بلومبرغ
رفعت شركة "ولمارت" (Walmart) توقعاتها للعام الحالي بفضل الطلب القوي من المستهلكين الأميركيين الباحثين عن القيمة، مما أدى إلى ارتفاع أسهمها 4% في التعاملات المبكرة قبيل الافتتاح الرسمي للسوق في نيويورك.
وبينما تباطأ متوسط نمو المعاملات، فإن العملاء يشترون المزيد في كل زيارة، مما يؤدي إلى زيادة أحجام الفواتير. كان الكثير من هذا النمو مدفوعاً بالأسر ذات الدخل المرتفع التي تجني 100 ألف دولار سنوياً أو أكثر. ويعود الفضل في هذا إلى حوالي 75% من ارتفاع سعر السهم لهذا الربع.
أصبح المتسوقون انتقائيين في جميع المجالات، لكن المدير المالي جون ديفيد ريني قال إنهم مستمرون في إنفاق الأموال بمعدل ثابت. وقال ريني في مقابلة يوم الثلاثاء: "في هذه الفترات الموسمية عندما يريد الناس الاحتفال، فإنهم ينفقون على ذلك".
وقالت شركة التجزئة، التي يقع مقرها في بنتونفيل بولاية أركنساس، إنها تتوقع الآن أن يرتفع صافي المبيعات بنسبة تتراوح بين 4.8% و5.1% لهذا العام، مقابل التوجيه السابق بزيادة من 3.75% إلى 4.75%.
"ولمارت" تعد من بين أوائل تجار التجزئة الكبار الذين أعلنوا عن أرباحهم قبل فترة العطلات، والتي أصبحت أقصر هذا العام بسبب حلول عيد الشكر في وقت لاحق من شهر نوفمبر. عدلت شركة التجزئة موعد بدء صفقات عيد الشكر ببضعة أسابيع، على أمل جذب المستهلكين الذين يشعرون بأنهم متأثرون بارتفاع التضخم ومشتتين بسبب موسم الانتخابات المضطرب.
وقال ريني إن سلعاً مثل "إير بودز" وأجهزة التلفزيون والإطارات تباع بشكل جيد حتى الآن.
الإنفاق الاستهلاكي
شركات تجارة التجزئة أشارت إلى استمرار حذر المستهلكين الأميركيين بشأن حالة عدم اليقين في الاقتصاد الكلي. إذ تأثر المتسوقون بعد سنوات من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وخاصة من حيث الابتعاد عن الأجهزة والملابس وغيرها من العناصر غير الضرورية. ووعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع المستوردة من الصين وما يصل إلى 20% على السلع الواردة من دول أخرى، مما قد يؤدي إلى ارتفاع محتمل في الأسعار.
أسعار "ولمارت" كانت مستقرة تقريباً خلال هذا الربع. أسعار البقالة باتت أعلى قليلاً مما كانت عليه في العام الماضي، رغم أن المنتجات الاستهلاكية الأخرى كانت أرخص. وقال ريني إن مبيعات الملابس تراجعت جزئياً بسبب الطقس الدافئ.
مبيعات تفوق التوقعات
ارتفع سعر سهم "ولمارت" بنسبة 60% تقريباً منذ بداية العام حتى الآن، متفوقاً بكثير على أداء مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500). لكن ارتفعت تطلعات المستثمرين لشركة "ولمارت"، التي فاقت توقعات وول ستريت من حيث المبيعات المقارنة طوال العام.
نمت مبيعات "ولمارت" الأميركية المقارنة 5.3% خلال الربع المنتهي في 25 أكتوبر، متفوقةً على توقعات المحللين البالغة 3.73%. كما تجاوزت أرباحها المعدلة البالغة 58 سنتاً توقعات المحللين. وقال ريني إن توجيهات "ولمارت" المرتفعة للعام بأكمله تعكس في المقام الأول الأداء القوي في الربع الثالث، كما توقع ارتفاعاً طفيفاً في الربع الحالي.
كما تعمل استثمارات الشركة في التجارة الإلكترونية على رفع المبيعات. بدأت "ولمارت" في بيع الساعات المستعملة والأحذية الرياضية عبر الإنترنت في الأشهر الأخيرة، وأضافت ميزة جديدة لأعضاء برنامج ولاء "ولمارت+" تتضمن خصومات على وجبات "برغر كينغ". تمثل مبيعات "ولمارت" عبر الإنترنت الآن حوالي 18% من أعمال الشركة.