بلومبرغ
أصبح بنك "كريدي أجريكول" (Credit Agricole)، الذي يُقدّم المزيد من الدعم المالي لشركة "توتال إنرجيز" (TotalEnergies)، هدفاً أكثر من أي مؤسسة أخرى لحملة نشطة، تحثّه على قطع علاقاته مع شركة النفط الفرنسية الكبرى بسبب استمرار عملياتها في روسيا.
في هذا الصدد، وجّهتْ منظمة "ريكليم فايننس" (Reclaim Finance) غير الربحية والتي تتخذ من باريس مقراً لها، وتُركّز على الاستثمار المستدام، رسالةً إلى المديرين التنفيذيين في "كريدي أجريكول"، ووحدة إدارة الأصول التابعة له "أموندي" (Amundi)، لمطالبتهما بالتوقف عن توفير رأس المال لشركة "توتال"، وكل شركات الوقود الأحفوري الأخرى التي ما تزال نشطة في روسيا.
اقرأ أيضاً: أمريكا تستهدف النفط الروسي وتحظر صادرات تكنولوجيا الطاقة
تعتبر "أموندي"، التي تشرف على أكثر من تريليوني دولار، أكبر مساهم في "توتال" بعد شركة "بلاك روك" (BlackRock)، في حين أنَّ "كريدي أجريكول" هو أكبر مقرض لها.
كما أدى موقف "توتال" إلى عزلها بشكل متزايد في ظل قيام المنافسين، مثل: "بي بي" (BP)، و"شل" (Shell)، و"إكوينور" (Equinor)، و"إكسون موبيل" (Exxon Mobil) بإدارة ظهورهم لروسيا، رداً على غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا، وذلك في إطار نزوح جماعي يُحوّل روسيا بسرعة إلى دولة منبوذة سياسياً واقتصادياً، وسط إدانة دولية لحرب بوتين.
اقرأ المزيد: رغم استثنائه من العقوبات.. تجنُّب النفط الروسي يثير ذعراً بشأن الإمدادات
تعليقاً على الموضوع؛ قالت لوسي بينسون، مديرة شركة "ريكليم فايننس"، في رسالة يوم الأربعاء: "في حال رفضت "توتال إنرجيز" قطع العلاقات مع صناعة النفط والغاز التابعة لـِ بوتين؛ يجب على "كريدي أجريكول" قطع العلاقات مع "توتال إنرجيز"". كما نددت بالدور المستمر للبنك الفرنسي كأحد الممولين الرئيسيين لعملاق الطاقة الروسي "غازبروم" (Gazprom).
في رسالة موجهة إلى فيليب براساك، الرئيس التنفيذي لبنك "كريدي أجريكول"، وفاليري بودسون، الرئيس التنفيذي لشركة "أموندي"؛ دعت المنظمة غير الربحية "كريدي أجريكول" والشركات التابعة لها إلى التوقف عن التمويل؛ ليس لـ"غازبروم" فقط؛ وإنما لكل شركات الوقود الأحفوري غير الروسية الناشطة في البلاد، "حتى تنسحب هذه المجموعات من عملياتها".
كما قال أشخاص مطلعون على الأمر يوم الثلاثاء، إنَّ بنك "كريدي أجريكول" أوقف مؤقتاً تمويله للأعمال الجديدة المتعلقة بروسيا، بما في ذلك المشاريع وحركات السلع.
فضلاً عن ذلك، قال متحدث باسم "كريدي أغريكول": "في سياق الأزمة الحالية؛ يمكن لأي مبادرة منعزلة أن تكون محفوفة بالمخاطر وقد تكون غير موفقة". وسيمتثل البنك للعقوبات، كما أنَّ قسم الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار، يتعامل الآن "عن طريق الاستثناء مع الأطراف المقابلة الروسية فقط، واستجابة للاحتياجات من السلع والخدمات الأساسية لأوروبا فقط؛ طالما ظلت هذه الاحتياجات من المصرّح بها من قبل السلطات العامة". ولم يرد متحدث باسم شركة "توتال" على الفور على طلب للتعليق.
يُشار إلى أنَّ قائمة أولئك الذين قطعوا العلاقات، أو يراجعون عملياتهم؛ تتزايد كل ساعة مع قيام الحكومات الأجنبية بتشديد العقوبات ضد روسيا. وقد عرّض دور الوقود الأحفوري في تمويل آلة الحرب الروسية، شركات النفط الغربية الكبرى التي
ما تزال تمارس أعمالها في البلاد، لانتقادات شديدة. ويوم الأربعاء، أشار دارين وودز، الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون" (Exxon)، إلى "الدمار الذي لا ضرورة له" الذي تسبّبت به الحرب على أوكرانيا، وأوضح أنَّه يرسم خططاً لإنهاء علاقة استمرّت عقوداً مع روسيا.