توقعات "إنفيديا" المتفائلة تبعث رسائل طمأنة بشأن الذكاء الاصطناعي

الشركة قدرت إيرادات أعلى للربع الحالي بدعم من قوة الإنفاق في القطاع

time reading iconدقائق القراءة - 6
شعار شركة إنفيديا - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة إنفيديا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قدمت شركة "إنفيديا"، صانعة الرقائق التي تتصدر طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، رؤية متفائلة لتشكيلتها المنتظرة من شرائح "بلاكويل"، مما ساعد على طمأنة المستثمرين بعد تقديم أرقام ربع سنوية جيدة، لكنها ليست استثنائية.

حققت الشركة إيرادات بقيمة 11 مليار دولار من "بلاكويل" في الربع الرابع، وهو ما وصفته "إنفيديا" بأنه "أسرع إنتاج لمنتج" في تاريخها. وقال الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ في بيان: "الطلب على بلاكويل مذهل"، مما ساهم في ارتفاع أسهم الشركة بنحو 2.5% في التداولات الممتدة لما بعد إغلاق السوق.

تأتي هذه التوقعات في وقت مضطرب نسبياً لصناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تراجعت أسهم "إنفيديا" هذا العام بسبب مخاوف من أن مشغلي مراكز البيانات قد يخففون الإنفاق. 

كما أثارت شركة "ديب سييك" (DeepSeek) الصينية الناشئة مخاوف من أن برامج الدردشة الآلية يمكن تطويرها بتكلفة منخفضة، مما قد يقلل الحاجة إلى رقائق "إنفيديا" القوية للذكاء الاصطناعي.

نمو قوي ونتائج مذهلة

في ظل هذه الخلفية، أشارت "إنفيديا" إلى أن النمو لا يزال قوياً، حتى وإن لم تقدم النتائج المذهلة التي أصبحت سمة مميزة لها.

ستبلغ المبيعات حوالي 43 مليار دولار في الربع الأول المالي، الذي يستمر حتى أبريل، وفقاً لما ذكرته "إنفيديا" في البيان. وكان المحللون قدروا في المتوسط 42.3 مليار دولار، مع توقعات لبعضهم تصل إلى 48 مليار دولار. ستكون هوامش الربح الإجمالي أقل قليلاً من التوقعات.

على الرغم من أن مبيعات الربع الرابع المالي للشركة فاقت تقديرات المحللين، إلا أنها فعلت ذلك بأقل هامش منذ فبراير 2023. في الوقت نفسه، سجلت الأرباح أقل قدر من التفوق منذ نوفمبر 2022، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

كانت أسهم الشركة انخفضت بنسبة 2.2% هذا العام، بعد مكاسب فلكية في عامي 2023 و2024، جعلت "إنفيديا" أكثر صانعي الرقائق قيمة في العالم.

كانت "إنفيديا" أكبر المستفيدين من الطفرة الهائلة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، حيث ضاعفت حجم إيراداتها خلال العامين الماضيين.

بلغت مبيعات العديد من أكبر شركات التكنولوجيا عشرات المليارات من الدولارات التي تُستثمر في أجهزة مراكز البيانات، وتعد "إنفيديا" البائع المهيمن للمعالجات التي تُنشئ وتُشغل برمجيات الذكاء الاصطناعي.

مرادف لثورة الذكاء الاصطناعي

على طول هذا الطريق، أصبحت "إنفيديا" ورئيسها التنفيذي مرادفين لثورة الذكاء الاصطناعي، وأكبر مؤشر على تقدمها. قضى هوانغ معظم العامين الماضيين وهو يجوب العالم كمبشر بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويؤمن بأنها لا تزال في المراحل الأولى من انتشارها في جميع أنحاء الاقتصاد.

ارتفعت المبيعات في الربع الرابع، الذي انتهى في 26 يناير، إلى 39.3 مليار دولار. وتطابقت هذه الأرقام مع التقديرات، على الرغم من أن بعض التوقعات وصلت إلى 42 مليار دولار.

وتبرز سرعة نمو الشركة من خلال حقيقة أن مبيعاتها الفصلية الأخيرة كانت أكبر من إيراداتها السنوية قبل عامين، عندما بلغت 27 مليار دولار.

كان الربح 89 سنتاً للسهم، باستثناء بعض البنود. وكانت وول ستريت تتوقع 84 سنتاً.

حققت وحدة مراكز البيانات، وهي بلا شك أكبر مصدر لإيرادات "إنفيديا"، مبيعات بقيمة 35.6 مليار دولار. وفاق ذلك التقدير المتوسط البالغ 34.1 مليار دولار.

وبلغت المبيعات المرتبطة بالألعاب -التي كانت في السابق العمل الأساسي لـ"إنفيديا"- 2.5 مليار دولار. كان المحللون يتوقعون في المتوسط 3.02 مليار دولار. أما قطاع السيارات فبلغ 570 مليون دولار.

المخاوف من "ديب سيك"

قبل تقرير الأرباح، أعرب المحللون عن قلقهم بشأن النمو على المدى القريب في أكبر أعمال "إنفيديا"، التي تخدم عملاء مراكز البيانات. كانت المسألة الرئيسية هي ما إذا كانت قيود الإمداد والانتقال إلى أحدث تصميم للشركة، أي شريحة "بلاكويل"، ستؤدي إلى تباطؤ النمو أم لا. وتتميز هذه التقنية الجديدة بتعقيد أكبر، مما يفرض تحديات في التصنيع.

زادت "ديب سيك" من المخاوف بعد أن أطلقت نموذج ذكاء اصطناعي قوي قالت إنه يتطلب موارد أقل بكثير لتطويره. أدى الإعلان في أواخر يناير إلى موجة بيع واسعة النطاق في الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. خسرت "إنفيديا" مبلغاً هائلاً قدره 589 مليار دولار من رأس مالها في يوم تداول واحد، وهو رقم قياسي بالنسبة للأسواق.

لكن عملاء "إنفيديا" الرئيسيين، مثل شركة "مايكروسوفت"، حافظوا على خطط الإنفاق الرأسمالي الخاصة بهم، مما يشير إلى أن طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي ستظل قوية.

لم تفشل "إنفيديا" في تحقيق تقديرات المحللين للإيرادات الفصلية سوى مرة واحدة خلال السنوات الخمس الماضية. وقد فاقت التوقعات بنسبة تزيد عن 10% في الفترات الأخيرة، مما خلق معياراً مرتفعاً لأدائها.

تدر وحدة مراكز البيانات الخاصة بها وحدها الآن إيرادات تفوق ما تحققه شركتا "إنتل" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" مجتمعتين.

اشتهرت "إنفيديا" ببيع معالجات الرسوميات، لكنها اكتشفت أن التكنولوجيا لها تطبيقات أيضاً في الذكاء الاصطناعي.

تساعد رقائقها نماذج البرمجيات خلال عملية التدريب، عندما تتعلم التعرف على المدخلات من العالم الحقيقي والاستجابة لها. كما تُستخدم مكونات "إنفيديا" في الأنظمة التي تشغل البرمجيات بعد ذلك، وهي مرحلة تُعرف بالاستدلال، وتساعد في تشغيل خدمات مثل "تشات جي بي تي".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.