بلومبرغ
ربما يوشك هدوء بحر سوق العملات أن ينقلب مائجاً.
تميل العوامل الموسمية إلى زيادة التقلبات في أغسطس وسط انخفاض السيولة، ويسعى المتداولون راهناً إلى ملاذ استباقاً لاجتماعات رئيسية للبنوك المركزية في سبتمبر، ما رفع تكاليف تحوط العملات بشكل حاد.
يترقب المستثمرون في الشهرين المقبلين أن يستوضحوا مسار سياسات الاحتياطي الفيدرالي، وبنك إنجلترا، والبنك المركزي الأوروبي. كما أنهم يتوقعون استشرافاً أفضل للتأثير الاقتصادي لمتحورات فيروس كورونا وما إذا كان ثمة ما يبرر تقليص التوقعات حول تشديد السياسة النقدية.
قالت جين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في "رابوبنك": "سيكون موضوع تخفيف التسهيل الكمي لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على رأس جدول الأعمال... هذا العامل، جنباً إلى جنب مع الأخبار عن متحور دلتا والمختلط بظروف العطلات الضعيفة، يشير إلى وجود وصفة جيدة لتقلبات أعلى".
ارتفاع صارخ
إن إعادة التسعير المسجلة بالفعل في عقود التقلبات قصيرة الأجل للعملات الرئيسية ذات دلالة. على الرغم من أن المتداولين لا يتوقعون تحولات في السياسة، فإن احتمالية حدوث تغييرات في التوجيهات المستقبلية خلال الأشهر المقبلة كافية لرفع التقلبات.
ارتفعت خيارات الجنيه الإسترليني لمدة أسبوعين، والتي تتأثر بالاجتماعات المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا، إلى أعلى مستوى منذ مطلع مايو، في تباين صارخ مع أدنى مستوى في 16 شهراً سجلته قبل أسبوع فقط.
فراشة دلتا
بعيداً عن توقعات السياسة النقدية، فإن تجدد المخاوف بشأن الوباء يزيد أيضاً من تكلفة التحوّط. يتجلى هذا بشكل أكثر وضوحاً في زوج الدولار الأسترالي والين الياباني، وهو وكيل مخاطرة يستخدم على نطاق واسع نظراً لعلاقات الدولار الأسترالي بالنمو العالمي والأمان الملحوظ للين.
ارتفعت عقود خيارات الفراشة الرباعية ذات حساسية تذبذب دلتا 10 لأجل ثلاثة شهور على زوج الدولار الأسترالي والين، إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر مايو، ما يدل على أن المستثمرين يبحثون عن حماية من التقلبات الضخمة في الأشهر المقبلة.
مخاطر تقلبات
قالت جين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في "رابوبنك" إن التقلبات في الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي قد تكون "مثيرة للاهتمام" في الأشهر المقبلة.
علاوة على تلك المقاييس، يشير لون السوق أيضاً إلى مخاطر مرتفعة في التقلبات. تضيف صناديق التحوّط تعرض غاما الطويل إلى ندوة جاكسون هول في أواخر أغسطس، واجتماع البنك المركزي الأوروبي في سبتمبر، وفقاً لمتداولين في أوروبا طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علانية.