها الضخم البالغ 42 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأخضر، لتنضم بذلك إلى موجة متنامية من المستثمرين، الذين يبتعدون عن الصناعات الملوثة.

قال لاري باكو، رئيس شركة "هارفرد مانجمنت" (Harvard Management) للإدارة، التي تدير الوقف، إنه ليس لدى الشركة استثمارات في شركات تستكشف أو تطور الوقود الأحفوري، و"لا تنوي القيام بمثل هذه الاستثمارات في المستقبل"، وذلك في رسالة نشرها موقع الجامعة الخميس.

تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من النشاط المستمر لطلاب طالبوا بسحب استثمارات الوقود الأحفوري، وسط مطالب ملحة متزايدة من المستثمرين بأن تسحب المؤسسات المالية دعمها للشركات التي تساهم في تغيير الإنسان للمناخ.

ستتبع كلية "آيفي لييغ" (Ivy League) الأغنى في الولايات المتحدة خطى أقرانها مثل جامعة كاليفورنيا وجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، الذين التزموا بسحب أموالهم من صناعة الوقود الأحفوري.

تعهدت جامعة هارفرد العام الماضي بالعمل مع مدراء الاستثمار لديها لخلق مسار "صفر صافي" لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2050. مع ذلك لم يكن ذلك سريعاً بما يكفي لمجموعة الطلاب، التي قدمت شكوى في مارس للمدعي العام في ولاية ماساتشوستس في محاولة لإجبار الجامعة على بيع ما يقدر بنحو 838 مليون دولار من حيازاتها في استثمارات الوقود الأحفوري، وفقاً لنشرة "هارفرد كريمسون".

توجه متنامٍ

قال باكو الخميس: "نظراً للحاجة لإزالة الكربون من الاقتصاد ومسؤوليتنا كجهات مؤتمنة لاتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأجل تدعم مهمتنا التعليمية والبحثية، فإننا لا نعتقد أن مثل هذه الاستثمارات حكيمة". بيّن أن هارفرد لديها استثمارات قديمة في صناديق الأسهم الخاصة التي لها انكشاف على الوقود الأحفوري، ولكنها أقل من 2% من الوقف وهي "في مرحلة انقضاء".

تنضم الجامعة بهذا إلى مجموعة متنامية من المستثمرين المؤسسيين والحكومات التي تستجيب للضغوط، لتسريع جهود إزالة الكربون. التزمت كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية بأهداف صفر انبعاثات العام الماضي. قال المعهد الدولي للتمويل الأخضر في تقرير، إن بكين لم تمول أي مشاريع فحم عبر مبادرة الحزام والطريق في النصف الأول، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ إطلاقها في 2013.

تبحث صناعة إدارة الأصول بشكل متزايد عن طرق لتسريع التحركات نحو حيادية الكربون. تعدّ شركة "باسيفيك إنفيستمنت مانجمنت" (Pacific Investment Management) وشركة "فيديلتي إنترناشيونال" (Fidelity International) من بين الصناديق التي تضع معايير لما يسمى صافي الاستثمار الصفري. قال لاري فينك، كبير المديرين التنفيذيين لشركة بلاك روك، العام الماضي إن شركته ستتخذ خطوات لمعالجة تغير المناخ عبر آلاف الشركات التي تستثمر فيها.

معاشات أحفورية

رغم الأهمية المتزايدة لتغير المناخ في قرارات الاستثمار، ما زال لدى أكبر 10 صناديق معاشات عامة في الولايات المتحدة، الكثير من الأموال المستثمرة، في أكبر الشركات المسببة للتلوث. قدر محللون في بلومبرغ إنتليجنس أخيراً الرقم بحوالي 40 مليار دولار، ما يعني أن 9% من إجمالي أموال الصناديق مكرسة لـصالح 20 شركة ذات انبعاثات كربونية عالية.

قدّم منتجو الوقود الأحفوري عوائد قوية نسبياً للمستثمرين على مدار الاثني عشر شهراً الماضية. ارتفع مؤشر صافي العائد الإجمالي لصافي النفط والغاز العالمي المتكامل في مؤشر "مورغان ستانلي المجمع لعوائد النفط والغاز الصافية"، والذي يشمل شركات مثل "إكسون موبيل" (Exxon Mobil) و"رويال دتش شل" (Royal Dutch Shell)، بنسبة 39% في هذه الفترة، مقارنة بزيادة 34% في المؤشر الأوسع.

تتعارض المكاسب الأخيرة لشركات النفط نتيجة تعافي أسعار الطاقة من الركود الناجم عن الوباء مع الاتجاه السائد في السنوات الخمس السابقة. شهد مستثمروها خسارة صافية بنسبة 21% خلال تلك الفترة، مقارنة بإجمالي عائد 62% في المؤشر الأوسع.

قالت إدارة جامعة هارفرد في 2017، إنها ستأخذ في الاعتبار التأثير البيئي لبعض استثماراتها، لكن الطلاب لم يروا أن هذه الخطوة كافية. بلغت قيمة وقف جامعة هارفرد 41.9 مليار دولار اعتباراً من يونيو 2020، ما يجعلها واحدة من أكبر الجامعات الأمريكية الخاصة.

تصنيفات