بلومبرغ
كثيراً ما سعت شركة "بالانتير تكنولوجيز" الأمريكية للحصول على عملاء من أكبر الحكومات والشركات في العالم، لكن حالياً، وفي تحول جذري في استراتيجيتها، باتت تطارد الشركات الناشئة.
وتخطط الشركة المثيرة للجدل المختصة بتكامل البيانات والتحليلات، التي شارك في تأسيسها الملياردير، بيتر ثيل، للإعلان عن أنَّها ستبيع برنامجاً على نموذج اشتراك شهري لشركات أصغر، بدءاً من حفنة من الشركات الناشئة المرتبطة بموظفي "بالانتير" السابقين.
تنويع العملاء
يعدُّ التوجه نحو البيع للشركات الناشئة كسراً للتقاليد بالنسبة للشركة التي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار، التي صنعت اسمها بفضل اتصالاتها الكبيرة مع الجيش الأمريكي، و"ميرك غروب"، وعدد قليل من المنظمات البارزة الأخرى، وهي جزء من جهود "بالانتير" الأكبر لتنويع مصادر أرباحها بعيداً عن الاعتماد على عدد قليل من العملاء الكبار.
سيبدأ البرنامج الجديد، المسمى"فاوندري فور بيلدرز"، بخمس شركات ناشئة في مجالات تشمل الروبوتات، والصحة، والتكنولوجيا المالية.
ستختبر المجموعة البرنامج الذي تقول شركة "بالانتير"، إنَّه يعمل كنظام تشغيل لبيانات الشركة.
واختارت "بالانتير" الشركات الناشئة التي لها اتصال بالموظفين السابقين، الذين لديهم دراية بكيفية تشغيل النظام، لتستخدم ملاحظاتهم لتحسين المنتج للشركات الناشئة قبل طرحه على نطاق أوسع في الأشهر المقبلة.
سيطرة الأعمال الحكومية
كان لدى "بالانتير" 149 عميلاً حقَّقوا إيرادات بقيمة 341 مليون دولار في الربع الأول، وجاء الجزء الأكبر من المبيعات من العقود الحكومية.
إذ دفعت موجة من إبرام الصفقات أثناء الوباء، بما في ذلك اتفاقات مع "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية" الأمريكية، الأعمال الحكومية للشركة إلى أكثر من 60% من الإيرادات، وهو خلل أثار حفيظة بعض المستثمرين.
يهدف برنامج "فاوندري فور بيلدرز" إلى التعامل مع هذا التفاوت من خلال إضافة عدد أكبر من الشركات سريعة النمو إلى قاعدة عملاء "بالانتير".
ويبدو أنَّ تطوير علاقات أوثق مع الشركات في مراحلها المبكِّرة كان موضع تركيز متزايد في الأشهر الأخيرة لشركة"بالانتير" التي تتخذ من دنفر مقرَّاً لها.
استثمار مباشر
وإلى جانب توسيع المبيعات للشركات الناشئة؛ تستثمر الشركة أيضاً في هذه الشركات. فقد قامت "بالانتير"مؤخَّراً بسلسلة من الاستثمارات المباشرة في شركات تمَّ طرحها للاكتتاب العام عبر شركات ذات أغراض خاصة للاستحواذ، بلغ مجموعها أكثر من 130 مليون دولار.
لاحقاً أصبحت جميع هذه الشركات أيضاً عميلات لـ"بالانتير"، وهي ممارسة أثارت بعض الدهشة.
في هذا السياق، قال شيام سانكار، الرئيس التنفيذي للعمليات في "بالانتير"، إنَّ فوائد بيع البرامج للشركات الناشئة أصبحت واضحة للشركة بسبب جهودها الاستثمارية.
قال "سانكار" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "من خلال العمل مع الشركات الناشئة عبر استثماراتنا التي تمَّت بواسطة شركات ذات أغراض خاصة للاستحواذ؛ أدركنا أنَّ الشركات الصغيرة طموحة وذكية، وتحتاج إلى أفضل البرامج في بداية رحلتها".
"أستروكاست"
تعدُّ شركة الأقمار الصناعية السويسرية "أستروكاست" هي أحدث إضافة إلى محفظة "بالانتير" المتنامية.
تلقَّت "أستروكاست" مبلغ 5 ملايين دولار من "بالانتير" في منتصف يوليو كجزء من جولة بقيمة 50 مليون دولار بتقييم بلغ 125 مليون دولار بقيادة "أديت فينتشرز"، وهي مستثمر قديم في "بالانتير" أيضاً.
أعلنت شركة"أستروكاست" -وهي أحد عملاء شركة"بالانتير"، على الرغم من أنَّها ليست عضواً في مجموعة تجربة "فاوندري فور بيلدرز" -أنَّها ستقوم بالاكتتاب العام يوم الإثنين من خلال إدراج مباشر في بورصة أوسلو.
وأخبر كييل كارلسن، المدير المالي للشركة وكالة بلومبرغ، أنَّ الشركة قدَّمت طلب الإدراج المباشر يوم الثلاثاء، وأنَّ الأسهم يمكن أن تبدأ التداول في وقت مبكِّر في الأسبوع الأول من أغسطس.