بلومبرغ
تهدف مبادرة جديدة إلى التغلب على الاختناقات التي أعاقت إنتاج جرعات لقاح كوفيد-19 ونشرها عالمياً، وربط الشركات المصنعة بموردي المواد الحيوية.
ستعمل المنصة، التي يقودها "تحالف ابتكارات التأهب الوبائي"، كسوق تجمع بين مشتري وبائعي"الفلاتر" و"المواد الدهنية" و"القوارير"، وأكياس المفاعلات الحيوية، وغيرها من الإمدادات الرئيسية المستخدمة في صنع اللقاحات. ويهدف التحالف لتسريع إنتاج عشرات الملايين من الجرعات التي يمكن أن تتدفق إلى "مبادرة الوصول العالمي للقاحات كوفيد-19" التي يطلق عليها اسم "كوفاكس"، برنامج التوزيع العالمي الذي فشل في تحقيق أهدافه الأولية.
ويرى المصنعون أن معالجة نقص المكونات تعد وسيلة لمعالجة عدم المساواة في الحصول على اللقاحات، التي تركت البلدان ذات الدخل المنخفض متخلفة في سباق التلقيح، لذلك ركزوا على إزالة الاختناقات والحواجز التجارية، وجادلوا ضد مقترحات التنازل عن حماية براءات الاختراع للقاح. ومع ما يقدر بنحو 11 مليار جرعة مطلوبة للخروج من الوباء، يكافح بعض المنتجين للوصول إلى سعتهم الكاملة.
وخلال مقابلة أجريت مع ميلاني سافيل، مديرة أبحاث اللقاحات وتطويرها في "تحالف ابتكارات التأهب الوبائي"، قالت إن: "ما نراه في الواقع هو أن الشركات المصنعة غير قادرة على تقديم اللقاحات التي وعدت بها لمجرد وجود عراقيل صغيرة مثل "الفلتر"، إن هذا يشكل حل عملي للغاية على المدى القصير".
وحذر رئيس معهد "سيروم الهندي"، المرخص له بصنع لقاحات من "أسترازينيكا" و"نوفافاكس"، في وقت سابق من هذا العام من أن قانوناً أمريكياً يمنع تصدير العناصر الرئيسية بما في ذلك الأكياس والفلاتر، وهو القانون الذي من المحتمل أن يتسبب في اختناقات خطيرة. وتوقف إنتاج شركة "نوفافاكس" بسبب وجود نقص في تلك العناصر.
من جهته، قال توماس كويني، المدير العام لـ"الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية "الذي يتخذ من في جنيف مقراً له: "كنا نعلم دائماً أن التوسع في التصنيع سيكون تحدياً كبيراً مثل البحث عن لقاحات فعالة وتطويرها، فهذا هو أكبر برنامج تطعيم في تاريخ البشرية".
انعدام المساواة
وفي مواجهة الانتقادات، قررت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام مساعدة الهند عن طريق إرسال العناصر اللازمة للقاحات كجزء من حزمة المساعدات. وبدأت إدارة "بايدن" أيضاً في مشاركة اللقاحات في الخارج بعد أن حصلت أمريكا على مئات الملايين من الجرعات الأولية المنتجة على أراضيها. وحصلت الدول الغنية على معظم الإمدادات المحدودة من اللقاحات المنتجة حتى الآن.
يمكن أن تشتمل سلاسل إمداد اللقاحات على أكثر من 100 مكون. وستركز المنصة الجديدة على عدة مجالات، بما في ذلك المواد الدهنية. وتحتاج تقنية (Messenger RNA) - المادة الوراثية الموجودة في صلب نوع الجرعات التي تنتجها شركتا "فايزر" و"موديرنا" -إلى غلاف وقائي مكون من أربعة أنواع مختلفة من المواد الدهنية- تسمى مجتمعة الجسيمات النانوية الدهنية- حتى تتمكن من دخول الخلايا البشرية.
ستسمح السوق الجديدة للمصنعين والموردين بتقديم الطلبات أو العروض بشكل سري إلى "تحالف ابتكارات التأهب الوبائي" الذي يتخذ من أوسلو مقراً له. وسيمنح البرنامج الموردين طريقة لتخصيص المواد غير المستخدمة وتعبئة المخزون العاطل من برامج اللقاحات التي فشلت أو تخطط لتقليصها، كما يمكنها الاستفادة من الإمدادات الفائضة من الشركات المصنعة غير المشاركة في اللقاحات.
يقول "سافيل" من "تحالف ابتكارات التأهب الوبائي": "هذا ليس الشيء الوحيد الذي يجب أن يحدث، هدفنا هو الحصول على جرعات اللقاحات هذه في الوقت المناسب، ولهذا السبب نبحث في سبل متعددة".