"الطاقة الدولية" تخفض توقعاتها للطلب على النفط بسبب تفشي "دلتا"

time reading iconدقائق القراءة - 11
خزانات نفط في نينغبو بإقليم جيجيانغ بالصين. - المصدر: بلومبرغ
خزانات نفط في نينغبو بإقليم جيجيانغ بالصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

خفَّضت وكالة الطاقة الدولية توقُّعاتها للطلب العالمي على النفط "بشكل حادٍّ" خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، مع عودة تفشي وباء "كورونا"، والسلالات المتحوِّرة عنه في الدول التي تعدُّ من كبار مستهلكي الخام، في حين توقَّعت الوكالة وجود فائض جديد في السوق خلال عام 2022.

تعدُّ التوقُّعات الجديدة تحولاً ملحوظاً في موقف الوكالة التي تتخذ من باريس مقرَّاً لها، و التي كانت قبل شهر واحد فقط تحثُّ تحالف "أوبك +" على فتح صنابير الخام، أو المخاطرة بارتفاع مدمِّر في الأسعار.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري عن النفط الصادر اليوم الخميس، إنَّ ارتفاع الطلب على النفط عكس مساره على نحو مفاجئ، وبصدد المضي بوتيرة أكثر بطئاً لبقية العام بسبب انتشار سلالة "دلتا" المتحوِّرة من كوفيد-19.

أضافت: "تمَّ خفض النمو في النصف الثاني من 2021 بوتيرة حادة، إذ يبدو أنَّ القيود الجديدة لمكافحة كوفيد-19 المفروضة في عدَّة دول كبيرة مستهلكة للنفط- على الأخص في آسيا- ستقلِّص التنقلات واستخدام النفط".

وتابعت الوكالة: "تقديراتنا الآن تشير إلى أنَّ الطلب هبط في يوليو؛ فقد أدى الانتشار السريع للسلالة المتحوِّرة "دلتا" من كوفيد-19 إلى تعطيل عمليات التسليم في الصين، وإندونيسيا، وأجزاء أخرى في آسيا".

الولايات المتحدة تدعو لزيادة الإنتاج

يتعارض تحليل وكالة الطاقة، مع دعوة الولايات المتحدة، العضو الأكثر نفوذاً في وكالة الطاقة الدولية، أمس الأربعاء لمنظمة البلدان المصدِّرة للبترول وحلفائها "أوبك+" لزيادة الإنتاج بشكل أسرع، وفقاً لوكالة بلومبرغ.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها: "التعزيز الفوري من "أوبك +" يصطدم بتباطؤ نمو الطلب، وزيادة الإنتاج من خارج التحالف، مما يقضي على الاقتراحات العالقة بأزمة المعروض على المدى القريب أو الدورة الفائقة".

تراجعت أسعار النفط بنسبة 6% هذا الشهر، فقد تسبَّب متغيّر "دلتا" شديد العدوى في تجدُّد الإغلاق في الصين والمستهلكين الآسيويين الرئيسيين الآخرين حيث معدلات التطعيم المنخفضة.

يتمُّ تداول العقود الآجلة لخام برنت بالقرب من 71 دولاراً للبرميل، بعد أن سجَّلت أعلى مستوى في عامين قرب 78 دولاراً في أوائل يوليو.

قالت وكالة الطاقة الدولية، إنَّ الارتفاع الأخير لأسعار النفط فقد زخمه بسبب المخاوف من أنَّ زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا ودلتا، يمكن أن تعرقل الانتعاش بمجرد وصول المزيد من البراميل إلى السوق".

اتفق تحالف "أوبك +" المؤلَّف من 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا الشهر الماضي على خارطة طريق لاستعادة بقية إمدادات النفط التي أغلقها عندما ظهر الوباء، وقد بدأت البراميل الإضافية تتدفَّق في لحظة غير مناسبة.

انعكاس مسار الطلب

لفتت الوكالة إلى أنَّ الطلب العالمي على النفط "انعكس مساره بشكل مفاجئ" الشهر الماضي، فقد انخفض بشكل طفيف بعد ارتفاعه بمقدار 3.8 مليون برميل يومياً في يونيو، وخفَّضت الوكالة تقديراتها للاستهلاك في النصف الثاني من العام بمقدار 550 ألف برميل يومياً.

تتوقَّع وكالة الطاقة الدولية أن يستمر استهلاك الوقود العالمي في الزيادة مع تسارع وتيرة الانتعاش الاقتصادي العالمي، إذ يصل في المتوسط ​​إلى 98.9 مليون برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام.

عزَّزت الوكالة بشكل كبير توقُّعات الإمدادات خارج "أوبك" في عام 2022، مع تعافي الولايات المتحدة والمنتجين الآخرين، فقد زادت توقُّعات الإنتاج من خارج "أوبك" بمتوسط ​​1.1 مليون برميل يومياً العام المقبل.

نتيجة لذلك؛ فإنَّ "أوبك" تنتج بالفعل حجم الخام المطلوب في عام 2022، بحسب ما أظهر التقرير. ومع إنتاج 26.7 مليون برميل يومياً في يوليو؛ فإنَّ المضي قدماً في خطط استعادة المزيد من الإنتاج يرجِّح أن تعود السوق إلى زيادة العرض.

وقالت الوكالة: "الميزان قد يميل مرة أخرى إلى الفائض في 2022، إذا استمرت "أوبك +" في التراجع عن تخفيضاتها، وزاد المنتجون الذين لم يشاركوا في الصفقة استجابة لارتفاع الأسعار".

تصنيفات

قصص قد تهمك