الإدارة النشطة في سوق الأسهم حاضرة بقدر ما كانت قبل الغزو الخامل البالغ 11 تريليون دولار

time reading iconدقائق القراءة - 10
متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في نيويورك ، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في نيويورك ، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كشفت أحدث الأبحاث أنَّه برغم ثورة الاستثمار الخامل في "وول ستريت"، مايزال الاستثمار النشط حياً، ويركل حتى في أكثر المناطق هدوءاً في عالم الصناديق المتداولة في البورصة.

برغم كل التريليونات التي تُصَبُّ في صناديق تعقُّب المؤشرات منخفضة التكلفة، مايزال الاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية ككل نشطاً، بقدر ما كان في أيام الازدهار، واختيار الأسهم بشكل تقليدي منذ عقدين ماضيين، وفقاً لما وجده الأكاديميون في جامعة كورنيل، وجامعة التكنولوجيا في سيدني.

في ورقة بحثية جديدة، تمَّ استخدام الصناديق المتداولة في البورصة لتفنيد انتقاد راسخ يستهدف جنون تعقُّب المؤشرات، إذ يبلغ 11 تريليون دولار، باعتبار أنَّ أعمال إدارة الأموال هي على وضع الطيار الآلي، إذ تطارد السيولة بلا عقل، وبلا رؤية الشركات في طريقها لأعلى وأسفل.

ولم تستخدم الصناديق المتداولة في البورصة بحماس فقط من قبل مديري الأموال من جميع الطوائف؛ وإنَّما هي مصمَّمة بطرق تجعلها أكثر نشاطاً مما قد يعتقد منتقدوها.

يد خفية

كتب ديفيد إيسلي وماوريين أوهارا من جامعة كورنيل، وديفيد ميتشايلوك وتاليس جيه بوتنينس من جامعة التكنولوجيا في سيدني: "الصناديق المتداولة في البورصة ليست ببساطة "مستفيدة بلا مقابل" في السوق، ما يزال المستثمرون يراهنون على تفوُّق أداء قطاعات من السوق، أو العوامل، أو الأسهم الفردية … وحتى الصناديق المتداولة التي ترتبط أصولها بشكل خامل بمؤشر أساسي، يمكن أن تساهم في الكفاءة المعلوماتية عبر التداول النشط من قبل المستثمرين".

وأقرَّ المخضرمون في القطاع لسنوات باليد البشرية الخفية في هياكل الاستثمار الخامل، بدءاً من كتابة قواعد مؤشر ما، مروراً بتحديد كيفية تشغيل الصندوق، ووصولاً إلى التنفيذ الفعلي للتداولات والاستراتيجيات؛ طالما كان من الصعب محو كل أثر للانخراط التقديري.

يسعى البحث، بعنوان "العالم النشط للاستثمار الخامل"، لتحديد القدر الحقيقي للتحوُّل بالنظر إلى العوامل المذكورة أعلاه، واستخدام صناديق المؤشرات في المحافظ الاستثمارية، كما أنَّه يصنف فئة منفصلة من المنتجات يطلق عليها "شديدة الخمول"، أو الصناديق التي تتبع مؤشراً، وتحاول تحقيق أداء متفوق.

الوظيفة والتكوين

وباستخدام البيانات في الفترة بين 2000 و2017، حدَّدت مجموعة الأكاديميين نوعين من الاستثمار النشط عبر الصناديق المتداولة في البورصة: الأول؛ من ناحية "التكوين" - إذ يكون الصندوق نفسه مصمَّماً لتوليد ألفا - والثاني؛ من ناحية "الوظيفة"، إذ يستخدم المنتج كمكعب بناء في محفظة تُدار بنشاط ككل.

كاثي وود تشعل فتيل تدافع مستثمري الأسهم إلى عالم صناديق المؤشرات

جمع الباحثون هذه الأنواع، وعرضوا نشاط الصناديق عبر سلسلة بشكل تكون فيه الصناديق الأكثر خمولاً، من أمثال صندوق "فانغارد توتال ستوك ماركت" المتداول في البورصة (برمز VTI)، وبرغم أنَّ هذا النوع من الصناديق "يقترب" من كونه محفظة خاملة بالكامل؛ فإنَّه مايزال يستخدم كأداة تحوُّط، أو كشكل من مكعبات البناء في محفظة أكبر وأكثر نشاطاً.

"فانغارد" يهزم "بلاكستون" بحرب صناديق المؤشرات المتداولة

وعلى الجانب الآخر من السلسلة، هناك الصناديق المتداولة في البورصة التي تركِّز على قطاعات معينة، وصناديق "سمارت بيتا" - مثل صندوق "آي شيرز إم سي إس آي مومنتوم فاكتور" للولايات المتحدة المتداول في البورصة (برمز MTUM) - التي "تضمُّ رهانات نشطة على جزء من السوق، أو عامل"، وبرغم أنَّ هذه الصناديق يمكنها تتبُّع المؤشرات والقواعد؛ فإنَّ هيكلها يقود باستمرار "إلى توازن أقرب للإدارة النشطة من الخاملة"، بحسب ما ذكر البحث.

كان الاستنتاج النهائي هو أنَّ أغلب المنتجات مؤهلة بشكل كبير لتُدار بنشاط، في حين تتركَّز التدفُّقات النقدية، ونشاط التداول على حدٍّ سواء في المنتجات الأكثر نشاطاً.

تشكِّل الصناديق المتداولة في البورصة النشطة في التكوين والنشطة في الوظيفة حوالي 58% (15% و43% على التوالي) من سوق الصناديق المتداولة في البورصة من ناحية الأصول، و93% (42% و51%) من ناحية العدد، و78% (10% و68%) من ناحية أحجام التداول بالدولار في السوق الثانوية، بحسب ما وجد الباحثون.

يعدُّ تحديد النشِط والخامل، وفهم كيفية استخدام المنتجات في محافظ أوسع، عملاً صعباً، مما يترك مجالاً كبيراً للتفسير، لكن تأتي الدراسة بعد ورقة بحثية ذات صلة من فريق في جامعة تورنتو.

ضخ 28 مليار دولار في صناديق المؤشرات يدعم صمود الأسهم الأمريكية

وفي بحث "أقرب إدارة نشطة للصناديق الخاملة"، أثبت الباحثون أنَّ ثُلث صناديق المؤشرات، والصناديق المتداولة في البورصة التي من المفترض أنَّها خاملة الإدارة، أظهرت نشاطاً أعلى من صندوق نشط الإدارة التقليدي.

بعد كل شيء، يعدُّ البحثان بمثابة دحض للمنتقدين الذين يستهدفون قطاع المؤشرات، وفي ظلِّ وجود أكثر من 11 تريليون دولار في منتجات المؤشرات - سواء الصناديق المتداولة في البورصة أو صناديق الاستثمار المشترك - تتراوح المخاوف من عدم التخصيص الجيد لرأس المال إلى التقلُّبات الشديدة، وتشوهات الأسعار.

ومع ذلك، أشار الباحثون من جامعة كورنيل، وجامعة التكنولوجيا في سيدني، في استنتاجهم، إلى أنَّه بمجرَّد أنَّ الصناديق المتداولة في البورصة قد تكون أقل خمولاً مما هو مقصود؛ فإنَّ ذلك لا يعفيها تلقائياً من جميع الاتهامات.

وكتبوا: "نظراً لكون العديد من الصناديق المتداولة في البورصة، هي هياكل استثمار نشطة، فهذا السبب بالذات هو ما يجعل تأثيرها على السوق بشكل عام مجالاً مهماً للأبحاث المستقبلية.. والمجالات المثمرة للبحث هي مسائل كما لو كانت الصناديق المتداولة في البورصة تحسِّن استقرار السوق، أو كيف تؤثِّر على السيولة، أو ما إذا كانت هناك أنواع معيَّنة منها (مثل منتجات الرافعة المالية، أو الأذون المتداولة في البورصة) يمكن أن تكون مضرَّة".

تصنيفات

قصص قد تهمك