بلومبرغ
يعتزم الرئيس التنفيذي المشارك السابق لأكبر شركة لإدارة الأصول البديلة في الشرق الأوسط إنشاء صندوق استثمار بقيمة مليار دولار، بهدف شراء حصص في شركات الخدمات المالية لدى دول الجنوب العالمي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
يجري حازم بن قاسم، الذي استقال من منصب الرئيس التنفيذي المشارك في شركة "إنفستكورب هولدنغز" خلال سبتمبر، محادثات مع مستثمرين من الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط بهدف جمع أموال صندوق "بلوفايف كابيتال" (BlueFive Capital)، حسبما أفاد الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المعلومات خاصة.
خطط صندوق "بلوفايف"
صندوق الاستثمار الجديد، الذي سيجري إطلاقه من أبوظبي، يعتزم الاستثمار في مؤسسات التأمين، والشركات المتخصصة في إدارة الثروات الخاصة، وشركات الوساطة بين المستثمرين والأسواق المالية، حسبما قال الأشخاص.
ويعتمد بن قاسم، المخضرم في إبرام الصفقات، على شبكة من العلاقات التي أقامها خلال ثلاثة عقود من العمل في "إنفستكورب"، قبل أن يغادرها ضمن عملية إعادة هيكلة شاملة.
كما يخطط بن قاسم للحصول على مساهمات استثمارية من مؤسسات لصالح صندوق "بلوفايف" وربما يتجه لجمع أموال للاستثمار في مجالات البنية التحتية وشركات الأسهم الخاصة في المستقبل، حسبما أفاد الأشخاص. كما يستهدف تحويل "بلوفايف" إلى صندوق بقيمة 25 مليار دولار خلال خمس سنوات من الآن، بما في ذلك أصول الشركات التي يستحوذ عليها، وفق الأشخاص. ورفض المتحدث باسم بن قاسم التعليق.
تركيز الاستثمارات في آسيا والخليج
سيركز صندوق "بلوفايف" في البداية على الاستثمار في دول جنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي -السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين- حسبما قال الأشخاص. ويتجه الصندوق لاحقاً للاستثمار في أميركا اللاتينية لتأسيس شركة خدمات مالية تعمل في أنحاء دول الجنوب العالمي.
ويُعد "بلوفايف" أحدث صناديق الاستثمار التي تعكس زيادة اهتمام المستثمرين بمنطقة الشرق الأوسط وعلاقاتها السياسية والتجارية المتنامية مع أميركا اللاتينية وآسيا.
وتأتي هذه الخطوة فيما تسعى دول مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة لتنويع اقتصاداتها، وتأمل بشكل متزايد في تعزيز التجارة وتدفقات الاستثمارات مع دول كبيرة أخرى نامية مثل الصين والبرازيل.
من جانبها، أسست "إنفستكورب" صندوق استثمار مدعوم من جانب " تشاينا إنفستمنت كورب" (China Investment Corp) في وقت سابق من العام. وقال الرئيس التنفيذي للاستثمار ريشي كابور خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" الأسبوع الماضي: "الأمور تسير بشكل إيجابي، ونستهدف جمع نحو 750 مليون دولار"، مضيفاً أن الصندوق الجديد أبرم بالفعل ثلاث صفقات.
سيكون مقر "بلوفايف" الذي يؤسسه بن قاسم في أبوظبي التي استقطبت بعضاً من أكبر الشخصيات في عالم المال. وساهمت وفرة رأس المال في الإمارة، بما في ذلك ثلاثة صناديق سيادية تمتلك أصولاً بقيمة 1.5 تريليون دولار، في جذب الشركات.
كما تساهم شركة "مبادلة للاستثمار" والبالغ أصولها 302 مليار دولار، أحد الصناديق المملوكة للدولة، في "إنفستكورب"، التي تضم أيضاً بين داعميها بعض أثرياء الشرق الأوسط من العائلات الحاكمة ورجال الأعمال البارزين.
وأثناء عمله في "إنفستكورب"، كان بن قاسم -الذي تخرج في جامعة هارفارد- يدير الاستثمارات وعمليات جمع الأموال اللازمة للاستثمار من الصناديق السيادية والمؤسسات في الشرق الأوسط. كما كان مسؤولاً عن استثمارات "إنفستكورب" لدى شركات الأسهم الخاصة في أوروبا، وركز على استثمار الأموال في شركات التكنولوجيا حول العالم، وساعد في توجه "إنفستكورب" نحو التوسع في آسيا، إذ تستهدف مضاعفة الأصول تحت الإدارة إلى أكثر من 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.