بلومبرغ
تحتاج اليابان إلى المزيد من الاقتناع بمزايا تسهيل الاستثمار في العملات المشفرة لسكانها، وفقاً لأعلى جهة تنظيمية في البلاد.
في حين قال رئيس هيئة الخدمات المالية جونيشي ناكاجيما إنه منفتح الذهن بشأن الفوائد التي قد تقدمها الأصول مثل" بتكوين" كوسيلة سريعة ورخيصة لإرسال النقود، إلا أنه يتم استخدامها في اليابان حالياً بشكل أساسي للمضاربة والاستثمار، وليس كوسيلة لتحويل أموال. فتكمن التحديات الجديدة في الانتشار الواسع للشركات العاملة في مجال التمويل اللامركزي، المعروف بـ "DeFi".
قال ناكاجيما البالغ من العمر 58 عاماً، الذي أصبح رئيساً للهيئة التنظيمية المالية في اليابان الشهر الماضي، في مقابلة: "يتعين علينا التفكير بعناية فيما إذا كان من الضروري تسهيل الاستثمار بالأصول المشفرة لعامة الناس".
على عكس الولايات المتحدة، حيث يمتلك المستثمرون حالياً العديد من الطرق للاستثمار في تلك الفئة المزدهرة من الأصول، لا تزال اليابان تشهد قيوداً شديدة بالمقارنة.
أنشأت هيئة الخدمات المالية اليابانية مجموعة دراسة من الخبراء المستقلين في يوليو، ومن المتوقع أن تدرس المعالجة التنظيمية للتمويل اللامركزي في الأشهر المقبلة، حيث يتطلع المستثمرون إلى ناكاجيما للحصول على أدلة حول الآفاق المستقبلية.
شارك ناكاجيما في صياغة أول إطار تنظيمي باليابان بشأن الأصول المشفرة، بما في ذلك متطلبات التسجيل لدى منصات التداول في عام 2017. ومنذ ذلك الحين، تم تشديد الإجراءات في البلاد، بعد سرقة ضخمة للعملة في منصة تداول العملات المشفرة "كوين تشيك" في طوكيو خلال عام 2018، والتي كشفت عن تراخي الرقابة الداخلية وحماية العملاء.
معاناة المنصات
قال ناكاجيما إنه على الرغم من أن الإطار التنظيمي الحالي لبورصات العملات المشفرة يتسم بالفعالية في حماية العملاء ومكافحة غسيل الأموال، إلا أن العديد من البورصات الـ 31 المسجلة تعاني أوضاعاً مالية صعبة. واعتبر الوضع التجاري لمنصات تداول العملات المشفرة "صعب إلى حد ما".
في الولايات المتحدة، قال رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، غاري غينسلر، إن تنظيم منصات العملات المشفرة ربما يكون أسهل طريقة للحكومة للحصول على معالجة سريعة لتداول الرموز المشفرة.
لكنه أبدى قلقه أيضاً بشأن الطرق الجديدة التي يتعامل بها الأشخاص مع العملات المشفرة، مثل إقراض النظراء على منصات التمويل اللامركزي.
أدت حملة القمع التي شهدتها الصين في الآونة الأخيرة على منصات تداول العملات المشفرة وشركات التعدين والتجار، إلى تحول بعض اللاعبين إلى الرموز المشفرة الأقل شهرة وتقنيات التخزين اللامركزية.
قال ناكاجيما، البيروقراطي المهني والمتخصص في الهندسة والذي تخرج من جامعة طوكيو، إنه على عكس الأسهم، فالعملات المشفرة غير مغطاه بأصول أساسية، وبالتالي فهي عرضة لتقلبات الأسعار الكبيرة، ما يمثل أحد الأسباب التي تدفع الجهة التنظيمية في اليابان لعدم السماح بتأسيس صناديق الاستثمار في الأصول المشفرة، والتي تعتبر طريقة سهلة لتمكين الجمهور من التعرض لتلك الفئة من الأصول.