مستثمرو الطاقة الخضراء يقتنصون صفقات رغم دعم ترمب لقطاع النفط

عودة شركات النفط إلى نشاطها الأساسي تفتتح باب الفرص الاستثمارية في الطاقة المتجددة على مصراعيه

time reading iconدقائق القراءة - 6
ألواح طاقة شمسية تظهر خلفها عنفة رياح بأحد مزارع الطاقة المتجددة - بلومبرغ
ألواح طاقة شمسية تظهر خلفها عنفة رياح بأحد مزارع الطاقة المتجددة - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يُسارع مستثمرو البنية التحتية الخاصة إلى اقتناص الصفقات الخضراء، إذ باتت مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات تُشكل سوقاً مواتية للمشترين.

تأتي هذه التحركات بعد تراجع أسهم شركات الطاقة النظيفة، إذ أثارت دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادة توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري موجة قلق مفاجئة في القطاع، ودعمت خطط كبرى شركات النفط للعودة إلى ممارسة نشاطها الرئيسي.

قال إغناسيو باز أريس، الشريك الإداري ونائب كبير مسؤولي الاستثمار لدى "بروكفيلد أسيت مانجمنت" (Brookfield Asset Management)، المتخصصة في الطاقة المتجددة وتحول الطاقة: "نرى أن المعطيات الأساسية للطاقة المتجددة لا تزال قوية كما عهدناها. كلما رأينا اختلالاً بين ضوضاء السوق والمعطيات، يُهيئ لنا ذلك فرصة جيدة جداً لإجراء الاستحواذات بأسعار دخول جذابة للغاية".

"بروكفيلد" تبرم سلسلة صفقات

تعد "بروكفيلد" إحدى شركات إدارة الأصول التي تراهن على أن ارتفاع استهلاك الطاقة وزيادة الجدوى الاقتصادية التنافسية لمصادر الطاقة المتجددة سيواصلان تحفيز الطلب في القطاع.

أبرمت "بروكفيلد" خلال الشهور الماضية سلسلة من الصفقات الخضراء الضخمة، من بينها صفقة بقيمة 1.7 مليار دولار للاستحواذ على شركة لمصادر الطاقة المتجددة البرية من "ناشيونال غريد" (National Grid)، وشراء حصة في مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة من "أورستد" (Orsted) مقابل 1.75 مليار جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار)، والاستحواذ على المطورة الفرنسية "نيوين" (Neoen)، التي تملك أصول طاقة شمسية وطاقة رياح وتخزين الطاقة، في صفقة بقيمة 6.1 مليار يورو (6.6 مليار دولار).

وأشار باز أريس إلى أن الشركة تسعى لمزيد من الاستحواذات، فيما تواصل جمع التمويل لثاني صندوق استثمار في تحول الطاقة تابع لها.

حدث الاستحواذ على "نيوين" بالأخص في وقت مناسب بالنسبة لـ"بروكفيلد"، ففي البداية، استحوذت شركة إدارة الأصول البديلة والمستثمرون المشاركون على حصة مسيطرة في ديسمبر مقابل 39.85 يورو للسهم، أي أقل من ذروة سعر السهم في 2021 بمقدار الثلث.

نقلت "بروكفيلد" بكل هذه الصفقات الأصول من السوق العامة إلى السوق الخاصة، ما يعكس فرصة سانحة للمستثمرين الذين تتوفر لديهم سيولة للاستثمار في القطاع. ففقاعة سوق أسهم كل الشركات المرتبطة بالمشروعات الخضراء بلغت أوجها في أوائل 2021، وأدت حالياً إلى تراجع تقييمات أسهم شركات الطاقة النظيفة المطروحة للتداول العام قرب أدنى مستوى في نحو 5 أعوام.

انتعاش مشروعات الطاقة النظيفة

لفت أنيكيت شاه، مدير استراتيجية الاستدامة وتحول الطاقة لدى "جيفريز" (Jeffries)، إلى أن "أسعار الأسهم لم تحقق أداءً جيداً على مدى الأعوام القليلة الماضية، لكن مشروعات الطاقة النظيفة تشهد انتعاشاً في الاقتصاد الحقيقي. عندما يتراجع التفاؤل حول شركة ما، يكون الوقت مناسباً للشراء".

تسعى "كيه كيه آر آند كو" (KKR & Co) لجمع ما يصل إلى 7 مليارات دولار لتمويل أول صندوق للمناخ العالمي، وأشار فينسنت بوليكارد، المدير المشارك للبنية التحتية الأوروبية لدى الشركة، إلى أن ضغط العوامل الجيوسياسية على التقييمات "يُهيئ للمستثمرين في المدى الطويل مثلنا فرصة جذابة للمشاركة ودعم تحول الطاقة".

في الوقت نفسه، فإن انسحاب عدد من أكبر شركات الطاقة في أوروبا، مثل "بي بي" و"شل"، من قطاع الطاقة المتجددة هيأ فرصاً في مجالات مثل طاقة الرياح البحرية. حيث أجرت "بي بي" عدداً من أكبر استثماراتها على الإطلاق في مجال طاقة الرياح قبالة سواحل المملكة المتحدة منذ عدة سنوات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المشروعات.

أكبر صندوق استثمار في الطاقة المتجددة

أعلنت "كوبنهاغن إنفراستراكتشر بارتنرز" (Copenhagen Infrastructure Partners) في الآونة الأخيرة عن الإغلاق المالي لأكبر صندوق استثمار في الطاقة المتجددة تابع لها على الإطلاق بقيمة 12 مليار يورو، وأنها بدأت حالياً دخول المنطقة البحرية مرة أخرى.

قال جاكوب بارول بولسن، المدير الإداري والشريك المؤسس لـ"كوبنهاغن إنفراستراكتشر": "تجنبنا الأزمة الحادة في بحر الشمال. ثم استحوذنا في الآونة الأخيرة على مشروع في المملكة المتحدة بشروط جذابة للغاية من شركة عجزت عن الاستمرار في قطاع الرياح البحرية لفترة طويلة".

كان بارول بولسن يشير إلى مشروع "موركامب" بقدرة 480 ميغاواط قبالة الساحل الغربي للمملكة المتحدة في البحر الأيرلندي. وأعلنت "كوبنهاغن إنفراستراكتشر" الشهر الماضي اعتزامها الاستحواذ الكامل على المشروع من مالكتيه الحاليتين، "كوبرا" (Cobra) و"فلوتيشن إنرجي" (Flotation Energy).

أسعار الكهرباء تجذب الاستثمارات الخضراء

يستفيد مالكو مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا أيضاً من أسعار الكهرباء، التي لا تزال عند مستويات مرتفعة وفق البيانات التاريخية، بعد انخفاض إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا في السنوات الماضية.

وعن ذلك، قال بارول بولسن إن "أسعار الكهرباء مناسبة بشكل مدهش في الفترة الحالية. ففي أوروبا، ارتفعت أسعار الكهرباء في المدى الطويل إلى ما لا يقل عن ضعف مستواها" قبل الحرب في أوكرانيا.

وأشار بارول بولسن إلى أنه بخلاف أوروبا، سيقوم الصندوق الجديد باستثمارات في الولايات المتحدة وأستراليا، وهما سوقان يُتوقع أن تتزايد فيهما أهمية دور مصادر الطاقة المتجددة البرية والبطاريات في تلبية الطلب على الكهرباء.

ارتفاع الطلب على الكهرباء

تعد طاقة الرياح والطاقة الشمسية مصدري توليد الكهرباء الأسرع نمواً في العالم، في فترة يُتوقع فيها ارتفاع استهلاك الطاقة بشكل كبير وسط ظهور مصادر جديدة للطلب، مثل مراكز البيانات. 

ففي الولايات المتحدة، يُنتظر أن ترتفع الإضافات السنوية لمزارع الرياح بنحو 40% هذا العام عن 2024، وفق "بلومبرغ إن إي إف"، بينما سترتفع الطاقة الإنتاجية الجديدة المضافة للطاقة الشمسية 10% لتبلغ مستوى قياسياً عند 54.4 غيغاواط.

بيانكا زيكاريللي، المديرة الإدارية لشركة "كندا بينشن بلان إنفستمنتس" (Canada Pension Plan Investments)، أوضحت خلال جلسة نقاش في "القمة العالمية للمستثمرين في البنية التحتية" في برلين هذا الشهر، أنه رغم الوضع السياسي الحافل بالتحديات في الولايات المتحدة "نستمر في تفاؤلنا تجاه تحول الطاقة. لا نزال منشغلين جداً، ونواصل إيجاد فرص استثمارية جيدة في الطاقة المتجددة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.