الصين تبطئ عقارب أكبر صانع ساعات في العالم.. ما القصة؟

هوت أرباح شركة "سواتش غروب" (Swatch Group AG) بشكل حاد مع استمرار معاناة صناعة الساعات بسبب ضعف الطلب الاستهلاكي في الصين.

انخفض الربح التشغيلي بنسبة 75% ليصل إلى 304 ملايين فرنك سويسري (335 مليون دولار) في عام 2024، وهو أقل من تقديرات المحللين، وفقاً لبيان الشركة الصادر يوم الخميس. كما تراجعت المبيعات بنسبة 12.2%.

تراجعت أسهم الشركة بـ7% في التعاملات المبكرة في زيورخ. وجاءت هذه النتائج المخيبة للآمال بالتزامن مع بيانات الصناعة التي أظهرت انخفاض صادرات الساعات السويسرية للشهر الرابع على التوالي في ديسمبر، حيث تراجعت الصادرات الإجمالية بنسبة 5.4% على أساس سنوي، بينما انخفضت الشحنات إلى الصين بنسبة 19%.

معاناة الساعات والسلع الفاخرة

يعاني قطاع الساعات، كما هو الحال في قطاع السلع الفاخرة، منذ أن دفع التضخم المستهلكين إلى تقليص الإنفاق عقب طفرة ما بعد الجائحة.

تتوقع الشركة تحسناً كبيراً في المبيعات والنتائج خلال عام 2025، رغم أن الطلب في الصين سيظل "مقيداً إلى حد كبير".

قال جان فيليب بيرتشي، رئيس أبحاث الأسهم السويسرية في "فونتوبيل" (Vontobel): "قطاع الساعات لا يزال يواجه وضعاً صعباً للغاية، كما تُظهر نتائج سواتش غروب. فالسوق الصينية لا تزال هشة وغير مستقرة".

اقرأ أيضاً: "سواتش" تستهدف مبيعات قياسية مع إعادة فتح السوق الصينية

أشارت الشركة في بيانها إلى أنها "تحرص على مواصلة الحفاظ على قدرات الإنتاج والوظائف"، ما أدى إلى "نتائج تشغيلية سلبية للغاية في قطاع الإنتاج". كما خفضت توزيعات الأرباح.

تشمل علامات "سواتش غروب" التجارية أيضاً "أوميغا" (Omega) و"بلانبان" (Blancpain) و"بريغيه" (Breguet) ومجوهرات "هاري وينستون" (Harry Winston). أوضحت الشركة أن منتجاتها الفاخرة تأثرت بشكل خاص بظروف السوق الصعبة، بينما كان أداء الفئة المتوسطة جيداً.

استمرار ضعف "سواتش"

تشير الأرقام الأخيرة إلى أن بوادر الانتعاش في بعض قطاعات السوق الفاخرة لم تصل بعد إلى علامات "سواتش". فقد انخفض قسم الساعات المتخصصة في "ريشمونت" بنسبة 8% خلال الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر، لكن التراجع كان أقل حدة مما كان عليه في الربعين السابقين.

اقرأ أيضاً: تراجع صادرات الساعات السويسرية بضغط انخفاض مبيعات الصين

قال الرئيس التنفيذي نيك حايك لـ"بلومبرغ": "المشكلة تكمن في علامتنا التجارية الفاخرة، حيث كان أداؤها أسوأ من المنافسين، في حين أن منتجاتنا من الفئة المبتدئة والمتوسطة حققت أداءً جيداً".

أضافت الشركة أن التراجع الحاد في الطلب على السلع الاستهلاكية في الصين وأسواق جنوب شرق آسيا، التي تعتمد بشكل كبير على السياح الصينيين، استمر في النصف الثاني من عام 2024، مشيرة إلى أن المبيعات في هذه المناطق الرئيسية تراجعت بنحو 30% إجمالاً.

قال حايك: "ندرك أن (سواتش غروب) قد تواجه خسائر في هامش الربح لفترة، لكننا نريد الحفاظ على الإنتاج حتى نتمكن من الاستجابة بسرعة عند عودة الطلب. خطؤنا كان أننا أفرطنا التفاؤل ببداية عام 2024".

ويخضع كل من الإدارة ومجلس إدارة الشركة لسيطرة عائلة حايك، التي دخلت في مواجهات متكررة مع بعض المساهمين الذين انتقدوا الحوكمة المؤسسية وأداء السهم. وانخفضت أسهم "سواتش" بنحو 25% خلال العام الماضي.