بلومبرغ
تدفع أسهم شركات الإنترنت، وتوصيل الطعام وتجارة التجزئة عبر الإنترنت ثمنا باهظا نتيجة الأرباح التي جاءت مخيبة لآمال المستثمرين.
عانت جميع الشركات بداية من شركة "أسوس" (Asos Plc) إلى شركة "زالاندو" (Zalando SE)، و"لوجيتيك إنترناشيونال" (Logitech International SA) من خسائر فادحة في سوق الأسهم بأوروبا، بعد نتائج أرباحها في الشهر الماضي.
تجعل المتغيرات الحالية الشركات ذات التقييمات المرتفعة للغاية تبدو متقلبة على نحو متزايد، وتوضح أن المستثمرين أصبحوا أقل استعدادا لشراء أسهم الشركات التي من المتوقع تحقيقها للنمو بأي ثمن.
زاد الأداء المتقلب من حدة التمييز بين الأسهم التي يمكن اعتبارها ضمن الفائزين من الجائحة، وأي شيء آخر في السوق. بالنسبة لمعظم الشركات الأوروبية، كان موسم الأرباح هائلا، وكانت التوقعات المستقبلية المرتفعة دافعا لمؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية، لتحقيق أفضل أسبوع له منذ شهر مارس، لكن بالنسبة للأسهم القليلة التي كانت محببة بطريقة كبيرة أثناء فترة الإغلاق، فإن التقييمات المبالغ فيها كان لها تأثير سلبي.
تمييز الجودة
وقالت جانيت موي، مديرة الاستثمار في شركة "بروين دولفين" (Brewin Dolphin) عبر الهاتف: "لقد تجاوزنا المرحلة التي يستثمر فيها المستثمرون في أي شيء". بدأ المستثمرون في التمييز. إنهم يبحثون عن الجودة والقدرة على التنبؤ".
لا يعد هذا الاتجاه موحدا، حيث انتعش العديد من الأسهم مرة أخرى بعد أرباح ضعيفة، بينما ما زال يتم تداول تلك الأسهم بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وتراجعت شركة تصنيع أدوات الوجبات "هالوفريش" ( HelloFresh SE) بنسبة 8.7% في تعاملات الجمعة، بعد أن أعلنت أنها ستكون أقل ربحية من المتوقع، لكنها أغلقت التعاملات منخفضة بنسبة 2.5% فقط لذلك اليوم. ولا تزال أسهم الشركة مرتفعة بأكثر من 20% على مدار العام الحالي.
لم يكن المستثمرون متسامحين مع الجميع، فقد غرقت أسهم شركة "أسوس" بنسبة 18%، بعد أن قالت شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت إنها تتوقع انخفاضا في المبيعات، بينما انخفضت أسهم شركة تصنيع برمجيات التحكم عن بُعد "تيموفيوار" (TeamViewer AG) بنسبة 14% عندما جرى الإعلان عن نتائج أضعف من المتوقع.
قال فريدي لايت، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "لاتيتيود إنفستمنت مانجمنت" (Latitude Investment Management): "لقد تجاوز بعضها الواقع.. العام المقبل لن يكون سهلا".
ما يجعل المستثمرين أقل تسامحا هو أن المنافسة تشهد تحسنا، كما أن هناك الكثير من الأسهم الأرخص ثمنا، والتي تتمتع بنمو قوي في نفس الوقت في المبيعات، بالإضافة إلى تدفق الأموال إلى الشركات الدورية.
وذكر "لايت" أنه يرى فرصة لشراء الأسهم التي كان أداؤها ضعيفا خلال الجائحة، مثل شركتي تصنيع المشروبات "دياجو" (Diageo Plc) و"هينكين" (Heineken NV) ، حيث تمكنتا من دفع ارتفاع الأسعار.
يعد هذا الاتجاه مستمرا طوال العام الحالي، وتعتبر شركات "جاست إيت تيك أوي.كوم" (Just Eat Takeaway.com NV)، و"إوبيسوفت إنترتيتمينت" (Ubisoft Entertainment SA) وشركة "أوكاد غروب" ( Ocado Group Plc) من بين أكبر الخاسرين في مؤشر "ستوكس 600" عام 2021، حيث انخفضت جميعها بنسبة تزيد عن 16%.
اختبار خاص
تراجعت الأسهم باهظة الثمن بداية من شهر فبراير الماضي مع ارتفاع عائدات السندات وسط صعود في التضخم. وقد تستأنف العائدات مسارها الصعودي هذا الخريف، حيث يضع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جدولا زمنيا للتراجع عن دعمه للاقتصاد، مما سيضع ضغطا متجددا على الأسهم ذات القيمة العالية.
يأتي ضعف الأداء في أسهم الشركات المرتبطة بالإنترنت في وقت يمثل اختبار خاص للمستثمرين، مع اتساع الحملة التنظيمية في الصين على عمالقة الإنترنت في البلاد، ما أدى إلى توتر الأعصاب.
قال جون فلين، مدير المحفظة في شركة "ستيت ستريت غلوبال أدفيسورز" ( State Street Global Advisors): "يحاول السوق تقييم النمو المستدام طويل الأجل في المستقبل". وتابع: "هذا صعب بسبب مستويات النمو غير المستدامة إلى حد ما والتي شوهدت في الأرباع السنوية الأربعة السابقة".