المصدر:
بلومبرغ
كانت سلالة دلتا سبباً في عرقلة تقدُّم الانتعاش الاقتصادي للولايات المتحدة من تداعيات جائحة كوفيد-19، فقد أجَّل المستهلكون بعض الإنفاق الترفيهي، وأخَّرت الشركات العودة إلى الحياة الطبيعية، وفقاً لعدد من التقارير المتواترة بسرعة عالية، التي تظهر حالة من الهدوء في أغسطس الماضي.
تظهر الرسوم البيانية التالية كيف تسبَّب التفشي الأخير للوباء في تهدئة وتيرة الانتعاش:
حركة الطيران
بدأ عدد المسافرين الذين يتنقَّلون عبر نقاط التفتيش بالمطار في الانخفاض مرَّة أخرى. وشهد يوم الثلاثاء الماضي حالات سفر تصل إلى 1.47 مليون شخص عبر الرحلات الجوية، وهو أقل عدد في أكثر من ثلاثة أشهر، وفقاً لبيانات إدارة أمن النقل. وانخفض أعداد المسافرين على مدار سبعة أيام في المتوسط إلى حوالي 1.76 مليون مسافر يومياً في أواخر أغسطس من حوالي 2.05 مليون مسافر في يوليو.
برغم أنَّ هذا الأمر يعكس جزئياً نهاية موسم العطلة الصيفية؛ إلا أنَّ شركات الطيران أشارت أيضاً إلى سلالة دلتا باعتبارها السبب في هذه التداعيات.
وقالت هيلان بيكر، كبيرة المحللين لدى المصرف الاستثماري "كوين"، هناك "تباطؤ في الحجوزات الترفيهية، وزيادة في الإلغاء". وأوضحت أنَّ الشركات أرجأت العودة إلى المكاتب، ومن المحتمل أيضاً أن تتأخر عودة السفر الجوي للعمل.
الإقبال على المطاعم
كان تناول الطعام في المطاعم الأمريكية يتراجع بحوالي 10% إلى 11% عن مستويات 2019 في الأسابيع الأخيرة، بعد تضييق الفجوة إلى ما يتراوح بين 5% إلى 6% فقط في أواخر يوليو، بحسب شركة "أوبن تيبل" (OpenTable) التي تجري الحجوزات عبر الإنترنت. وذكرت الشركة أنَّ للقلق بشأن متحوِّل دلتا، وتفويضات المدينة دوراً في هذا الانخفاض.
و قال ديبي سو، المدير التنفيذي لشركة "أوبن تيبل": "نرى انخفاضاً واضحاً في أواخر شهري يوليو وأغسطس". وأضاف: "في حين أنَّ هناك عدَّة عوامل من شأنها أن تلعب دوراً هنا، نعتقد أنَّ الدافع الرئيسي للانكماش، هو شعور المترددين على المطاعم بالخوف إزاء ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد".
"أظهر متحول دلتا بعض العلامات على تقييد النشاط في الإنفاق الاستهلاكي على الخدمات الشخصية. وكان تقرير مبيعات التجزئة لشهر يوليو الذي جاء أضعف من المتوقع بجانب الطلب المعتدل على تناول الطعام في الخارج والسفر الجوي وتأخر خطط العودة إلى المكاتب، يشيرون إلى مخاطر سلبية على الزخم الاستهلاكي في النصف الثاني". إليزا وينجر، الاقتصادية لدى "بلومبرغ إيكونوميكس"
إشغالات الفنادق
برغم أنَّ السفر الترفيهي ساهم في تعزيز بعض الوجهات الشعبية خلال فصل الصيف، انخفض معدل إشغال الفنادق الآن لأربعة أسابيع متتالية، وفقاً لـ "إس تي آر"، وهو متتبّع للبيانات الخاصة بأماكن الإقامة. كما انخفض متوسط أسعار الغرف لمدة ثلاثة أسابيع.
لم تشهد أي سوق من الأسواق الأمريكية الـ25 الكبيرة زيادة في معدلات إشغال الفنادق في الأسبوع المنتهي في 21 أغسطس، مقارنة بالأسبوع نفسه من عام 2019، وفقاً لما توصَّلت إليه شركة "إس تي آر". وانخفض معدل إشغال الفنادق بأكثر من 40% في سان فرانسيسكو، وهو أعلى من أيِّ سوق أخرى.
قال بيل كرو، المحلل المالي لدى شركة الخدمات المالية "ريموند جيمس": "الطلب يبدو كأنَّه يسير بشكل أسوأ قليلاً من الانخفاض الموسمي المعتاد". هناك "حالة هدوء في سوق السفر بسبب زيادة حالات الإصابة بمتحوِّل دلتا" في ظلِّ سوء أداء أسواق السفر من أجل العمل.
قوائم التوظيف
برغم أنَّ سوق العمل أصبحت أكثر تشدُّداً هذا العام، وأنَّ العديد من أرباب العمل يقولون، إنَّهم يكافحون لشغل الوظائف الشاغرة، إلا أنَّ بعض المؤشرات توضِّح تباطؤ الطلب وسط انتشار سلالة دلتا. فعلى سبيل المثال، كان هناك انخفاض في إعلانات الوظائف الشاغرة على موقع "إنديد" لوظائف عيادة طب الأسنان، ووظائف رعاية الأطفال، وهي وظائف تتطلَّب اتصالاً وثيقاً مع الجمهور.
قال جيد كولكو، كبير الاقتصاديين في موقع "إنديد": "خلال الموجة الأخيرة من الوباء، شهدت تلك القطاعات الحساسة للوباء بالفعل انخفاضاً في إعلانات الوظائف الشاغرة". إذا استمرت الموجة الوبائية، "قد ينخفض الطلب على العمالة إذا خفَّض الناس السفر، وتناولوا الطعام بالخارج، فضلاً عن الإنفاق على الخدمات الأخرى". وأضاف أنَّ العمال المحتملين قد يحجمون عن البحث عن عمل.
العودة إلى المنزل
تسير خطط الشركات الأمريكية الكبرى لإعادة العمال إلى مكاتبهم في مناطق الأعمال التجارية الصاخبة في الاتجاه المعاكس؛ فقد انخفض متوسط إشغال المكاتب في 10 من أكبر مناطق الأعمال إلى 31.3% من مستويات ما قبل كوفيد-19 في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس، بحسب بيانات صادرة عن شركة "كاستل سيستمز" (Kastle Systems).
يقول أنتوني باولون، المحلل الائتماني للاستثمار العقاري لدى "جي بي مورغان"، إنَّه في حين أنَّ إجازات شهر أغسطس قد تساهم بذلك، لكن" تباطأت العودة إلى المكاتب العادية قليلاً بسبب متغيِّر دلتا".
لا يؤثِّر هذا الأمر على العقارات فحسب؛ بل يؤثِّر أيضاً على مجموعة كبيرة من الشركات التي تعتمد على المكاتب، مثل الشركات العاملة في التنظيف الجاف والمطاعم الحضرية، فضلاً عن أنَّه يؤثِّر على المدن من خلال الضرائب. وقال باولون: "هناك آثار متتالية في ديناميكية مختلف المناطق الحضرية".
تصنيفات
