بلومبرغ
لا يحتاج المتعاملون بالسندات والعملات في جنوب شرق آسيا إلى القلق كثيراً بشأن إمكانية تخفيض الحزم التحفيزية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نظراً لتحسُّن أوضاع أسواقهم التي ستجعلهم قادرين على تحمُّل الصدمات الخارجية هذه المرة.
يُمكن للاحتياطيات الأجنبية الضخمة والعملات المقوَّمة بأقل من قيمتها حماية أسواق المنطقة من عمليات بيع محتملة، في حال ألمح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى إمكانية تقليص مشتريات السندات في ندوة "جاكسون هول "هذا الأسبوع.
رغم الترقُّب الحذر، لا يتوقع المحلِّلون تكرار "نوبة غضب" عام 2013 بعدما تسبب إعلان الاحتياطي الفيدرالي المفاجئ بخصوص حل الحزم التحفيزية في اضطراب الأسواق العالمية.
وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في "ميزوهو بنك" (Mizuho Bank Ltd): "لدى البنوك المركزية في جنوب شرق آسيا حالياً وسائد أفضل من احتياطي النقد الأجنبي، ويعود ذلك جزئياً إلى نوبة غضب عام 2013. وتبدو درجة انحدار منحنى الخزانة أكثر هدوءاً حالياً، ربما بسبب تزامنها مع تقلُّص الضغط على رؤوس الأموال الهاربة من آسيا الناشئة".
وتوضح المحاور الأربعة التالية مرونة أسواق الدخل الثابت في جنوب شرق آسيا:
1- عملات مقوَّمة بأقل من قيمتها الحقيقية
قد يؤدي تقييم معظم عملات جنوب شرق آسيا بأقل من قيمتها الحقيقية إلى تقليل مخاطر التدفقات الأجنبية الضخمة، في حال إحجام السوق عن المخاطرة.
يقل سعر الصرف الفعلي لعملة البات التايلاندية بنسبة 5% عن متوسط الخمس سنوات، بينما كانت العملة أعلى من قيمتها الحقيقية بنسبة 11% مقارنة بمتوسط الخمس سنوات قبل نوبة الغضب.
ويُشير سعر الصرف الفعلي لعملة البيزو الفلبينية أيضاً إلى أنه تمت المبالغة في تقييمها، ولكن بحجم أقل عن عام 2013.
2- اتساع الهوامش
وصل متوسط اتساع هوامش السندات الإندونيسية والماليزية لمدة 7 أيام على السندات الإندونيسية والماليزية لأجل 10 سنوات، مقارنة بالسندات ذات نفس الأجل، نحو 500 نقطة أساس و200 نقطة أساس على التوالي، وهو ما يزيد على الهامش في يونيو من 2013، وقد يؤدي اتساع الهوامش إلى حماية السندات من احتمال عودة عائدات الخزانة.
كان اتساع هوامش عائدات السندات التايلاندية هو الأدنى، لكن السلطات قالت يوم الأربعاء إن سندات الدولة أقل تعرضاً بسبب انخفاض مستوى الدين الخارجي وارتفاع الاحتياطيات الأجنبية.
3- احتياطيات ضخمة
في المطلق، ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي في إندونيسيا، وتايلاند، والفلبين عن المستويات التي شهدتها في شهر مايو من عام 2013.
ستقوم تايلاند بنشر بيانات احتياطياتها الأسبوعية يوم الجمعة، وستسمح الاحتياطيات الكبيرة لدى البنوك المركزية ببيع المزيد من الدولارات لدعم عملاتها، في حال أدت الرغبة بعدم المجازفة إلى انسحاب الأموال العالمية من الأسواق الإقليمية. كانت أسواق إندونيسيا الأكثر تضرراً من نوبة غضب عام 2013 في منطقة جنوب شرق آسيا، إذ أوصلت سندات الخزانة عائد البلاد إلى أعلى النقاط لمدة عشر سنوات، على أساس 225 نقطة، بينما انخفضت عملة الروبية بنسبة 11%.
4- أوضاع أفضل
تتمتّع السندات الإندونيسية حالياً بأقل مركز مالي أجنبي مقارنة بتايلاند وماليزيا، وذلك بعد
انخفاض التدفقات الخارجية على مدى الإثني عشر شهراً الماضية، بانحراف معياري قدره 0.4 عن متوسط السنوات الخمس، مقارنة بالمركز الأثقل نسبياً في نهاية عام 2019، عندما وصل الانحراف المعياري إلى 1.2 فوق متوسط السنوات الخمس.
قد يقلل هذا المركز الأخف من خطورة التدفقات الخارجية في حالة البيع، لكن التدفقات الأجنبية الثقيلة في السندات المالية تجعلها ضعيفة نسبياً.