الشرق
كشفت مصادر من داخل منظمة "أوبك" عن وجود تباين في وجهات النظر، والمواقف بين أعضاء تحالف "أوبك+"، وداخل منظمة "أوبك" نفسها بشأن آلية التعامل مع ملفات التغيّر المناخي.
وفقاً للمصادر التي تحدَّثت لقناة "الشرق" للأخبار؛ فإنَّ كبار المنتجين في "أوبك+"، وعلى رأسهم السعودية وروسيا، بالإضافة إلى عدد آخر من الدول الرئيسية في التحالف، لم يشاركوا في اجتماع المائدة المستديرة الوزاري الأول حول الطاقة والمناخ والتنمية المستدامة، الذي استضافته منظمة الدول المصدِّرة للبترول "أوبك" في فيينا الأحد الماضي.
وبحسب المصدر؛ فإنَّ الاجتماع الذي ركَّز على التحديات المتعلِّقة بالتغيّر المناخي، وسبل التكيف معه، لم يحضره أو يشارك فيه أي من ممثِّلي الرياض وموسكو.
يأتي ذلك برغم أنَّ اجتماع المائدة الوزارية لـ"أوبك " شدَّد في بيان صدر عنه مساء الثلاثاء على أنَّ التغيّر المناخ هو أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم في هذا العصر، وأنَّ تأثيره تشعر به كلٌّ من البلدان المتقدِّمة والنامية، ويؤثر في حياة البشر.
مواقف استراتيجية
يرى مختصون في مجال الطاقة تحدَّثوا لـ"الشرق" أنَّ التباين في مواقف الدول المنتجة للنفط تجاه ملفات التغيّر المناخي "طبيعي"، مشيرين إلى أنَّ هناك تبايناً حتى بين المنظمات الدولية، مثل: "وكالة الطاقة الدولية"، و"أوبك".
يقول يوسف الشمري الرئيس التنفيذي لشركة "سي ماركتس" المتخصصة بالطاقة، إنَّ عدم مشاركة السعودية وروسيا في أول اجتماع وزاري لـ"أوبك " بشأن المناخ يؤكِّد أنَّ هناك وجهات نظر مختلفة بين منتجي النفط.
وأضاف: " تؤمن الرياض وموسكو بحقيقة التغيّر المناخي وأضراره الناتجة عن استخدام مصادر الطاقة التقليدية ، لكنَّها ترفض التحول المباشر والسريع نحو الطاقة المتجددة، إذ تريد أن يكون التحوُّل تدريجياً، خاصةً أنَّ الطلب على النفط ما يزال ينمو".
التحول المدروس
من ناحيته، قال مصطفى البزركاني مدير مركز معلومات ودراسات الطاقة في لندن، إنَّ موقفي السعودية وروسيا من الاجتماع الأول لـ"أوبك" بشأن المناخ يؤكِّد بُعد النظرة الاستراتيجية لهما، مشيراً إلى أنَّ البيان الصادر عن الاجتماع يوحي بالتزام عالٍ نحو خفض الانبعاثات الكربونية من خلال خفض الاستثمارات في مجال الطاقة التقليدية، وهو ما تعتقده الرياض وموسكو خطراً على الاقتصاد العالمي.
أضاف البزركاني أنَّ جميع المؤشرات والأرقام الاقتصادية تؤكِّد ارتفاع الطلب على مصادر الطاقة التقليدية خلال الأعوام المقبلة من جهة، وفشل الدول المستهلكة في خفض الانبعاثات الكربونية التي خطط لها من جهة أخرى، ومن هنا ترى الرياض وموسكو أنَّ التحول التدريجي والمدروس دون وقف الاستثمارات التقليدية هو الأسلم.
نهج شامل
ذكر التقرير الصادر عن المائدة المستديرة، أنَّ المجتمعين شدَّدوا على الحاجة إلى نهج متوازن وشامل، ومتعدد الأطراف لتعزيز الجهود العالمية من أجل تحقيق الأهداف المتعلِّقة بتغيّر المناخ، والتنمية المستدامة مع دعم الحاجة إلى تبني مبادئ الإنصاف، و المسؤوليات المشتركة والمتباينة، وفق قدرات كل طرف.
وشارك في الاجتماع وفق ما أشار إليه التقرير الصادر عنه، وزراء وكبار مسؤولين، فضلاً عن صنَّاع قرار وسياسة رفيعي المستوى، وخبراء الصناعة من الدول الأعضاء في منظمة "أوبك"، والدول المنتجة للنفط من خارج "أوبك" في مدونة قواعد السلوك، إلى جانب حضور العديد من المنظمات الدولية الأخرى، أبرزها: وكالة ومنتدى الطاقة الدولي، ومنظمة منتجي النفط الأفارقة.