نقاش "وول ستريت" الساخن .. هل نبيع الذهب ونشتري بتكوين؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة مقربة لمسكوكة رمزية تحمل شعار العملة المشفرة \"بتكوين\" - المصدر: بلومبرغ
صورة مقربة لمسكوكة رمزية تحمل شعار العملة المشفرة "بتكوين" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

صعدت "بتكوين" إلى مستوى قياسي مع سحب المؤسسات الاستثمارية مليارات الدولارات من الذهب.

ومن المستحيل التأكد على وجه اليقين، إذا كان ذلك مجرد مصادفة، أو بداية تحوُّل سيكون له تأثير عميق على العملات الرقمية، وسوق المعادن النفيسة، ويشتدُّ الجدل في الوقت الحالي حول إذا كان يمكن لأكبر عملة رقمية في العالم، أن تنافس السبائك كأداة تحوط من التضخم، وتنويع للمحفظة الاستثمارية يوماً ما.

وتراجعت "بتكوين" الأسبوع الماضي في أكبر هبوط منذ مارس بعد ارتفاعها بنسبة 150% العام الجاري، قبل أن تعود، وتسجل أعلى مستوى في تاريخها، وهو ما يؤكِّد على الطبيعة المتقلبة لفئة الأصل، التي أبعدت عنها المستثمرين، ومع ذلك، إن بدأوا في تحويل جزء صغير فقط من ممتلكاتهم في الذهب إلى قطاع "بتكوين" البالغة قيمته 350 مليار دولار ؛ فسوف تتغيَّر قواعد لعب استراتيجيات التنويع في "وول ستريت".

الأصول الآلية تزاحم الذهب

وقال "جان-مارك بونيفوس"- مدير سابق في صندوق تحوط، ويركز على السلع، ثم تحوَّل إلى مستثمر في العملات الرقمية - : "كان الذهب بالفعل الأصل الآمن لعالم الماضي، وجيل الطفرة، أما الآن فيحلُّ محله الأصول الآلية مثل بتكوين".

وأصبحت "بتكوين" ملعب تداول لمجموعة متنوعة من لاعبي التجزئة والمضاربين المحترفين، في حين لا يزال المستثمرون التقليديون متابعين حتى الآن من خلف الكواليس، ولكن يبدو أنَّ ذلك يتغير مع كون "جوجنهايم بارتنرز " أحدث مدير أصول ينضمُّ لـ"باند واجون"، والمليارديرين "بول تيودور جونز" و"ستانلي دركينميلر" في دخول سوق بتكوين.

وتبيع شركات الاستثمار مثل مكاتب إدارة ثروات العائلات ممتلكاتهم في صناديق مؤشرات الذهب لشراء العملة الرقمية، وفقاً للمحلِّلَين في "جى بي مورغان تشايس آند كو"، وتخلَّت الصناديق المدعومة بالسبائك عن 93 طناً من المعدن بقيمة 5 مليار دولار منذ 6 نوفمبر، في حين تضاعفت قيمة صندوق "جراي سكيل بيتكوين

تراست "، أداة الاستثمار المفضلة في العملات الرقمية لدى المؤسسات الاستثمارية، إلى الضعفين بالدولار منذ بداية أغسطس.

وقال "جيمس باترفيل"، استراتيجي استثمار في "كوين شيرز " التي تبيع منتجات استثمار في العملة الرقمية"، إنَّ القيمة السُّوقية لبتكوين تساوي حالياً 3.1% من حجم سوق الذهب، موضِّحاً أنه إذا ارتفعت هذه النسبة إلى 5%، فسوف يبلغ سعر البيتكوين 31,300 دولار بالمقارنة مع حوالي 19 ألف حالياً.

ويقول "باترفيل": "ترسخ "بتكوين" مكانتها كمخزن موثوق للقيمة..ويصبح ذلك مقبولاً بشكل خاص في الوقت الحالي في ظل السياسة النقدية الفضفاضة على نحو غير مسبوق، ولذلك من الطبيعي أن يقارنها المستثمرون بالذهب".

لماذا ضعف أداء المعدن الأصفر؟

ومع ذلك هناك أسباب جيدة للأداء السيىء للذهب في الآونة الأخيرة، مثل التقدم المحرز تجاه لقاح فيروس كورونا، وهو ما قلَّص الطلب على الملاذات الآمنة، وفي ظل استقرار توقعات التضخم نسبياً في الأسواق، فقد تكون إحدى الاستنتاجات أن الذهب يتحرك ببساطة وفقاً للغرائز الحيوانية، أما "بتكوين" فكانت في حالة من المضاربة.

وفي دليل على ازدياد جاذبيتها في "وول ستريت"، وجدت العملة الرقمية مؤيِّداً في أكبر صندوق لإدارة الأصول في العالم، ويرى "ريك رايدر"، مدير الاستثمار في الدَّخل الثابت في "بلاك روك" أنَّ العملة الرقمية باقية "بدعم من الطلب القوي من قبل جيل الألفية وجاذبيتها، كوسيلة قوية للتبادل، مضيفاً أنَّ تداول "بتكوين" أكثر عملية بكثير من تبادل سبيكة من الذهب.

وأحد الاختلافات بين الأصلين؛ هو أن جميع معاملات "بتكوين" تظهر على البلوكتشين، وأما الجزء الكبير من تداولات الذهب، فتحدث في سوق خارج البورصة في لندن.

ويقول "لايل برات"، مستثمر مستقل يمتلك بتكوين: "شفافية بتكوين تساعد على جذب الكثير من الاهتمام.. والذهب يشبه إلى حد ما الصندوق الأسود، ويتعيَّن عليك أن تثق في متعهدين، ليخبروك عن أيَّة تدفقات في السوق".

مخاطر كبيرة

وأما بالنسبة لِ"باتريك أرمسترونج"، مدير الاستثمار في "بولوريمي ويلث"، الذي يخصص 6.5% من أمواله المخصصة للاستثمار في الذهب، فإنَّه يؤكَّد أنَّه بالرغم من وجود فوائد أكبر لبتكوين في حال ارتفاع التضخُّم بحدة، فإنَّ المخاطر كبيرة جداً.

وقال، إنَّ الذهب يملك تاريخاً طويلاً كمخزن للقيمة، لا تضاهيه "بتكوين" التي تخضع دائماً للشكوك؛ بأنَّ عملة رقمية أخرى، ربما ستكون مدعومة من بنك مركزي ، يمكن أن تحل محلها.

ويقول: "إذا استمر تراجع الدولار، من الممكن أن تنجح بتكوين أكثر، ولكن من الممكن أيضاً، ألا يكون لها قيمة في السنوات المقبلة، ولكن لا يمكننا قول الشيء نفسه على الذهب".

وإن عثرنا على شيءٍ واحدٍ واضحٍ، فيتجلى في أنَّ "وول ستريت"، بدأ يأخذ "بتكوين" على محمل الجد بطريقة لم تحدث في 2017، فقد كتب "انيجو فرايجر جينكينز"، من شركة "ستانفورد سي بيرنشتاين" في تقرير يوم الإثنين "لقد غيَّرت رأيي، لن تحل "بتكوين" محل الذهب، ولكن هناك مساحة تساعد الإثنين، خاصة إذا كان المستقبل يتَّسم بمعدلات تضخُّم مرتفعة، ومستويات ديون هائلة".

وأضاف في مقابلة: "أرى "بتكوين" مكملةً للذهب.. ومهما كان حجم مخصصاتك للذهب، أو العملات الرقمية قبل الوباء، أعتقد أنه يجب أن يكون أكبر بكثير الآن".

تصنيفات