بلومبرغ
أسهمت عدة عوامل مرتبطة في زيادة التوقعات بقدوم تداول خطير على غرار أسهم الميم لأسهم منصة "روبن هود ماركتس" بعد أسبوع تقريباً من تخبّطها في أول ظهور لها للتداول العام. تمثلت تلك العوامل في حماسة المستثمرين الجدد، وسعر السهم المرتفع والمُحير، بجانب تداول لعقود الخيارات، والتصديق من قبل كاثي وود، وتغريدات مقدم البرامج التليفزيونية جيم كريمر.
وتدور التكهنات حاليا حول ما الذي يقف وراء الارتفاع الذي عزز أسهمها بنسبة 100% الأسبوع الجاري.
ويوم الأربعاء أغلق سهم "روبن هود"، الذي تراجع بحوالي 8% من سعر الطرح البالغ 38 دولارا خلال أول يوم تداول له يوم الخميس الماضي، عند 70.39 دولار.
اقرأ أيضا: مؤسسا منصة "روبن هود" خفضا راتبيهما 90% فدخلا نادي المليارديرات
يشبه هذا الصعود المفاجئ الارتفاع المتقلب في الأسهم المحببة على منصة "ريديت" مثل "غيم ستوب"، و"إيه إم سي إنترتينمنت" والذي أثار اهتمام "وول ستريت" العام الجاري. ويشير العاملون بالسوق إلى مزيج من العوامل وراء التحركات الجامحة في سهم "روبن هود"، إذ شهد أمس الأربعاء أول يوم لتداول عقود الخيارات على السهم - وهو ما يمكن أن يقود تأرجحات سعرية - وفي نفس الوقت تواصل شركة "آرك انفستمنت مانجمنت"، بقيادة كاثي وود، إضافة الأسهم إلى صناديقها.
وتم تبادل حوالي 329 ألف عقد خيارات في "روبن هود"، يوم الأربعاء، وهو ما يجعل الأحجام في اليوم الافتتاحي لعقود خياراتها ثاني أعلى حجم على الإطلاق بعد "فيسبوك"، وفقا لمذكرة من "هنري شوارتز، مدير أبحاث المنتجات في "سي بي أو إي غلوبال ماركتس" (Cboe Global Markets Inc)، وهي مُشغلة بورصة خيارات.
عقلية القطيع
وقال كريس غريسانتي، كبير إستراتيجي الأسهم في "إم إيه آي كابيتال مانجمنت" (MAI Capital Management): "أشعر أن هذه التحركات ليست معقدة بقدر ما هي ناتجة عن عقلية القطيع مثل "إيه إم سي" أو "غيم ستوب".. والنظر إلى الرسوم البيانية وحك رؤوسنا وقول لا نعرف ما هذا هو تماما نفس الشعور الذي تملكنا مع غيم ستوب وإيه إم سي".
في خطوة غير تقليدية، سعت الشركة لتخصيص ما يعادل 35% من أسهمها في الطرح الأولي للجمهور إلى المستثمرين الأفراد، لكن بالنهاية باعت حوالي 20 إلى 25% منها، وكان الطلب ضعيفا مقارنة مع الإدراجات الهامة الأخرى مثل عملاقة مشاركة السيارات الصينية "ديدي غلوبال"، و"كوين بيس".
ومع ذلك، ارتفع إجمالي حجم تداولات المستثمرين الأفراد 10 أضعاف تقريبا، يوم الثلاثاء مقارنة باليوم السابق، حسبما أظهرت بيانات "فاندا سيكيوريتيز" (Vanda Securities). وفي الثلاث ساعات الأولى من جلسة يوم الأربعاء، تم تبادل أكثر من 100 مليون سهم، أي أعلى خمسة أضعاف من الأحجام المشهودة في الأيام الماضية.
وكانت عقود خيارات "روبن هود" التي شهدت أكبر حجم تداول يوم الأربعاء تسمح للمستثمرين بشراء الأسهم بسعر تنفيذ 70 دولارا، وهي العقود التي تنتهي صلاحيتها في 20 أغسطس، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
اقرأ أيضا: "روبن هود" تواجه اتهامات بالسيطرة على عملة "دوغيكوين"..وتغريدة "إيلون ماسك" تعزز الشكوك
ويقول هيو تالنتس، شريك أول في شركة الاستشارات "سي جي 42" (CG42)، إن تداولات "روبن هود" تقوم على "العاطفة"، وأضاف: "هناك مناصرون رئيسيون ومعارضون أساسيون وجميعهم في حرب مع بعضهم بعضا، وتسمح لهم سوق الخيارات بتصعيد الحرب إلى نطاق أكبر من مجرد بيع وشراء الأصل نفسه".
ويقول مايكل جيسون غيل، البالغ من العمر 39 عاما، وهو جندي أمريكي معاق يعيش في "أوك هيل" بولاية فيرجينيا الغربية، إنه اشترى 13 سهما من "روبن هود" في أول يوم تداول، ثم أضاف 6 أخرى يوم الاثنين، وأضاف "غيل"، الذي يمتلك حسابا على "روبن هود" منذ ثلاثة أشهر، إن جيم كريمر من "سي إن بي سي" أثر على قراره، وكان المقدم التلفزيوني الشهير نشر مجموعة من التغريدات الإيجابية بشأن أسهم "روبن هود".
وقال غيل: "بدأت أدرك أنها إذا كانت تلك الأسهم كبيرة بما يكفي لأن يتحدث عنها كبار اللاعبين المتواجدين في اللعبة منذ وقت طويل، فأنا سأضع ثقتي فيهم.. فهي تظهر في الأخبار وهي معروفة لديهم".
ورفضت نورا تشان، المتحدثة باسم "روبن هود"، التعليق بخلاف التصريحات السابقة التي قدمها المديرون التنفيذيون في الشركة بشأن الحفاظ على التركيز على المدى الطويل، كما رفضت "آرك انفستمنت" أيضا التعليق على مشترياتها.
لم تُدرج "روبن هود" أسهمها في قائمة "ديلي موفرز" (Daily Movers) على تطبيقها، الذي يعرض الأسهم ذات الأسعار الأكثر تقلبا، وكان السهم الذي سجل أكبر زيادة في الأسعار في تلك القائمة هو "بيونج سبرنغ" (BeyondSpring Inc) بنسبة 176% يوم الأربعاء، وقفز سهم "روبن هود" بنسبة 50%، مقلصا زيادة سابقة وصلت إلى 82%. وفي نفس الوقت، خسرت "إيه إم سي" و"غيم ستوب" 11% و4% على التوالي.