بلومبرغ
قادت وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي جولة تمويل جديدة للشركة المالكة لموقع "السوق المفتوح" (OpenSooq.com)، المتخصص بالإعلانات المبوبة على الإنترنت. وتتطلَّع الشركة التي تتخذ من الأردن مقرَّاً لها إلى مضاعفة عدد موظفيها ثلاث مرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
يدعم "السوق المفتوح" صندوقَ الاستثمار السعودي الأردني، وهو كيان قيمته 3 مليارات دولار أنشأه صندوق الثروة السعودي، ومجموعة من البنوك الأردنية، إلى جانب المستثمرين الحاليين مجموعة "آي مينا"، و"اف جيه لابس" التي أسسها فابريس جريندا، الذي كان أحد المستثمرين الأوائل في مجموعة علي بابا القابضة المحدودة.
وقال "السوق المفتوح"، إنَّه جمع 24 مليون دولار، في حين رفض خلدون طبازة، رئيس مجلس الإدارة، التعليق على تقييم الشركة التي تعدُّ السعودية والأردن أكبر أسواقها.
تأسست شركة التجارة الإلكترونية في عام 2008 من قبل رجل الأعمال الأمريكي-الليبي صلاح آل شريف. وتتعامل مع مبيعات تقدَّر قيمتها بحوالي 30 مليار دولار من السلع سنوياً، وتبيع منتجاً كل 13 ثانية. تمَّ نقل المركز الرئيسي للشركة إلى العاصمة الأردنية عمان، بعد دخول "آي مينا" كمستثمر فيها. وتوجد الشركة الآن في 19 دولة في الشرق الأوسط، من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية.
وقال طبازة، إنَّ "أثر السوق المفتوح في حياة المزيد من الناس وحسنها في أسواقه الرئيسية كأي تطبيق جوال آخر، مقدِّماً فائدة حقيقية لتلبية الاحتياجات اليومية".
الاستثمارات السعودية
استخدمت المملكة العربية السعودية منصة الاستثمار المشترك لدعم الاقتصاد الأردني، وهو نظام ملكي عربي آخر، وقد قال قبل أشهر، إنَّه كشفت مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد.
اعتمد الأردن لعقود على مساعدات من الولايات المتحدة، ودول الخليج الغنية بالنفط، لكنَّه كافح بعد تدفُّق اللاجئين العراقيين والسوريين الذي أرهق موارده المالية.
تعدُّ صفقة "السوق المفتوح" إحدى أولى صفقات صندوق الاستثمار السعودي الأردني في مجال التكنولوجيا. وكان أوَّل استثمار رئيسي للصندوق في الأردن قد تمَّ توقيعه في 2019 بقيمة 500 مليون دينار (705 مليون دولار)، بالاشتراك مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لإنشاء وتطوير وإدارة سكة الحديد. وقد وصفها مسؤول سعودي بأنَّه أكبر مشروع يتمُّ تأسيسه بين البلدين. كما وافق الصندوق أيضاً على عقد لبناء مستشفى، وجامعة طبية مقابل 400 مليون دولار.
وضع صندوق الاستثمارات العامة السعودي والشركات التابعة له دعم شركات التكنولوجيا الواعدة في منطقة الشرق وخارجها أولويةً له، فيما تسعى المملكة للتحوُّل بعيداً عن الاعتماد على النفط كمحرِّك رئيسي للاقتصاد السعودي.
موجة استحواذات
أنشأ صندوق الاستثمارات العامة صندوقاً لرأس المال الاستثماري بقيمة مليار دولار يسمى "جدا"، ودعم أيضاً موقع "Noon.com"، وهو منافس إقليمي لشركة "أمازون". أما "سنابل"، وهي وحدة أخرى تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، فقد تصدَّرت العام الماضي جولة تمويل بقيمة 35 مليون دولار لموقع "SellAnyCar.com" المتخصص بتجارة السيارات عبر الإنترنت، ومقرُّه دبي.
كان الشرق الأوسط أبطأ في التكيُّف مع التجارة الإلكترونية من مناطق أخرى، لكنَّ الإغلاق لمكافحة فيروس كورونا أدى في العام الماضي إلى تسريع التحوُّل إلى التسوق عبر الإنترنت، وتوصيل الطعام.
برزت موجة الاستثمارات في شركات التكنولوجيا بالمنطقة بعد سلسلة من الصفقات اللافتة، مثل استحواذ "أمازون" على منصة التجارة الإلكترونية "سوق دوت كوم"، وكذلك استحواذ "أوبر تكنووجليز" على تطبيق خدمة الركوب "كريم".
مع استمرار نموها في الشرق الأوسط، تتطلَّع شركات التكنولوجيا بشكل متزايد إلى الإدراج في أسواق الأسهم الإقليمية، أو تصبح أهدافاً للاستحواذ للشركات العالمية، بحسب ماذكر طبازة؛ رئيس مجلس إدارة "السوق المفتوح"، وهو أيضاً المؤسس والعضو المنتدب لمجموعة "آي مينا".