بلومبرغ
الذهب مؤهل لبلوغ مستويات مرتفعة مجدداً فيما يقلل المستثمرون من مخاطر تراجع البنوك المركزية عن التحفيز الهائل، وفقاً لمدير صندوق تنبأ بوصول المعدن إلى مستوى قياسي العام الماضي.
قال دييغو باريللا، الذي يدير صندوق "كوادريغا إغنيو" (Quadriga Igneo) بقيمة 250 مليون دولار، إنه لا يوجد وعي كبير بالضرر طويل الأجل الذي تسببت به السياسة النقدية والسياسات المالية شديدة التيسير. خلقت أسعار الفائدة المنخفضة بشكل مصطنع فقاعات أصول أكبر من أن تنفجر، وهو ما يُصّعب على البنوك المركزية بشدة تطبيع سياساتها دون المخاطرة بانهيار الفقاعات.
باريللا، المقيم في مدريد، والذي صحت توقعاته في 2016 إن الذهب سيصل إلى مستوى قياسي خلال 5 سنوات قال إأن "عملية التخفيف (سياسة الاحتياطي الفيدرالي لشراء الأصول) ستكون بطيئة بإفراط... وأعتقد أن دافعات قوة الذهب لم تبق فحسب إنما ازدادت قوة".
وقال مدير الصندوق إنه يتمسك برأيه بأن الذهب يمكن أن يرتفع إلى ما بين 3000 و5000 دولار للأونصة خلال الثلاث إلى الخمس سنوات المقبلة. ناهز سعر الذهب، الذي يعتبر ملاذاً آمناً، سعر 1800 دولار للأونصة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكان قد بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2,075.47 دولار في أغسطس 2020 نتيجة الضرر الذي ألحقه الوباء بالاقتصاد العالمي.
سبائك لا ربوية
تعثر الذهب بعد التحول المتشدد في موقف الفيدرالي في يونيو عندما سرّع المسئولون جدولهم الزمني لتشديد السياسة وقالوا إنهم قد يبدؤون في مناقشة خفض مشتريات السندات تدريجيا. ارتفعت سندات الخزانة منذ نهاية مارس حتى مع تسارع التضخم، ما دفع عائدات أجل 10 سنوات إلى مستوى قياسي منخفض، وهو ما يزيد عادة من جاذبية حيازة السبائك التي ليس عليها فائدة، ومع ذلك، تعد الأسعار أدنى بكثير من ذروة العام الفائت.
وقال باريلا، الذي عمل سابقاً في "غولدمان ساكس غروب إنك"، و"بنك أوف أمريكا ميريل لينش" ولديه خبرة 25 عاماً في تداول المعادن النفيسة، إن الذهب منفصل عن بعض التحركات في سندات الخزانة والعائدات الحقيقية لكن يمكن أن يحصل على دفعة في حال حدوث تجنب كبير للمخاطر ومن شأنه أن يظهر أن البنوك المركزية ليست مسيطرة كما يعتقد الناس.
توقعات معاكسة
يتوقع معظم المحللين أن يتراجع الذهب تدريجياً خلال السنوات القليلة المقبلة، وقال استراتيجيون في "يو بي إس"، بمن فيهم واين جوردون وجيوفاني ستونوفو، في مذكرة إن التعافي بعد الوباء وتخفيف الفيدرالي مشترياته وقوة الدولار ستضغط على المعدن الذي سينخفض إلى 1700 دولار للأوقية بحلول نهاية العام، ثم يواصل الهبوط في 2022. انخفض الذهب بنسبة 0.4% إلى 1,807.01 دولار أمريكي في الساعة 8.27 صباحا في لندن بعد ارتفاعه بنسبة 2.5% في يوليو.
وقال باريللا إن أداء صندوق "كوادريغا إغنيو"، الذي تم إطلاقه في 2018، عانى مؤخراً بسبب استراتيجيته القائمة على الشراء طويل الأجل في الذهب وقطاع التأمين وقصيره مع الأسهم، لكنه لا يزال مستقرا نتيجة بعض التدفقات الداخلة من العملاء، وقال إن مديري الصندوق ما زالوا يركزون على مهامهم ولا يرون شيئا يضعف وجهة نظرهم الأساسية.
أضاف باريللا: "لا يحل طبع الأموال من قبل البنوك المركزية المشكلة فعليا، وإنما يؤخر المشكلة.. وسيستفيد الذهب بالتأكيد من كونه أصلاً مادياً لا تمكن طباعته".